الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر اليساري في العراق متخلف و لا انساني

عصام شكري

2024 / 1 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


احد تجليات الفكر اليساري القومي هو التمسك بما يسمى "الثوابت القومية" اي ثوابت ان القدس هي رمز فلسطين. وان كان من الممكن نقد ذلك بشكل سياسي، فان تشبيه انعدام الشرف بالمرأة التي تغتصب في فراشها هو من اكثر اشكال التشبيهات القومية حقارة ونذالة ويمثل ماهية هذه القوى غير المتمدنة واللا انسانية. لا انسانية لانها لا تنظر للمرأة كانسان متساو بل هي ملحق شرف بالرجل حتى لو كان الاخير باكثر اشكاله وضاعة.

ينضح شعر مظفر النواب بهذه البذائات المنحطة والاهانات للمرأة لانه لا يخاطب الا رجال يجلسون في المضائف بحجة انه حريص على العروبة والاسلام والقدس. يسخر من الحكام العرب فيشبههم بحضيرة الخنازير (الخنزير هو رمز للقذارة في الاسلام) ويعيرهم بان امرأتهم القدس يتم انتهاكها في فراشها مع المحتل اليهودي.

هذه الثوابت القومية والوطنية (كذا) التي تربت عليها اجيال من اشباه المثقفين وادعياء الشيوعية والذي ترتعش شواربهم الان لغزة وينهالون بالسباب على الحكام العرب لانهم "خونة" بينما لم ولا ولن ترتعش فرائصهم للوضع المخزي للنساء وفرض الدونية والتحقير الاجتماعي عليهن لاجيال واجيال في العراق وايران ولبنان وسوريا والسعودية والخليج بل وغزة نفسها هي في الواقع من القاذورات الفكرية العشائرية المنحطة التي يعيد انتاجها اليوم الحزب الشيوعي العراقي حليف القوى الاسلامية المجرمة وبقية قوى اليسار القومي المتخلف.

الطبقة العاملة العراقية والنضال الاشتراكي العلماني الباسل لها على مدى عقود وضعت المرأة في قلب انسانيته ولم يمثل سوى تطلعات مساواتية انسانية لان المرأة هي الجزء الاساسي من انسانية هذه الطبقة وتمدنها ومساواتها.

ان على القوى العلمانية الشبابية الجديدة ان نفصل خطوطها كليا عن اليسار التقليدي السائد في العراق وان تواجهه بقوة وتقلب الطاولة عليه وتذكره ان مصدر المدنية في العراق هي المرأة ومناصري المرأة وقضية حريتها ونضالها من اجل حقوقها المتساوية ولن تعود مطلقا مجرد ملحق لاي رجل سواء كان هذا الرجل يمتلك الشرف او يعدمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال يفتقد للوضوح
صباح كنجي ( 2024 / 1 / 7 - 03:12 )
مقال فيه خلط يفتقد للوضوح حاول الكاتب التعبير عن موقفه من المراة لكن الأمور اختلطت عليه وضاع راس الشليلة كما يقول المثل .. النقد وحده لا يكفي لخلق موقف بديل في هذه الاوضاع المعقدة ومن يعتقد انه يمتلك الموقف الصحيح وبيده الحل يجب ان لا يستخدم لغة خشبية تجاوزها الواقع والزمن .. مع مودتي اخ عصام ة


2 - صراحة كامو وسوقية النواب
عامر سليم ( 2024 / 1 / 7 - 05:12 )
يكتب كامو حائراً :
I always found misogyny vulgar and stupid, and I found almost all the women I have known to be my betters. However, placing them so high, I used them more often than I served them. How does one make sense of this?
Albert Camus
كنت دائمًا أجد كراهية النساء مبتذلة وغبية، ووجدت تقريبًا أن جميع النساء اللواتي عرفتهن هن أفضل مني!, ومع ذلك، حتى عند تمجيدهن والاشادة بهن, فأنا أستخدمهن أكثر مما أخدمهن , كيف يمكن للمرء أن يفهم هذا؟

الرجل ( والحديث هنا عن ديارنا ) ما زال أسير التراث الديني والعشائري ويطوف حولها , والعار الأكبر حين يكون هذا الرجل يسارياً أو مدعي اليسار فلا عجب ان يرطن بشاعريات النواب السوقية لينتشي بطواف تراثه وعشائرياته.
النواب نموذج صارخ لليساري المبتذل الكاره للمرأة والمستخدم لها.
الشرف عند النواب وتلاميذه هو المرأة وبكارتها , حتى في الخصام بين الرجال تشتم المرأة ويؤنث الاسم ويلحق بلقب عاهرة , قوادة ... لتكون الشتيمة قوية وفعالة وتشفي الغليل , غليل ثوري من النوع اليساري!.


3 - اين شعراء الحرية والرومانسية ؟ه
منير كريم ( 2024 / 1 / 7 - 15:02 )
الاستاذ المحترم عصام شكري
يكاد يخلو تاريخنا الحديث في العراق من شعراء الحرية والرومانسية باستثناء الشاعرة نازك الملائة والشاعر مطر
اما الشعراء الاخرون كالجواهري والنواب وغيرهم كانوا ابواقا للاحزاب الديكتاتورية
شكرا لك