الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (26) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (26)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن حفظت القرآن بقراءته السبع، وبقواعد تجويده؛ درسا وتطبيقا وتعليما، فأنت عالم مبجل. وإن فهمت القرآن وتدبرته، فأنت لا محالة كافر.

لم يقوم رجال الدين، في العالم العربي الإسلامي، بنقد ما أخذوه عن السلف، ولم يتبينوا ما يريده الله من كتابه العزيز، القرآن المجيد.

هل جل العلماء في الدين علماء؟ ما يقومون به، حفظ النصوص المقدسة، واستيعاب متون السلف. إن إضافتهم، لا تتجاوز الاستنباط وكتابة الحواشي.

أحسن وأجمل ما كتب وألف، في العالم العربي الإسلامي رغم المضايقات؛ اللغة والأدب، والفكر المعتزلي، والفلسفة الإسلامية والتصوف.

لقد أصبح الإسلام اليوم، مختزلا في التدين ومظاهره. فانتشاره وتعميمه، لم يقض على الفساد المستشري في البلاد، بقدر ما يُبرر وجوده.

مظاهر الإسلام لا تقف عند عدد المساجد، وعدد المصلين يوم الجمعة ورمضان. بل تتجلى في السلوك العام القيم، للمسلمين في ما بينهم.

نكاد نجد في كل حي مسجد، لكن مجموعة من الأحياء، تفتقر إلى مدرسة ومستوصف، ودار للشباب وملجأ. وفقهاؤنا لا يتحدثون عن ذلك.

رجال الدين مجندون، في خدمة الحكام والسلطة، وذوي المال والأعمال، بتبرير كل ما يحدث للشعوب؛ من فقر وحاجة وتسلط، بأنهم من أهل الجنة.

لا نجد أبدا رجل دين، يستنكر الغلاء والظلم، والحقارة والتسلط، في حديثه ومرافعته في المنابر، بالمساجد والإعلام، دفاعا عن حقوق الشعب.

يتصور رجال الدين أنفسهم، كملائكة بين الشياطين والعفاريت، دائمو الصراع معهم، الذي لا ينتهي أبدا. فمرة مع أبالسة، وأخرى مع الجان.

إن حياة رجال الدين واستمرار وجودهم، مدين بتفاقم الجهل والتخلف. ما دام هناك جهل وتخلف، هناك انتعاش كبير، للفكر السلفي والتابعين له.

عدم فهمنا للإسلام، راجع إلى كثرة الوسطاء، من الفقهاء والشيوخ، وقلة النزهاء منهم، فاختلط الحابل بالنابل، واشتبكت الأمور وضاع الحق.

لقد ابتلعت السياسة والسلطة الدين الإسلامي، وصنعته على مقاسها، بكل مقوماته البشرية والفكرية. فاخترعوا الوحي الثاني، لهجرة القرآن.

إن جل الديانات في العالم، تحركها الأخلاق، سواء كانت من الملل أو النحل. إلا الإسلام في العالم العربي، احتفظ بالتدين وفقد الأخلاق.

إن رجال الدين عبر التاريخ، نصبوا أنفسهم قضاة، باسم الله على العباد. يكفرون من يشاءون، ويحرمون ويحللون ما يريدون، من غير موجب حق.

ما يجعل الناس يحبون الجنة، هو أنه كل شيء فيها بالمجان؛ سكن، أكل وشرب، وحور العين. ألا ترون معي أنه تحول إلى حيوان أليف من غير عقل.

ما يجعل الناس يرغبون في الجنة، هو أن كل شيء فيها بالمجان؛ سكن، أكل وشرب، وحور العين.. إنهم يتحولون إلى مجرد حيوانات أليفة.

لقد خلق الحكام حرفة ووظيفة، تسمى رجال الدين أو علماء الدين. يعملون على تكييف الدين وما قاله الله ورسوله، على مقاسهم لإخضاع الشعوب.

ما فعلوه بنا رجال الدين، أنهم أخرجونا من التاريخ ومن الصيرورة، حتى لا نواكب العصر والتطور. واليوم يحاولون إخراجنا من الجغرافية.

هل التدين ومظاهره، استطاع أن يحارب الغش؛ في العمل والخدمات، وفي البيع والشراء والمعاملات؟ أليس الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؟

ما ينفق في بناء المساجد؛ من حيث المعمار والزخرفة والتجهيزات الفاخرة، يفوق الخيال. أليس هذا تبذيرا، يتبعه التباهي والتفاخر؟

ما دامت المساجد بيوت الله، لا بد أن يكون بناؤها بسيطا ووظيفيا، بلا تبذير مكلف. في حين أن المدارس والمستشفيات، أحق بالبناء المطلوب.

حكام البلدان العربية الإسلامية والمحسنون، يتفننون في بناء المساجد، ويبذرون الأموال الطائلة فيها، دون التفكير في المدارس والملاجئ.

للأفعال والأعمال سبيلان: سبيل الصالحات، المؤدية إلى الجنة. وسبيل المفسدات، المؤدية إلى جهنم. يبقى التدين، إما أن يزكي هذا أو ذاك.

ما يغيب عن التدين، عند معظم المسلمين، هو الجانب الأخلاقي الإنساني. فالصلة بين الله وعبده، لا تصح إلا بالعلاقات الإنسانية السليمة.

إن جوهر الدين هو الإنسانية. فلا دين بدون إنسانية. كل منهما يوافق الآخر ويشهد له. من هنا أساسا، ميز الله الإنسان عن باقي المخلوقات.

دور جل رجال الدين في المجتمع، مراقبة الناس وتصنيفهم، والتدخل في حياتهم الخاصة، بدعوى تصحيح مسارهم، وتعبيد الطريق لهم إلى الجنة.

لقد كاد جل رجال الدين أن يتحولوا إلى ملائكة الأرض، لا يأتيهم الباطل، لا من أمامهم ومن خلفهم، ولا من فوقهم ومن تحتهم. إنهم معصومون.

الإنسان المتدين اليوم، يخشى الفقهاء أكثر من خشيته الله. فالله غفور رحيم، وهؤلاء لا يعرفون الرحمة والمغفرة، بل يؤمنون بالعقاب فقط.

العالم الإسلامي اليوم، الذي تسيره كتب البخاري ومسلم وغيرها، وفتاوى الشيوخ والأئمة، لا يستطيع أن يجد طريقا، لتجاوز التخلف والتبعية.

الأمويون أسسوا حكمهم على القضاء والقدر، باعتبار أن الله هو من عينهم. والعباسيون جاءوا بالفقه والمذاهب الأربعة، وبالوحي الثاني.

إن مكانة ودور رجال التعليم، أفيد بكثير من مكانة ودور رجال الدين. الدين نتعلمه مرة واحدة، وينتقل بالتقليد. والتعليم نتعلمه باستمرار.

قبل حوالي قرنين من الزمن، لم يكن هناك شيء آخر غير القرآن. وكان النبي (ص)، يوصف بكونه؛ القرآن يمشي على الأرض. إنه الإسلام الحقيقي.

الخزي والعار لأمة، كثرت مساجدها وكنائسها وأديرتها، وقلت مدارسها ومستشفياتها وملاجئها. الدين والعلم والمعرفة تنبع دوما من المدرسة،

لا خير في أمة، تبني المساجد والكنائس والكُنس، بدل بناء المدارس والمستشفيات والمصانع لخلق العمل، والملاجئ لإيواء المسنين والمشردين،

ليس طريق الدين، هو تمهيد السبيل لدخول الجنة، بل الجنة هي نتيجة الأعمال الصالحة، التي يؤديها الناس في الدنيا لخدمة الإنسانية.

يعلم الله سلفا كل الاحتمالات، التي سنتعرض لها في حياتنا. لكن نكون أحرارا في اختيارها لنحاسب عليها. إنه يعلمها عند حدوثها وتسجيلها.

أيامك في الدنيا، لا تكتبها بل تفعلها. هل فكرت أنه سيأتي يوم، تؤاخذ به وتحاسب عليه؟ وسيترتب على ذلك خلودك في النعيم أو في الجحيم؟

لقد تواطأ رجال الدين والسياسة، على القرآن الكريم، إبان العهد الأموي والعباسي، قصد تهميشه وتهجيره. ولقد جعلوا الحديث منافسا له.

الديانات السماوية تطورت من نوح إلى النبي الخاتم، عبر قيمها وتشريعها وشعائرها. فالقرآن هو الآخر سيتطور فهمه، عبر الزمان والمكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah