الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم يحيل الإله على البطالة

عزالدين مبارك

2024 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس هناك دليل علمي أن هناك إله خلق هذا الكون وخاصة إله القرآن ومن يعتقد أن له دليل عليه الإجابة عن السؤال التالي كيف خلق الإله هذا الكون أي الطريقة والمواد والأدوات المستعملة؟ فمن خلال تتبع الظواهر الطبيعية نتأكد بأنه ليس هناك خلق مباشر وفوري كما يقول القرآن وكل شيء يتم بالتطور فلم نر مثلا شجرة تثمر فور غراستها. والعلم الحديث اكتشف أسرار المادة وعملها والقوى التي تتحكم فيها إلى حدود الثقوب السوداء وسر الوراثة الADN وغير ذلك وقد كنا منذ زمن قريب نجهل ذلك ونعتقد أن الزلازل والكوارث الطبيعية والأمراض هي بسبب المعاصي والذنوب ولذلك يعاقبنا إله مغيب لا نعرف عنه شيئا والأمرض العصبية والنفسية والعقلية هي من فعل الجن والغريب والمؤسف أنه مازال الكثير منا في عصر العلم من يعتقد في هذه الخرافات والعديد من االشيوخ ينشرون الوهم للجهلة والأغبياء ثم عندما يمرضون يسرعون للذهاب للطبيب بل هناك من يسافر إلى مستشفيات الغرب والذي ينعته في خطبه بالكفر والزندقة. وقد كان البدائيون يعبدون الريح والقمر والشمس وحتى المطر والأنهار والجبال وقطعة من حجر ظنا منهم أن لها قدرة خارقة تضر وتنفع وتحيي وتميت وتمنح الصحة والعافية وتقدر الفقر والغناء والنجاح والفشل وتأتي بالمطر والخصب والكوارث الطبيعية وبتطور الوعي تساقطت كل هذه الآلهة كما سقطت الآلهة الصنمية تحت سوط المعرفة والعلم وتطور وعي الإنسان ولذلك تمت في الأخير صناعة إله غيبوه في السماء حتى لا تطاله يد النقد والمعرفة العلمية ومنحوه من خيالهم قدرة خارقة وقدسية بدون أي دليل سوى قال وقالوا والكلام المرسل. فالريح مثلا والتي كانت مقدسة ويعبدونها ويقدمون لها القربان حتى لا تعصف بهم وتتحول إلى أعاصير مهلكة تركوها وفكوا الارتباط بها بعد أن عرفوا أنها مجرد ظاهرة طبيعية تنتج عن قوانين المادة أي تغير ضغط وحرارة الهواء بكل بساطة وليس وراء ذلك كائن خفي ولا أي إله. وهكذا بتقدم العلم تساقطت الآلهة المرتبطة بجهل وبدائية الإنسان وتخلفه الفكري والعقلي. فالأمم المتخلفة حيث يعشش الجهل والخرافة والأسطورة مازالت تقدس وهم الأديان البشرية وتفسر كل ما تجهله بوجود كائنات غيبية خرافية تحرك خيوط اللعبة عن بعد وتتحكم في كل شيء دون وجود رابط أو دليل موضوعي ثابت في حين أكد العلم الحديث وجود قوى نابعة من وجود المادة نفسها وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والذرية الصغرى والذرية الكبرى وهي من تتحكم في صيرورة الكون وأن المادة الوراثية والتطور هما من يتحكمان في صيرورة الحياة كما إن العلم يتقدم بسرعة كبيرة ليكتشف لنا كل ما كان خفيا ومبهما ويفسر لنا ما كان غامضا بالأدلة والبراهين ليجعل في النهاية إله الأديان عاطلا عن العمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ