الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (25) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (25)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


لقد حرم الرسول(ص)، كتابة الحديث عنه في حياته. هكذا أحرق كل من أبي بكر وعمر أحاديثهما وأحاديث الصحابة، التي جمعوها في عهدهما.

تم تدوين الحديث في العصر العباسي، بأمر من الهيئة السياسية، على يد أجانب عن الأمة العربية. وجعلوه الوحي الثاني للتضييق على القرآن.

القرآن الكريم، كتاب الله الكامل الشامل، الجامع المانع. لا يحتاج إلى من يكمله، باعتباره فيه نقص ما. فهذا يعتبر شركا برب العالمين.

عندما يسمع الإنسان من رجل دين، أن ما يحدث له مكتوب مسبقا، فكيف تريد منه، أن يأخذ حذره، ويتحمل مسئوليته، في كل ما يقوم بفعله؟

لقد صدق الإنسان أن التوبة كممحاة، يستعملها في أي وقت شاء؛ كالاستغفار والصلاة، وقراءة بعض الآيات. وبعدها يعود إلى نفس الآثام.

عندما يصدق الإنسان، أن إمكانية التوبة متاحة . لا تكلف الكثير، وأن ما يحدث لنا مكتوب مسبقا، فلا داعي لحرمان النفس، ممارسة شرورها.

لقد حول العباسيون الدين الإسلامي، الذي كتابه القرآن المجيد، إلى دين بوحيين. إذ أقحموا حديث النبي (ص)، كوحي ثاني بعد كتاب الله.

القرآن دستور إلهي، يجب فهمه والعمل بأوامر الله فيه. فليس مجرد جمال صوت مقرئ، وكتاب نقرأه في رمضان، ونشغله في السيارة والمحل.

إن سبب تخلف الأمة العربية الإسلامية وانهزامها، ليس ابتعادها عن الدين كما يزعم بعض المغرضين، بل باعتمادها أساسا، على رجال الدين.

ألله ورسوله أمرانا بتدبر القرآن، لا باختزاله وتسخيره لجلب الرزق، وحل المشاكل، والإكثار من الحسنات، والتمتع بالأصوات الجميلة للمجودين.

إن مشوهوا محمد (ص)، عبر رسومات مشينة، كان مرجعهم السيرة النبوية، وصحيح البخاري وغيره. لقد حملوا رسول الله ظلما، ما لا طاقة له به.

غدا يوم القيامة لا ينفعنا ما قاله لنا الفقهاء والشيوخ، وما أمرونا به. بل زادنا هو أعمالنا الصالحة، وتشبثنا بما جاء في القرآن الكريم.

هل هناك شهادة أبلغ من شهادة الرسول (ص)؟ إذ يقول: "تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله..". إنه القرآن المجيد.

حصل ما كان يتقي محمد (ص)، من منع الاشتغال بالحديث، حتى لا يهجر الناس القرآن. بعد قرنين من موته، تم جمع الحديث باعتباره وحيا ثانيا.

مع توسع الدولة العباسية، تم التفكير في تقليد الإنجيل، الذي كان السيرة الذاتية للمسيح. فجمعوا الحديث، وجعلوه وحيا ثانيا بعد القرآن.

بعد موت النبي والصحابة والتابعين والخلفاء الراشدين، وبعد قرنين من الزمن، تم جمع الحديث، ونسبوه إلى الرسول. فكيف حدث هذا يا ترى؟

كانت الدولة العباسية في حاجة إلى سيرة ذاتية للنبي (ص)، تشبه الإنجيل بالنسبة للمسيح. فاختلقوا الحديث "واتخذوا القرآن مهجورا".

أغلب المشتغلين بالحديث أجانب عن العرب. فكيف تمكن هؤلاء من ذلك، واستطاعوا جمع أقوال النبي، رغم أنه مضى على وفاته قرابة قرنين.

لتصحيح الإسلام وانبعاثه، لا بد من العودة إلى القرآن. فمن دونه، لا يمكن أن يستعيد الإسلام عافيته. فالنبي كان قرآنا، يمشي على الأرض.

لو ساد فكر المعتزلة وثقافتهم، في العالم العربي الإسلامي إلى اليوم، لكان للعرب والمسلمين، شأن آخر في العالم، بدل التخلف والتبعية.

رغم إسلامنا وتديننا، سنظل مختلفين ومتفرقين، إلى فرق وشيع ومذاهب.. لأننا لا نستعمل عقولنا، لإيجاد الحل الوسط، الذي نتفق عليه جميعا.

للمسلمين رب واحد، ودين واحد، وكتاب واحد، ونبي واحد، ومع ذلك هناك اختلاف، في كل شيء. بين الأئمة، بين الرواة، بين السنة والشيعة..

الإسلام واحد، لكن تطبيقاته تختلف؛ من شخص إلى آخر، ومن فرقة إلى أخرى، ومن مذهب إلى آخر، ومن بلد إلى آخر.. فلكل واحد منهم إسلامه.

تم جمع 600 ألف حديث، وانتقي منه 7 آلاف؛ منه الصحيح والحسن والضعيف، والضعيف جدا والموضوع. وكيف تم تصنيفه صحيحا بعد القرآن؟

لقد وضع المحدثون الحديث، على لسان النبي (ص)، في مستوى القرآن، أي جعلوا محمد الرسول مقام الله. الشيء نفسه لدى المسيح عند المسيحيين.

هل تم تغييب خطب الجمعة للرسول (ص)، من تدوين الحديث والسيرة النبوية؟ أم ترى، صنعها الأمويون والعباسيون، لتدجين العباد ومراقبتهم؟

تم ظهور عناصر تغيير مسار الإسلام مع العباسيين؛ من دين حقيقي إلى دين موازي، يعتمد على الحديث كوحي ثاني، بتأثير من الفرس والمسيحية.

بعد عصر الانحطاط، تم تجميد الفكر الديني بجميع مستوياته. وظل رجال الدين اللاحقين، يجترون ويكررون ما أنتجه السلف الأول والثاني.

إن المراكز الدينية؛ بجامعاتها ومدارسها ومعاهدها، في العالم العربي الإسلامي اليوم، ظلت سجينة الفكر السلفي، بمعاودة إنتاجه باستمرار.

لقد ضاع الفكر الإسلامي المتنور، مع المعتزلة والفلاسفة والمتصوفة. كان فيه عقل ومهج وإبداع، واحترام الذات الإلهية، بفكر متحرر منفتح.

جل رجال الدين، في العالم العربي الإسلامي، تحولوا إلى كهنوت، يعملون على ترويض الشعوب، وإرضاء الحكام، في سياستهم القاهرة لمواطنيهم.

لقد تحكمت السياسة عبر التاريخ، في التوجه الديني، في الأمة العربية الإسلامية. هكذا ساهموا في تجزيئها، حسب أنانية ورغبة الحكام.

كل الديانات السماوية وغيرها، تجزأت وتفرعت عبر التاريخ، إلى مدارس ومذاهب وفرق. نفس الشيء وقع للإسلام، في الأمة العربية الإسلامية.

يقولون: عن أصحاب الحديث؛ أنهم ساهموا في تهجير القرآن والابتعاد عن تدبره. وعن أهل القرآن؛ أنهم يعملون على نسف الحديث والإسلام معا.

القرآن كلام الله، والحديث كلام النبي (ص). لكن لم يأمر بجمعه في عهده أو في عهد الصحابة. فكيف يمكن اعتباره وحيا ثانيا بعد كتاب الله؟

لقد تغلغل الفكر الديني، لا بالقراءة وإنما بالسمع، في سلوك الناس. وتعطل العقل من التفكير السليم، في أمور الدين، بالتخويف والتهديد.

البحث في القرآن، بالتدبر والتفكير العميق، لاستنباط الحقائق والقيم والأحكام.. قد يوازي ابحاث العلماء، في كلمات الله، التي هي الكون.

لم يذكر الله في القرآن صراحة، شيئا عن الحديث أو السنة. كل ما في الأمر، تكليف رسوله الأمين، بتبليغ رسالته بكل أمانة للناس أجمعين.

محمد (ص) آخر الأنبياء والرسل، والقرآن آخر وحي وآخر كتاب من الله. لم يبق إلا القرآن، الذي تتكشف آياته عبر العصور، بعقل الإنسان.

نردد "أهدينا الصراط المستقيم"، مرات في صلاتنا ولا نعرف كنهها، إلا ما قاله السلف. إنها القيم، ومن جملتها المحرمات، التي يجب تجنبها.

مكانة الصحابة كبيرة عند المسلمين. لكن السياسة أفسدتها، بحروب طاحنة بينهم، قد أدت إلى مقتل معظمهم. والله حرم القتال بين المسلمين.

سر القرآن، هو أنه صالح لكل زمان ومكان. لكن رجال الدين، لا يريدون ذلك، حتى نبقى سجيني الماضي. وهذا لا يستسيغه العقل والدين معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah