الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراسات القرآنية عند الالمان –تتمة-

جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)

2024 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لسنوات عديدة كانت عملية جمع المواد اللازمة لنص نقدي للقرآن، وفي عام 1926 تم الاتفاق مع البروفيسور الراحل بيرجستراسر- Bergsträsser - على التعاون في مهمة أكبر بكثير تتمثل في إعداد أرشيف للمواد التي قد يتم الحصول عليها يومًا ما. والتي قد توفر إمكانية كتابة تاريخ تطور النص القرآني. وفعلا كان من المؤمل أن يكون من الممكن أن يتم هذا ، وكخطوة أولى في تلك الخطة، نشر نص نقدي يقدم مجموعة ما تم تجميعه من الاختلافات النصية المتراكمة من كتب التفاسير والمعاجم والقراءات وغيرها من المصادر. . في هذه الأثناء، بدأ الدكتور بريتزل- Otto Pretz خليفة بيرجشتراسر - Bergsträsser - في ميونيخ، بتنظيم أرشيف بعثة القرآن الذي أنشأته الأكاديمية البافارية بمبادرة من بيرجشتراسر، وقد قام بالفعل بتجميع مجموعة جيدة من الصور الفوتوغرافية للمخطوطات الكوفية المبكرة وأعمال القراءات المبكرة غير المنشورة. ورد هذا في وثيقة تحت عنوان مواد لتاريخ النص القرآني* بقلم أ. جيفري- Jeffery-
---------------------------------------------------
(A. Jeffery, Materials for the History of the Text of the Qur’an, vii21* ها هو الرابط الاطلاع على الوثيقة
https://archive.org/details/in.ernet.dli.2015.76212/page/n23/mode/2up
--------------------
ولكن مع اقتراب المشروع ا من الانتهاء، ظهرت غيوم الحرب في الأفق في أوروبا. عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية ، وتم استدعاء بريتزل-- Pretzl للخدمة العسكرية وتم تعليق المشروع. ولم يكن ليعود أبدا لأنه في 28 أكتوبر 1941 توفي بريتزل في حادث تحطم طائرة.
ظل منصب بريتزل في ميونيخ فارغا حتى بعد الحرب ، قبل أن يشغله أنطون سبيتالر- Anton Spitaler ، الذي خدم هو نفسه لسنوات كمترجم في الجيش الألماني. ومع ذلك، لم يشارك سبيتالر، الذي توفي في عام 2003، أيا من رؤية سلفه لمشروع القرآن. في الواقع ، هناك بعض الأسباب للاعتقاد بأنه وضع حدا له وربما سعى لإقباره
هذا ما أدلى به جيفري في محاضرة ألقاها في القدس عام 1946 ، حيث قال:
قتل بريتزل خلال الحرب ، وتم تدمير الأرشيف بأكمله في ميونيخ بسبب القنابل والنيران ، بحيث يتوجب إعادة بداية المشروع من البداية بأكمله مرة أخرى وبالتالي يبدو من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان جيلنا سيشهد معاينة تحقيقه.
جيفري ، "التاريخ النصي للقرآن **" ، 103)22
------------------
**-للاطلاع على النض الاصلي هاهو الرابط
https://bible.ca/islam/library/Jeffery/thq.htm
22 أ. جيفري، "التاريخ النصي للقرآن"، مجلة جمعية الشرق الأوسط (القدس) 1، 1947، 35-49. إعادة طبع: القرآن ككتاب مقدس 1952 ، ص89-103 ؛ راجع المرجع نفسه، "الوضع الحالي للدراسات القرآنية"، معهد الشرق الأوسط: تقرير البحوث الحالية، ربيع 1957،.
----------------------------
وتم التخلى عن أي آمال متبقية لتحقيق المشروع عندما توفي جيفري في 1959 و مات المشروع معه. ومن المفترض أنه لا يمكن إلا أن يكون سبيتالر- Spitaler - هو الذي أبلغ جيفري بتدمير الأرشيف.
لكن ، نعلم اليوم أن الأرشيف نجا من الحرب ، وأن سبيتالر استولى عليه ونقله إلى تلميذه السابق ، الذي أصبح أستاذا في برلين ، بعد عقود.25
في الاخير قام غونتر لولينغ- Lüling ، وهو طالب آخر من طلابه السابقين - وعدوه الشخصي لاحقا - بتشويه سمعته. وأٌقر لولينغ أن سبيتالر نفسه لم يكن لديه القدرة على القيام بأي عمل مثمر بفضل الأفلام ، وكان تنافسيا للغاية للسماح للآخرين بالوصول إليها.
ومن المعروف أن سبيتالر ظل يعارض Lüling. ويبدو من المرجح أن سبيتالر ببساطة لم يكن يؤمن بجدوى مشروع بيرجشتراسر / بريتزل / جيفري. وقد ألمح مرارا إلى اعتقاده أنه حتى بريتزل بدأ يشك في إمكانية إنجازه. وقد ورد هذا، في عرض قدمه إلى المؤتمر الدولي العشرين للمستشرقين في بروكسل (1938) .
كان تشاؤم بريتزل قبل كل شيء فيما يتعلق بقيمة النقل الإسلامي للمتغيرات (حيث يوجد سبب للشك في أن معظم المتغيرات هي نتاج التفسير). في نفس العرض التقديمي للمؤثمر ، دعم بريتزل بحماس عمل جيفري بخصوص المشروع النقدي النصي للقرآن. وأشار أيضا إلى العمل والمجهود الشاقين اللذين أنجزا بالفعل من أجل هذا المشروع الذي كرس له علماء غربيون أنفسهم لفترة طويلة بحماس .
على أي حال ، نتيجة للوفاة المفاجئة لبيرجشتراسر وبريتزل ، والأفعال الغريبة لسبيتالر ، تم التخلي عن الجهد الذي بذل ولم تنشر نتائج البحث ، وهو غياب وصفه جيفري ، الذي كتب في ثلاثينيات القرن العشرين ، بأنه "غير عادي". وإنه بالتأكيد أكثر من ذلك اليوم.
ولكن لاحقا ، جذبت مسألة البحث النقدي حول نص القرآن الانتباه مرة أخرى. فمن ناحية، تم نشر عمل مرجعي بعنوان "معجم القراءات القرآنية" في 1983. وقدم قوائم شاملة تقريبا بالمتغيرات التي وردت في الموروث الإسلامي إلى ظهور طبعة القاهرة للمصحف. وتشمل هذه القراءات (أي "السبعة" و "الثلاثة بعد السبعة" و "الأربعة بعد العشرة") والمتغيرات غير القانونية (القراءات الشاذة)
من ناحية أخرى، تم الكشف عن مصدر جديد للمواد الأولية للبحث في النص القرآني في عام 1972، عندما اكتشف العمال المخبأ الشهير لمخطوطات القرآن القديمة في الجامع الكبير في صنعاء، اليمن. أثار اكتشاف اليمن اهتمام كبير في الوسط الأكاديمي، وأثار بعض التقارير المثيرة في وسائل الإعلام الشعبية. ومع ذلك، لم يتم نشر أجزاء القرآن نفسها، حتى الآن بعد أن تم ترميمها وتصويرها.
هذا، على ما يبدو ، يرجع إلى حقيقة أنها تسببت في الكثير من الإثارة في الغرب. كان هذا الاهتمام غير مرغوب فيه. وتعرضت السلطات اليمنية لضغوط كبيرة للتدخل، مع تزايد الانطباع في العالم الإسلامي بأنها سمحت للمستشرقين المناهضين للإسلام بالتعامل مع الممتلكات الدينية الإسلامية والتلاعب بها.
وبدا من غير الواضح كيف سيغيرهذا الاكتشاف فهمنا للتطور المبكر للنص القرآني. وفي الواقع، فإن العلماء الذين عملوا في المشروع لديهم وجهات نظر مختلفة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تباين تخصصاتهم. يرى غراف فون بوتمر- Graf von Bothmer-، مؤرخ الفن، أن مخطوطات صنعاء تثبت أن النص القياسي الكامل للقرآن، بما في ذلك الفاتحة والسورتين الأخيرتين، كانت موجودة في القرن الإسلامي الأول، مع الاعتراف طوال الوقت أن القطعة المؤرخة الوحيدة ضمن هذه المخطزطات تعود إلى عام 357 هـ (968 م).
ووافق الباحث بوين- G. Puin على أن القطع تمثل أقدم مخطوطات القرآن المتوفرة الى حد الان. ومع ذلك، فهو يعتقد أنها ستظهر أن العلماء المسلمين في العصور الوسطى الذين أسسوا النص الكامل للقرآن أخطأوا في قراءة النص في بعض الأماكن ورأى أن مخطوطات صنعاء في المستقبل يمكن أن تكون بمثابة أساس لتعديلات النص القرآني. وهذا بالطبع سيكون مستحيلا طالما ظلت المخطوطات لغزا.
وقد أشرف البروفيسور سيرجيو نوخا نوسيدا- Sergio Noja Noseda وفرانسوا ديروش- François Déroche على مشروع لنشر نسخ طبق الأصل لعدد من المخطوطات القرآنية المبكرة. وتم نشر حتى الآن مخطوطة رقم 328 من طرف المكتبة الوطنية الفرنسية، مخطوطة تحت رقم 2165 من المكتبة البريطانية. وبعدها تم إصدار طبعات لمخطوطات مبكرة مهمة أخرى، بما في ذلك مخطوطة سمرقند الشهيرة. وقدم نوسيدا وديروش هذه المخطوطات في شكل مكبر، بالإضافة إلى رسم معدل لطبعة القاهرة للمصحف على الصفحة المقابلة. وبالتالي تعتبر أدوات قيمة للبحث والتمحيص في النص القرآني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال