الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إننا سنخسر قيودنا في أسوأ الأحوال

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2024 / 1 / 13
القضية الكردية


الضربات الأمريكية البريطانية اليوم، وقبلها الصراع السوري ومؤخراً في غزة بين حماس والإسرائيليين، كلها قد وضحت الخرائط السياسية وإصطفافاتها بين جبهتين عالميتين ربما كانت ملامحها ولاعبيها الرئيسيين معروفين، لكن المهم بالموضوع إنها أجبرت “الرماديين” أن يصطفوا مع أحد الأطراف، وما يهمنا بالموضوع هو مواقف الدول التي تغتصب أجزاء كردستان وبالأخص موقفي إيران وتركيا ولواحقهم من الحكومات والميليشيات التي تعمل في فلك مصالح هاتين الدولتين حيث وإن كان الموقف الإيراني معروفاً؛ بأنه من “محور الممانعة والمقاومة” ويرى في الأمريكان والإسرائيليين “الشيطان الأكبر والأصغر”، إلا أن ما يهم بالأمر؛ أن الصراعات في المنطقة قد أجبرت لواحقها من أحزاب وميليشيات وحتى الحكومات في كل من سوريا والعراق تصطف معها، مما جعل الكرد في الصف الآخر؛ ونقصد الأمريكي، وهذه كانت -وستكون- لها جم الفوائد على القضايا الكردية في المنطقة وعلى مستوى الأجزاء الثلاثة.

وهكذا فإننا لا نستبعد أن تشهد جنوب كردستان تطورات سياسية جذرية قد تعلن بولادة كيان سياسي مستقل بتفعيل الاستفتاء وخاصةً مع انزياح بغداد أكثر باتجاه إيران والاستمرار بالمطالبة بخروج القوات الأمريكية من أراضيها، وبطلب إيراني طبعاً، مما لا يترك أمام الأمريكان إلا خيار جعل إقليم كردستان قاعدة عسكرية متقدمة لهم في المنطقة وذلك على غرار إسرائيل وخاصةً مع اصطفاف تركيا مع “محور أستانة” في عدد من الملفات وتزايد درجة الخلافات بينها وبين الإسرائيليين والأمريكان بعد أن رفضت الأخيرة شروط تركيا بالتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية كحليف، مما دفعت بتركيا أكثر للحضن الروسي الإيراني وهذه بدورها ستكون لها انعكاساتها الجمة بالفائدة على القضايا الكردية في المنطقة وبالأخص في كل من روجآفا وباكوري كردستان -(أي سوريا وتركيا)- ويفتح الآفاق أمام الحركة الكردية لتستغل الظروف الإقليمية والدولية وتجعل من الكرد اللاعب الأهم أمريكياً، بعد إسرائيل طبعاً، في الحفاظ على مصالحها ومصالح حلفائها وبذلك ستفتح الآفاق أمام شعبنا لنيل الحقوق الكاملة والتي حرمنا منها نتيجة المصالح الاستعمارية القديمة وعدم معرفتنا حينها بإدارة اللعبة السياسية.

الظروف كلها مناسبة ولصالح الكرد وعلينا أن نجيد اللعبة، أما أولئك الذين يرددون؛ بأن “أمريكا لن تترك دولة مثل تركيا لأجل الكرد”، فإنهم وللأسف ما زالوا رهن تلك الذهنية الستاتيكية والتي تعتقد، بأن السياسة والمصالح ثابتة سكونية وليست متحركة ديناميكية، وإلا لكانوا سألوا أنفسهم؛ أين شاه إيران وكان أكثر حلفاء أمريكا المخلصين بالمنطقة ورغم ذلك تخلت عنه عندما وجد بأنه بات غير قادر على خدمة مصالحهم الاستراتيجية. باختصار؛ الظروف في صالح الكرد وعلينا أن نعرف كيف نستفيد منها وفي أسوأ الأحوال؛ سنخسر قيودنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا