الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات على أساطيرهم (1)

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 1 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقدم لويس جنزبيرج، مؤلف موسوعة "الأساطير اليهودية"، وهو من المحسوبين على اليهودية المحافظة، فكرة متكاملة عن طريقة تفكير اليهود ونظرتهم إلى الكون والوجود. وينطلق المؤلف في موسوعته من "أن التاريخ اليهودي لا يمكن فهمه من دون معرفة كاملة بالشريعة اليهودية". الموسوعة التي نحن بصددها، تتناول تاريخ العالم عموماً، وتاريخ بني إسرائيل خصوصاً، من بدء الخليقة إلى آخر أنبيائهم وهو النبي ملاخي. كل من يقرأ هذه الموسوعة، لا بد سيتأكد من حقيقة أن "العقل زينة" بالفعل، شريطة أن يستخدمه الإنسان، الذي يتميز به عن غيره من ذوات الأرواح !
في هذه الأساطير، الرب لهم وحدهم، وكل من سواهم "أغيار" خَدَمٌ لهم. الرب يُنعم عليهم بكل شيء يريدون، وعلى ذراريهم إلى الأبد. وهو أبٌ ل"شعب مختار" وعد بإعطائه الأرض المقدسة، إذ يخاطب إبراهيم قائلاً:"سأُعطي لنسلك ممالك يمتلكها حكامٌ أقوياء". ولا يكتفي الرب بذلك، بل يزيد عليه "إخضاع الناس لهم، وإرغام الأمم تحت أقدامهم". هم المؤمنون فقط بقرار من الرب، وغيرهم كفرة!!!
يلفت النظر، تردد إسم الأردن كثيراً في أسفار ذاكرة أجداد "شركائنا في عملية السلام". ففي هذه الأساطير نكتشف على سبيل المثال لا الحصر، أن ليس البحر الأحمر وحده انفلق ليعبره "الشعب المختار" لينجو من الأغيار، بل نهر الأردن أيضاً، ولكن ليعبروا في الحالة الثانية إلى "الأرض الموعودة".
قبل البدء بإيراد ما نتخير من أساطير، نُذَكِّر عزيزنا القارئ بألا يغيب عن باله أن العقل زينة، وأنه أهم ما يميز الإنسان عن سائر ذوات الأرواح.
سنورد ما نتخير من أساطير بنصها كما هي في المصدر، وسنتصرف فقط في مجال الاختصار، ولكن من دون أي إخلال بالمضمون.
أسطورة خلق الإنسان ورفض الشيطان تقديسه
"عندما وافقت الملائكة أخيراً على خلق الإنسان، قال الرب لجبريل: إذهب واحضر لي تراباً من أربعة أركان الأرض، لأخلق به الإنسان. فانطلق جبريل لتنفيذ أمر الرب، لكن الأرضَ طردته ورفضت أن يجمع تراباً منها. احتج جبريل قائلاً: لماذا أيها الأرض، لا تصغي إلى صوت الرب الذي أنشأك على المياه دون دعامات أو أعمدة؟ ردت الأرض قائلة: سأكون لعنة وسأكون ملعونة من خلال الإنسان، وإذا لم يأخذ الرب بنفسه التراب مني فلن يفعلها أحد، وعندما سمع الرب ذلك مدَّ يده وأخذ من تراب الأرض وخلق به الإنسان الأول. وعن قصد أخذ التراب من أربعة أركان الأرض جميعها، ولذا إذا مات إنسان من البشر من الشرق في الغرب، أو مات إنسان من الغرب في الشرق لا تجرؤ الأرض على رفض استقبال الميت بأن تأمره بأن يذهب إلى المكان الذي أُخِذَ منه. فأينما دُفن فإنه يعود إلى الأرض التي نشأ منها...ومثل كل المخلوقات التي كُوِّنت في أيام الخلق الستة، خرج آدم من بين يدي خالقه وقد طُوِّر بشكل كامل وتام....وكانت خصائصه الأخلاقية تعادل جماله البدني، إذ أن الرب صاغ روحه بعناية خاصة وهي (أي روح آدم) صورة الرب...وعندما أوشك الرب أن يضع روحاً في جسد آدم الذي يشبه الطين اللازب، قال(أي الرب): في أي عضو أنفخ فيه الروح؟ في الفم؟ لا، إذ سيستعمله ليتكلم بالسوء عن أخيه الإنسان. في العينين؟ لا، بهما سينظر في شهوة. في الأذنين؟ لا، سيصغيان إلى النميمة والتجديف. سأنفخها في منخريه لأنهما يميزان القذر ويحجبانه، ويستنشقان الزكي، وبالمثل سينبذ المتقون الخطيئة، ويستمسكون بكلمات التوراة...أثارت السمات غير العادية التي كان آدم يتمتع بها، سواءٌ أكانت بدنية أم روحية، أثارت غيرة الملائكة الذين حاولوا اهلاكه بالنار، وكاد يهلك لولا يد الرب الحافظة التي ربَّتت عليه وأقامت السلام بينه وبين الملأ السماوي. وعلى وجه الخصوص كان الشيطان يغار من الإنسان الأول، وقادته أفكاره الشريرة في نهاية المطاف إلى الهاوية. وبعدما أنعم على آدم بروح، دعا الرب جميع الملائكة للمجيء وتعظيم آدم وتكريمه. وقد رفض الشيطان- وكان أعظم الملائكة في السماء وله اثنا عشر جناحاً بدلاً من ستة مثل الآخرين- أن يُذعن لأمر الرب، وقال: لقد خلقت الملائكة من بهاءٍ السكينة وها أنت الآن تأمرنا بأن نخر ساجدين لهذا المخلوق الذي صنعته من تراب الأرض. أجاب الرب: ولكن هذا التراب ذو حكمة وفهم أكبر منك".
ورفض الشيطان السجود لآدم كما أُمِر. وطُرِد الشيطان وأتباعه من السماء، وأهبطهم الرب إلى الأرض. ومن هذه اللحظة نشأت العداوة بين الشيطان والإنسان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان


.. هجمات دامية على كنائس ودور عبادة يهودية في داغستان




.. روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن


.. القوات الروسية تستعد لاقتحام الكنيسة حيث جرى الهجوم الإرهابي




.. قتلى وجرحى بهجمات على كنيستين وكنيس يهودي ونقطة شرطة في داغس