الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرطة العراقية بعد مرور اكثر من قرن على تأسيسها

رياض هاني بهار

2024 / 1 / 7
المجتمع المدني


نحتفل بمرور أكثر من قرن على تشكيل الشرطة العراقية المصادف 9/1/2024، وبالوقت الذي أحيي فيها اخواني رجال الشرطة في هذا اليوم من المتقاعدون او بالخدمة، ونستذكر كافة شهداء قوى الامن الداخلي العراقية الذين دفعوا أغلى التضحيات وعشرات الالاف من الجرحى، الشرطة العراقية وعبر مسيرتها الطويلة على مدى أكثر من قرن تمثل صمام الامان وخط الدفاع الاول في حفظ حياة وممتلكات المواطن العراقي واليد الامينة التي عملت دوماً علي بسط هيبة الدولة وإنفاذ القانون.
ولابد من مراجعة مسيرتها التي مرت بانتكاسات ونجاحات واخفاقات أحاطت بها ظروف سياسية معقدة انعكست على مهنتها والقت بظلالها على وضع الشرطة ونعرضها بإيجاز:
1-حقبة تشكيلها 1922 لغاية 1958حقبة ازدهار للشرطة واستقرار اجتماعي وتنمية قدرات وتطوير مهارات وتبوء كفاءات وطنية لقيادة هذا المسلك
2-الفترة 1958لغاية 1968 فترة قلقة وانقلابات عسكرية وعدم استقرار سياسي إثر بطريقة وأخرى على الأداء الشرطي واغلب قيادات زجت بوضع سياسي معقد.
3-الفترة 1968 لغاية 1980 تبعيث الجهاز بفتح دورات خاصة (نواب مفوضين) ودورات اعدادية وكلية الشرطة ممن يكون ولائهم للحزب والثورة، وقد افرزت منها قيادات شرطيه مهنية
4-الفترة 1980لغاية 1991 الحرب استنزفت 50% من كوادر الشرطة المهنية وزجت على شكل دفعات بالحرب العراقية – الإيرانية مما أدى الى تشتت كوادرها المهنية وخبراتها
5-الفترة 1991 لغاية 2003 تأكل البنية التحتية للشرطة وقلة الموارد وظروف كانت عصيبة على جميع مؤسسات الدولة.
6- من 2003 لغاية 2023 لا بد من نظرة عاجلة على الحقبة التي تمت بها إعادة الشرطة بالعراق والظروف المحيطة بها ، من جانب كان هناك اندفاع غير مدروس لإعادة بناء الشرطة في بيئة من العنف المتصاعد، وتحت ضغط القيود التي فرضتها المقاربة الأمريكية المختلة وظيفياً لبناء المؤسسات والناتجة عن الافتقار إلى المعرفة المحلية ، والتي اوجدت هيكليات ومراكز قيادة متعددة داخل وزارة الداخلية وهو ما أفضى إلى التشوش والشلل ،وتأسست القوات على الكم وليس على النوع ، هذه العوامل مجتمعة جعلت من الشرطة غير كفؤه مهنيا ، كما فشل الوزراء السابقون ومعهم قادة الشرطة من جهتهم في معالجة الاخطاء المتراكمة التي صاحبت عمل الشرطة نتيجة غياب المهنية ، كما ان ظروف العنف السابقة التي مرت بالعراق افرزت قيادات مقاتله قيادات عسكرية ، لا تتناسب مع الظروف الحالية كانت المرحلة السابقة تتطلبها مما افقد الشرطة مهامها ووظيفتها الأساسية.
واصبحت هناك ضرورة لمغادرة الاجراءات والممارسات التي فرضتها فترة العنف ومحاربة داع ش ، وهذا يتطلب تظافر جهود وطنية لدعم الخدمة الكبيرة التي يجب ان تؤديها الشرطة العراقية، ، فإن عمل قوى الامن الداخلي بأسلوب عصري وحديث يشكل وسيلة هامة في هذا المجال ، من أجل اللحاق بركب التقدم بإصلاح أحوالنا، ووضوح الرؤي في أداء المهام ، بتطبيق السياسات الأمنية الثابتة والراسخة، لكن لم يطرا أي تغيير على الأخطاء المتراكمة ولم يقدم أي مشروع اصلاح الشرطة (استراتيجيات وسياسات واعادة النظر بالهياكل) بما يتناسب مع المرحلة القادمة وتحديث وعصرنة ادارات الشرطة بحيث تتوافق مع معايير العصر وتبتعد عن الامزجة والمتشبثين بالمناصب الذين يرفضون اي اصلاح.
واصبح من الضروري اصلاح كرة الثلج المتراكمة من الأخطاء واعادة هيكلة بعض الادارات لتتناسب مع العصر وتتجانس مع المرحلة الانتقالية من ظروف الحرب الى ظروف السلام لغرض النهوض بكل المهام بأبعاده الجنائية لنحفظ جبهتنا الداخلية في إطار احترام الدستور والقانون والتزام بمعايير حقوق الإنسان وبرزت على السطح تحديات جديدة كالمخدرات والجريمة المنظمة
اتخذ وزير الداخلية الحالي سلسلة من اجراءات جريئة وجادة ورصينة لتحريك المياه الراكدة وعمل جاهدا لتصحيح مسار العمل وفق رؤية جادة خلال سنة واحدة حقق ما لم يتمكن اسلافه خلال خمسة عشر سنه سواء على مستوى التدريب والبنية التحتية وتحديث الادارات والخدمات لكي تمكنها من تعامل مع متغيرات العصر وتحدياته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ