الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محادثات مع الله (9)

نيل دونالد والش

2024 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفصل الخامس

• ما هو الطريق الحقيقي إلى النفس الكلية؟ هل هو من خلال التخلي كما يعتقد بعض اليوغيين؟ وماذا عن هذا الشيء المسمى بالمعاناة؟ فهل المعاناة والخدمة هي الطريق إلى الله كما يقول كثير من الزاهدين؟ هل نكسب طريقنا إلى الجنة من خلال "أن نكون صالحين"، كما تعلمنا العديد من الأديان؟ أم أننا أحرار في التصرف كما نرغب، وأن نخرق أو ننتهك أو نتجاهل أي قاعدة، أو أن نضع أي تعاليم تقليدية جانبًا، أو الغوص في الذات، وبالتالي العثور على السكينة، كما يقول العديد من أتباع العصر الجديد New Age ؟ أين هو الطريق؟ المعايير الأخلاقية الصارمة، أو افعل ما يحلو لك؟ كيف أختار؟ القيم التقليدية أم تغييرها؟ هل هي الوصايا العشر أم الخطوات السبع للتنوير؟
لديك حاجة ماسة إلى أن يكون الأمر بطريقة أو بأخرى، أليس كذلك.. ألا يمكن أن يكون كل هذا؟
• لا أعرف. أنا أسألك.
سأجيبك إذن بأفضل ما يمكنك فهمه، على الرغم من أنني أخبرك الآن أن إجابتك موجودة في داخلك. أقول هذا لجميع الناس الذين يسمعون كلامي ويسعون إلى حقيقتي.
كل قلب يتساءل بجدية: ما هو الطريق إلى النفس الكلية؟ سيُدل. وسيُعطى كل منهم الحقيقة القلبية. تعال إليّ عبر طريق قلبك، وليس عبر رحلة عقلك. فإنك لن تجدني أبداً في عقلك.
لكي تعرف الله حقًا، عليك أن تكون خارج عقلك.
ومع ذلك فإن سؤالك يحتاج إلى إجابة، ولن أتخلى عن فحوى استفسارك.
سأبدأ ببيان سوف يذهلك، وربما يسيء إلى حساسية الكثير من الناس. لا يوجد ما يسمى بالوصايا العشر.
• يا إلهي، لا يوجد؟
لا ليست هناك. من سأأمر؟ نفسي؟ ولماذا تكون مثل هذه الوصايا مطلوبة أو ضرورية؟ كل ما أريده موجود، أليس كذلك؟ فكيف يكون من الضروري إذن أن أأمر أحداً؟
هل من الضروري أن أرغب بشيء ما، ثم أعتمد على الوصايا، ثم أراقب كيف لا تنفذ تلك الوصايا؟!
أي نوع من الملوك سيفعل ذلك؟ أي نوع من الحكام؟
ومع ذلك أقول لكم: أنا لست ملكًا ولا حاكمًا. أنا ببساطة – وبذهول – الخالق. ومع ذلك، فإن الخالق لا يحكم، بل فقط يخلق ويخلق، ويستمر في الخلق.
لقد خلقتك – وباركتك – على صورتي ومثالي. وقد قدمت لك بعض الوعود والالتزامات. لقد أخبرتك، بلغة واضحة، كيف سيكون الأمر معك عندما تصبح واحدًا معي.
أنت، كما كان موسى، باحثًا جادًا. موسى أيضًا، كما أنت الآن، وقف أمامي متوسلاً للحصول على الإجابات. ودعا: "يا إله آبائي". "يا إلهي، تفضل أن تريني. أعطني علامة، حتى أقول لشعبي! كيف نعرف أننا نحن المختارون؟”
ولقد أتيت إلى موسى، كما أتيت إليك الآن، بعهد إلهي، وعد أبدي، التزام أكيد. سأل موسى بحزن: "كيف يمكنني التأكد؟". فقلت: "لأنني أخبرتك بذلك". "لديك كلمة المصدر."
ولم تكن كلمة الله وصية، بل عهد. فهاهي إذن…

الاتزامات العشر
ستعرف أنك سلكت الطريق إلى النفس الكلية، وستعرف أنك وجدت النفس الكلية، لأنه ستكون هناك هذه العلامات، وهذه المؤشرات، وهذه التغييرات فيك:
1. ستحب الله من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل روحك. ولا يكون لك إله آخر أمامي. لن تعودوا تعبدون الحب البشري، أو النجاح، أو المال، أو السلطة، ولا أي رمز لها. سوف تضع هذه الأشياء جانبًا كما يضع الطفل الألعاب جانبًا. ليس لأنهم لا يستحقون، بل لأنه كبر عليها.
وستعلم أنك سلكت الطريق إلى الله للأسباب التالية:
2. لن تستخدم اسم الله عبثا. ولن تدعوني في أمور بخسة. سوف تفهم قوة الكلمات والأفكار، ولن تفكر في ذكر اسم الله بطريقة غير مقدسة. لا يجوز لك استخدام اسمي عبثًا لأنك لا تستطيع ذلك. لأن اسمي – "أنا الكائن" العظيم - لا يُستخدم أبدًا عبثًا (أي بدون نتيجة)، ولا يمكن أن يكون كذلك أبدًا. ومتى وجدت الله ستعرف هذا.
وسأعطيك هذه العلامات الأخرى أيضًا:
3. ستقرر أن تترك لي يوما وستجعله مباركاً. وذلك حتى لا تبقى طويلاً في وهمك، بل تجعل نفسك تتذكر من أنت ومن تكون. وبعد ذلك ستنادي قريبًا كل يوم سبتًا، وكل لحظة مقدسة.
4. ستكرم والدتك وأباك – وسوف تعرف أنك ابن الله عندما تكرم النفس الكلية (أبوك/أمك) وترفع من منزلتها في كل ما تقوله أو تفعله أو تفكر فيه. وكما تكرم وترفع منزلة الله الأم/الأب، سترفع منزلة أباك وأمك على الأرض (لأنهما أعطاك الحياة)، وكذلك أيضًا، سوف تكرم كل إنسان.
5. ستعرف أنك وجدت الله عندما تلاحظ أنك لن تقتل (أي تقتل عمدًا دون سبب). لأنه بينما ستفهم أنه لا يمكنك إنهاء حياة شخص آخر (كل الحياة أبدية)، فلن تختار إنهاء أي تجسد معين، أو تغيير أي طاقة حياة من شكل إلى آخر، دون وجود مبرر مقدس. إن تقديسك الجديد للحياة سوف يجعلك تحترم جميع أشكال الحياة - بما في ذلك النباتات والأشجار والحيوانات - ولا تؤثر عليها إلا عندما يكون ذلك لتحقيق الصالح العام.
وهذه العلامات الأخرى سأرسلها لك أيضًا لتعرف أنك على الطريق:
6. لن تدنس طهارة وصفاء الحب بالكذب أو بالمكر لأن هذا زنا. أعدك، عندما تجد النفس الكلية، لن ترتكب هذا الزنا.
7. لن تأخذ شيئا ليس لك، ولن تغش، ولن تتآمر، ولن تؤذي غيرك لتحصل على شيء، لأن هذا يكون سرقة. أعدك، عندما تجد النفس الكلية، لن تسرق.
8. لن تقول شيئًا سوى الحقيقة، وبذلك لن تكون شاهد زور.
9. لن تشتهي زوجة جارك، فلماذا تريد زوجة جارك عندما تعلم أن كل الآخرين هم زوجك؟
10. لن تشتهي خيرات جارك، فلماذا ترغب في خيرات جارك عندما تعلم أن كل الخيرات يمكن أن تكون لك؟
ستعرف أنك وجدت الطريق إلى الله عندما ترى هذه العلامات. لأني أعدك أن كل من يطلب الله حقًا لا يفعل هذه الأشياء في ما بعد. سيكون من المستحيل الاستمرار في مثل هذه السلوكيات.
هذه هي حرياتك، وليست قيودك. هذه التزاماتي وليست وصاياي. لأن الله لا يأمر خلقه، بل يقول لأولاد الله فقط: هكذا ستعرفون أنكم ستعودون إلى المنزل.
سأل موسى بجدية: «كيف لي أن أعرف؟ اعطني اشارة." سأل موسى نفس السؤال الذي تسأله الآن. نفس السؤال الذي طرحه جميع الناس في كل مكان منذ بداية الزمن. إجابتي هي أيضًا أبدية. ولكنها لم تكن، ولن تكون أبداً، وصية. لمن آمر؟ ومن أعاقب إذا لم يتم حفظ وصاياي؟
لا يوجد سوى أنا.

• لذلك ليس عليَّ أن أحفظ الوصايا العشر لكي أصل إلى السماء.
لا يوجد شيء اسمه "الوصول إلى الجنة". لا يوجد سوى معرفة أنك موجود بالفعل في الجنة. هناك قبول وفهم وليس عمل أو سعي.
لا يمكنك الذهاب إلى حيث أنت بالفعل. للقيام بذلك، سيتعين عليك مغادرة مكانك، وهذا من شأنه أن يحبط الغرض الكامل من الرحلة. المفارقة هي أن معظم الناس يعتقدون أن عليهم مغادرة المكان الذي هم فيه للوصول إلى المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه. ولذا فإنهم يغادرون الجنة من أجل الوصول إلى الجنة، ويمرون بالجحيم (جهنم).
التنوير هو أن تفهم أنه لا يوجد مكان تذهب إليه، ولا شيء تفعله، ولا ينبغي عليك أن تكون أي شخص سوى ما أنت عليه الآن. أنت في رحلة إلى لا مكان.
الجنة - كما تسميها - ليست في أي مكان nowhere دعنا نضع مسافة بين w وh في تلك الكلمة وسترون أن الجنة الآن هنا now here
• الجميع يقول هذا! الجميع يقول هذا! إنه يقودني إلى الجنون! إذا كانت "الجنة الآن هنا"، فكيف لا أرى ذلك؟ لماذا لا أشعر بذلك؟ ولماذا العالم في حالة من الفوضى؟
أنا أفهم إحباطك. إنه أمر محبط تقريبًا محاولة فهم كل هذا بقدر ما هو محاولة جعل شخص ما يفهمه.
• انتظر دقيقة! هل تحاول أن تقول أن الله يشعر بالإحباط؟
من برأيك اخترع الإحباط؟ وهل تتخيل أنه يمكنك تجربة شيء لا أستطيع تجربته؟
أقول لك: كل تجربة لديك، هي لديَّ، كل شعور ممكن لك هو ممكن لي. ألا ترى أنني أختبر ذاتي وأشعر بنفسي من خلالك؟ لماذا كان لازماً كل هذا برأيك؟ أنا لم أستطع أن أعرف نفسي لولا وجودك. لقد خلقتك لكي أعرف من أنا.
الآن لن أحطم كل أوهامكم عني في فصل واحد، لذا سأخبركم أنه في صورتي السامية، التي تسمونها الله، لا أشعر بالإحباط.
• يا للعجب! هذا أفضل. لقد أخافتني هناك لمدة دقيقة.
ولكن هذا ليس لأنني لا أستطيع. هذا ببساطة لأنني لا أختار ذلك. بالمناسبة، يمكنك اتخاذ نفس الاختيار.
• حسنًا، سواء كنت محبطًا أم لا، ما زلت أتساءل كيف يمكن أن تكون الجنة هنا، وأنا لا أشعر بذلك.
لا يمكنك تجربة ما لا تعرفه. وأنت لا تعلم أنك في "الجنة" الآن لأنك لم تجربها ولم تشعر بها. كما ترى، إنها حلقة مفرغة بالنسبة لك. لا يمكنك - ولم تجد طريقة بعد - تجربة ما لا تعرفه، ولا تعرف ما لم تجربه.
ما يطلب منك التنوير أن تفعله هو أن تعرف شيئًا لم تجربه وبالتالي تجربه. المعرفة تفتح الباب للتجربة، وأنت تتخيل أن الأمر على العكس من ذلك.
في الواقع، أنت تعرف الكثير أكثر مما مررت وشعرت به. ولكنك ببساطة لا تعرف أنك تعرف.
أنت تعلم أن هناك إلهاً مثلاً. ولكن قد لا تعرف أنك تعرف ذلك. لذلك تستمر في انتظار التجربة والمشاعر المطابقة لذلك. وطوال الوقت ستستمر في انتظار الحصول عليها. ومع ذلك فإنك تمتلكها دون أن تعرف، وهو ما يشبه عدم امتلاكها على الإطلاق.
• نحن ندور في دوائر هنا.
نعم. وبدلاً من الدوران في دوائر، ربما ينبغي علينا أن نكون الدائرة نفسها. لا يجب أن تكون هذه حلقة مفرغة. يمكن أن تكون سامية.
• هل التخلي جزء من الحياة الروحية الحقيقية؟
نعم، لأنه في النهاية تتخلى الروح عما هو غير حقيقي، ولا شيء في الحياة التي تعيشها حقيقي، باستثناء علاقتك معي. ومع ذلك، فإن التخلي بالمعنى الكلاسيكي لإنكار الذات ليس مطلوبًا.
المعلم الحقيقي لا "يتخلى" عن شيء ما. إن المعلم الحقيقي يضعه جانبًا ببساطة، كما يفعل مع أي شيء لم يعد له أي فائدة. هناك من يقول أنه يجب عليك التغلب على رغباتك. أقول أنه يجب عليك ببساطة تغييرها. تبدو الممارسة الأولى وكأنها انضباط صارم، بينما تبدو الثانية تمرينًا ممتعًا.
هناك من يقول أنه لكي تعرف الله عليك أن تتغلب على كل الأهواء الأرضية. لكن فهمها وقبولها يكفي. ما تقاومه يستمر. ماتنظر إليه يختفي.
أولئك الذين يسعون بجدية للتغلب على كل الأهواء الأرضية غالبًا ما يعملون في ذلك بجد لدرجة أنه يمكن القول أن هذا أصبح شغفهم بدلاً من الشغف بالدنيا، صار لديهم "شغف بالنفس الكلية"؛ شغف لمعرفتها. لكن الشغف هو شغف، واستبدال أحدهما بالآخر لا يزيله.
لذلك، لا تحكم على ما تشعر بالشغف تجاهه. ما عليك سوى ملاحظة ذلك، ثم معرفة ما إذا كان يخدمك، بالنظر إلى من وماذا تريد أن تكون. تذكر أنك تعمل باستمرار على خلق نفسك. أنت في كل لحظة تقرر من وماذا أنت. أنت تقرر هذا إلى حد كبير من خلال الاختيارات التي تتخذها فيما يتعلق بمن تشعر بالشغف تجاهه وما الذي تشعر به.
في كثير من الأحيان، يبدو الشخص الذي يسير على ما تسميه المسار الروحي وكأنه قد تخلى عن كل المشاعر الأرضية، وكل الرغبات البشرية. ولكن ما فعله هو أنه فهمها، ورأى أنها أوهام، وابتعد عن المشاعر التي لا تخدمه - مع أنه لم يستغن عن حب الوهم لأنه جلب له: فرصة أن يكون حرًا تمامًا.
الشغف هو حب تحويل الوجود إلى عمل. إنه يغذي محرك الخلق. إنه يحول النظرية إلى تجربة.
العاطفة هي النار التي تدفعنا للتعبير عن هويتنا الحقيقية. لا تنكر العاطفة أبدًا، لأن هذا يعني إنكار هويتك ومن تريد حقًا أن تكون.
المتخلى لا ينكر العاطفة أبدًا، فالمتخلى ببساطة ينكر الارتباط بالنتائج. العاطفة هي حب الفعل. الفعل هو أن تكون من ذوي الخبرة والتجربة شعورياً. ولكن ما الذي يتم خلقه غالبًا كجزء من العمل؟ توقع.
أن تعيش حياتك دون انتظار، دون توقعات، دون الحاجة إلى نتائج محددة. فهذه هي الحرية. هذه هي الحياة في ظل المصدر. هذه هي الطريقة التي أعيش بها.
• أنت غير مرتبط بالنتائج؟
بالطبع لا. سعادتي تكمن في الخلق وليس في ما بعده. التنازل ليس قرارًا برفض الفعل. التنازل هو قرار بإنكار الحاجة إلى نتيجة معينة. هناك فرق شاسع.
• هل يمكنك أن توضح ماذا تقصد بقولك: "الشغف هو حب تحويل الوجود إلى عمل"؟
الوجود هو أعلى حالة في الوجود. إنه أنقى جوهر. إنه جانب "الآن وليس الآن"، و"الكل وليس الكل"، وجانب الله "دائمًا وأبدًا". الوجود النقي هو الله النقي.
ومع ذلك، لم يكن كافياً بالنسبة لنا أن نكون ببساطة. لقد كنا نتوق دائمًا إلى تجربة ما نحن عليه، وهذا يتطلب جانبًا آخر تمامًا من جوانب الألوهية، يسمى العمل.
دعنا نقول أنك، في جوهر ذاتك الرائعة، ذلك الجانب من الألوهية المسمى بالحب. (وهذه، بالمناسبة، حقيقتك). إن أن تكون محبًا هو شيء، وأن تفعل شيئًا محبًا هو شيء آخر تمامًا. تتوق النفس إلى أن تفعل شيئًا حيال ماهيتها، حتى تتمكن من معرفة نفسها من خلال مشاعرها وتجربتها الخاصة. لذلك سوف تسعى إلى تحقيق فكرتها العليا من خلال العمل.
هذه الرغبة في القيام بذلك تسمى العاطفة. أقتل العاطفة تقتل المصدر. العاطفة هي أن الله يريد أن يقول "مرحبًا".
ولكن، كما ترى، بمجرد أن تفعل النفس الكلية (أو الله-الذي-فيك) هذا الشيء بحب، فإن الله يكون قد أدرك نفسه، ولا يحتاج إلى المزيد.
ومن ناحية أخرى، يشعر الإنسان في كثير من الأحيان أنه يحتاج إلى عائد على استثماره. إذا كنا سنحب شخصًا ما، فلا بأس، ولكن من الأفضل أن نستعيد في المقابل بعض الحب.
هذه ليست العاطفة. هذا هو التوقع.
وهذا هو أعظم مصدر لتعاسة الإنسان. وهو ما يفصل الإنسان عن المصدر.
ويسعى المتخلى إلى إنهاء هذا الانفصال من خلال التجربة التي أطلق عليها بعض الصوفيين الشرقيين اسم السمادهي. أي الوحدانية والاتحاد بالنفس الكلية؛ الاندماج مع الألوهية والانصهار فيها.
ومن ثم فإن المتخلى يتخلى عن النتائج، ولكنه لا يتخلى أبدًا عن العاطفة. في الواقع، يعرف المعلم حدسيًا أن العاطفة هي الطريق. إنه الطريق إلى تحقيق الذات.
حتى من الناحية الدنيوية، يمكن القول بحق إنه إذا لم يكن لديك شغف تجاه شيء ما، فلن تكون لديك حياة على الإطلاق.
• لقد قلت: "ما تقاومه يبقى، وما تنظر إليه يختفي". هل يمكن ان توضح ذلك؟
لا يمكنك مقاومة شيء ليس موجوداً في واقعك، ولا تمنحه أي حقيقة. إن فعل مقاومة الشيء هو فعل منحه الحياة. عندما تقاوم طاقة ما، فإنك تضعها هناك. كلما قاومت أكثر، كلما جعلت الأمر واقعًا وحقيقة، أيًا كان هذا الشيء الذي تقاومه.
ما تفتح عينيك وتنظر إليه يختفي: أي أنها تتوقف عن الاحتفاظ بشكلها الوهمي.
إذا نظرت إلى شيء ما - انظر إليه حقًا - فسوف ترى من خلاله مباشرةً، ومن خلال أي وهم يحمله لك، ولا تترك شيئًا سوى الحقيقة النهائية في نظرك. في مواجهة الواقع المطلق، ليس لوهمك التافه أي قوة. لا يمكنه أن يبقيك في قبضته الضعيفة لفترة طويلة. سترى حقيقته، والحقيقة تحررك.
• ولكن ماذا لو كنت لا تريد أن يختفي الشيء الذي تنظر إليه؟
يجب عليك دائما أن ترغب في ذلك! لا يوجد شيء في واقعك يمكنك التمسك به. ومع ذلك، إذا اخترت وهم حياتك على الواقع الأسمى والمطلق، فيمكنك ببساطة إعادة خلقه، تمامًا كما خلقته في البداية. بهذه الطريقة قد يكون لديك في حياتك ما اخترت أن تمتلكه، وتزيل من حياتك ما لم تعد ترغب في تجربته.
ومع ذلك لا تقاوم أي شيء أبدًا. إذا كنت تعتقد أنك بمقاومتك سوف تقضي عليه، فكر مرة أخرى. أنت فقط تزرعه بقوة أكبر في مكانه. ألم أقل لك أن كل الفكر خلاق؟
• حتى الفكرة التي تقول أنني لا أريد شيئا؟
إذا كنت لا تريد ذلك، لماذا تفكر فيه؟ لا تعطيه فكرة ثانية. ومع ذلك، إذا كان عليك أن تفكر في الأمر – أي إذا كنت لا تستطيع عدم التفكير فيه – فلا تقاوم. بل انظر إلى ما هو عليه مباشرة، واقبل الواقع باعتباره خلقك، ثم اختر الاحتفاظ به أو عدمه، كما تريد.
• ما الذي يملي هذا الاختيار؟
من وماذا تعتقد أنك هو. ومن وماذا تختار أن تكون. هذا يملي عليك كل الاختيار، كل خيار قمت به في حياتك. والتي ستقوم بها.
• وبالتالي فإن حياة المتزهد أو المتخلي الطريق الصحيح؟
هذه ليست الحقيقة. كلمة "التخلي" تحمل مثل هذا المعنى الخاطئ. في الحقيقة، لا يمكنك أن تتخلى عن أي شيء، لأن ما تقاومه يستمر. إن المتخلى الحقيقي لا يتخلى، بل ببساطة يختار بطريقة مختلفة. وهذا هو التحرك نحو شيء ما، وليس الإبتعاد عن شيء ما.
لا يمكنك الابتعاد عن شيء ما، لأنه سوف يطاردك في جميع أنحاء الجحيم وطريق العودة. لذلك لا تقاوم التجربة، بل ارجع عنها ببساطة. اتجه نحوي وابتعد عن أي شيء ليس مثلي.
لكن اعلم هذا: لا يوجد شيء اسمه طريق غير صحيح، لأنه في هذه الرحلة لا يمكنك "ألا تصل" إلى حيث أنت ذاهب.
إنها ببساطة مسألة سرعة - مجرد مسألة متى ستصل إلى هناك - ولكن حتى هذا مجرد وهم، لأنه لا يوجد "متى"، ولا يوجد "قبل" أو "بعد". لا يوجد سوى الآن؛ لحظة أبدية تعيش فيها نفسك دائمًا.
• إذا لم يكن هناك طريق لعدم "الوصول إلى هناك"، فما هو المغزى من الحياة؟ لماذا يجب أن نقلق على الإطلاق بشأن أي شيء نفعله؟
حسنًا، بالطبع، لا ينبغي عليك ذلك. لكن من الأفضل أن تكون ملتزماً. ما عليك سوى ملاحظة من وماذا تكون، وتفعل، وتمتلك ما خلقت، وترى ما إذا كان ذلك يخدمك أم لا.
ليس الهدف من الحياة أن تصل إلى أي مكان، بل أن تلاحظ أنك موجود هناك بالفعل، وكنت دائمًا موجودًا فيه. أنت دائمًا وأبدًا في لحظة الخلق النقي. وبالتالي فإن الهدف من الحياة هو أن تخلق من أنت وما أنت عليه، ثم تجرب ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 11-Al-araf


.. 16-Al-araf




.. اكتشاف موقع معركة القادسية في العراق.. تلك النقطة المفصلية ف


.. القمة العربية والإسلامية في الرياض تطالب مجلس الأمن بإلزام إ




.. يهود فرنسا يطالبون ماكرون بمنع سموتريش من دخول البلاد.. ما ا