الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تصبح عارفاً حكيماً ؟

عزيز الخزرجي

2024 / 1 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ألبداية هي معرفة معنى الأخلاص في الحياة و آلدِّين و كل الوجود :
في بلاد الأسلام و العالم الأسلامي و غيرها من البلاد شرقاً و غرباً ؛ تجد الكثير من دعاة الأسلام و الأنسانية و المسلمين و المصلين و حتى المؤمنين في الأحزاب و الأديان الأخرى كل حسب مذهبه و دينه و ععيدته بإعتبار لكل منها حالات و مراتب كـ (الأسلام و الأيمان و التقوى التي فيها درجات و معايير أيضاً, لكن ذلك الأيمان يكون شكلياً و نظرياً عادة ما, و لا ينفع حتى قليلاً في الوجود بسبب قوة المغريات و الأهواء و ضعف النفوس, لذا أكثرهم إن لم يكن كلهم يتعرض للزلات و الحرام و عمل المنكر و الشرك بآلله .. خصوصا مع شهوة التسلط و تملك الأموال و نيل الشهوات المادية الأخرى كآلنساء و الولدان التي هي المعيار في ميزان يوم الفصل و الحساب .. يوم القيامة إن خيراً فخير وإن شراً فشر, و السبب في بقاء البشر و هم يخوضون كل عمرهم في الفساد و الكذب والغيبة متذبذبين بين هذا و ذاك؛ هو فقدان الأخلاص و الصدق في وجودهم و إيمانهم .. لفقدانهم ألمفتاح (السِّر) الذي وحده يفتح أمام الأنسان الآفاق و يحفظ العلاقة بآلخالق, ذلك السّر العظيم الذي ناله الكثير من أولياء الله كآلأنبياء و المرسلين و الأئمة و بلعم بن باعور و الخضر و سلمان و غيرهم!

ذلك السّر العظيم يُؤَمّن و يَحفظ إرتباط العاشق الخفي و العميق بآلله تعالى, و لا شيئ يُحقق ذلك المستوى سوى عشق و حب الله الشديد .. بحيث لا يضاهيه أيّ حُب آخر في قلبه.

ورد في تفسير ألعياشي عن (مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه) : [إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: فيما النجاة غداً؟ فقال : (النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان ونفسه يخدع لو يشعر), فقيل : فكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله ثم يريد به غيره, فاتقوا الرئاء فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له]ٍ.

و صّفة (الرياء) هي من أبرز و أوضح و أجلّ صفة للسياسيين و كما نشهدها في سياسيّ و حكام اليوم كما الأمس و منهم ساسة العراق المتحاصصين اليوم و مرتزقتهم مع عامة الناس الذين يتبعونهم بغباء مفرط لأجل الرواتب و المناصب و الإئتلافات بعيدا عن المعارف الكونية و الأسرار الإلهية.

خلاصة الموضوع : المؤمن هو من يتعامل بآلقلب و يجعل الصّدق عنواناً لسلوكه و تعامله, و يلزم هذا أن (يجعل بينه و بين الله و أوليائه سرّاً أو أسراراً) لا يطلع عليها أحد, لمعزته بحبيبه و تعلقه بتلك الأسرار التي هي آلحبل الواصل بينه و بين الله و أحباؤوه و تلك الحالة لا تتحقق إلّا بآلأخلاص له تعالى, و الأخلاص نفسه سرّ يقذفه الله في قلب مَنْ يُحبّ و لا يتحقق إلا بمحبة و عشق الله العزيز دون كل العشوق المجازية من حولنا خصوصا الدّولار الذي بات هو الرّب الأوحد للناس للأسف و كما مكتوب على وجه تلك العملة عبارة :
In God We trast نحن نؤمن بآلله ..
وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان عن مكحول قال :
[بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أخلص عبد لله أربعين صباحاً إلا ظهرت (سرت) ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه].

كما ورد بنفس السياق في الأحاديث القدسية التي تعادل الآيات القرآنية و تختصّ بآلأسرار ما بين الرسول(ص) و ربه جلّ و علا.
كما إنّ عشق و ولاية عليّ (ع) كفيلة و ضامنه في حال – عشقهُ بصدق و السير على نهجه - لتحقيق العرفان و الحكمة بوجودنا.
و بذلك نصل درجة العرفان و الحكمة التي حيّرت فصولها و أسفارها أرباب العلم و الفلسفة و الفقه !
و الفلسفة الكونية العزيزية خير ضامن و دليل عبر أقصر وأسمى و أرقى منهجٍ كونيّ لعشق لله تعالى عبر المحطات الكونية التالية :
[الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الإستغناء – الحيرة – الفقر والفناء] و يمكن إختصار كل هذا المقال بسبعة مراتب وجودية :
[قارئ – مثقف – كاتب – مُفكّر – فيلسوف – فيلسوف كونيّ – عارف حكيم].
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟