الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراحل التاريخية لتطور طقوس وطرق الزواج في المملكة السويدية

حبيب محمد تقي

2024 / 1 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


- الحلقة الأولى -
بدءًا من عصر "الفايكنغ"، الذي أمتدت حقبته في السويد، من أواخر القرن الثامن، حتى القرن الحادي عشر الميلادي. تلك الحقبة التي كانت فيها السويد، تدين بالديانة الوثنية النوردية.
في ظل "عصرالفايكنغ"، الذي تسيد، وساد في المجتمع السويدي قاطبة، ولأكثر بقليل من ثلاث قرون، كان فيها الرجال قوامون على النساء. ويعد الرجل هو السيد المتحكم في زوجته وأفراد عائلته. وهو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها. لأن الرجال بمنظورهم أنذاك ، أكثر إقتدار، وقوة، وأكثر ذكاء، ونضج وحكمة، من النساء. وكأنهم يقولوا" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "
بمعنى أخر، أن مجتمع الفايكنغ السويدي في تلك الحقبة التاريخية، وبالمنظور المعاصر، كان مجتمعاً ذكورياً بإمتياز.
وفي ظل ذلك العصر، كان الزواج بأكثر من امرأة واحدة شائع، ومتاح. سواء للنبلاء الأسياد والأثرياء، أو العامة.
إذ لم يكن لنساء الفايكنغ، خيار في إختيار أزواجهنَّ، وزواجهنَّ، . فجل نساؤهم مملوكات لآبائهنَّ، أو لأولياء أمورهنَّ، ممن هم أوصياء عليهنَّ من الذكور، ويتمّ نقل ملكيتهنَّ إلى أزواجهنَّ بالزواج ليس إلا.
وهذا مايفسر تعاطي رجال الفايكنغ حينها "بغسل العار" وذلك بإعطاء الحق للزوج، بقتل زوجته وعشيقها، في حال تلبسهما بالزنا، وكل المرويات عن تلك الحقبة، تؤكد بعدم وجود عقوبة رادعة للزوج الذي يمارس الزنا. وإختصار العقوبة على النساء الزانيات.
أما فيما يخص تفاصيل طقوس زواج مجتمع الفايكنغ السويدي أنذاك.
فكانت تستدعي من العريس، وولي أمره في عائلته، بطلب يد العروس، من والد، أو من الوصي على العروسة. وبعد الموافقة، يتم الإتفاق على مهر العروس الذي يتفاوت، بتفاوت المكانة الإجتماعية، وبتفاوت ملكيتها الخاصة من الثروة العينية والنقدية ، لهذه العائلة، أو تلك. سواء لعائلة العريس أو العروس. ويتم الأتفاق أيضاً، على موعد لاأقامة حفل الزفاف، الذي يتضمن الإعداد المسبق، لمأدبة طعام ومشروبات، وفي مقدمتها البيرة لكل المدعوين لحفل الزفاف.
وعند الشروع بحفل الزفاف، تلزم العروس بالإستحمام، والذي من المعروف حينها أن الإستحمام لم يكن عادة يومية، إنما في فترات متباعدة نسبياً. ومن بعد الإستحمام يتوجب على العروس أن تترك شعرها مرخياً على طوله، بعد تجفيفه، وأن تضع فوقه تاجاً من الأزهار وأوراق الأشجار لتزينه كعروس.
والبعض من عوائل الفايكنغ الثرية تحديدا، تلزم العروس بوضع تاجاً من الفضة، بدل من الأزهار الطبيعية ليوضع على شعر رأسها، ليتمّ توارثه في العائلة حديثة التكوين لبناتها لاحقاً، وللحفيدات فيما بعد.
أما عريس الفايكنغ وخصاً المنحدر من أسرة ثرية، كان يلزم بحمل سيف أو سلاح مرموق أثناء زفافه. وبالطبع بعد إستحمامه، ومن بعد إرتدائه لأنظف ولأفخر الثياب المتعارف عليها في وقتها.
ثم يأتي دور أحد كهنة القرية، الذي يدين بالديانة الوثنية النوردية، ليبارك زواجهما، ويشرف بدوره، بذبح الأضاحي على شرف الإلهة، سواء كانت عنزة، أو خنزير بري، أو حصان، كأضاحي للإلهة "ثور" و "فريا" و"فرير" ويقوم الكاهن ذاته، بجمع الدم من الأضحية أعلاه، ويضعه في وعاء، ويغمس فيه مجموعة من أغصان التنّوب، ثم يقوم يرش دم الأضاحي تلك على الزوجين، للحصول على بركة الإلهة لذلك الزواج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا