الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضاءات على أساطيرهم (4)

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


موضوع هذه الحلقة، قصة يوسف بن يعقوب. الثاني، أي يعقوب، يُسمى أيضاً إسرائيل بناءً على "قرار من الرب"، حسب أساطيرهم كما وردت في التلمود!
نورد قصة يوسف بحرفها وبخطوطها الرئيسة، معفين أنفسنا وقارئنا من بعض التفاصيل، التى لا نرى ضرورة لذكرها.
"...وقال يوسف لإخوته أنه رأى حلماً آخر، إذ أن الشمس والقمر وأحدَ عشرَ نجماً سجدوا له...وبينما كان أخوة يوسف يتجادلون في مصيره بعد أن القوه في الجب، مرَّ سبعة تجار مديانيين بقرب الجب الذي كان يرقد فيه. وعندما اقتربوا من البئر سمعوا يوسف يصرخ وينوح...ألقى الرب في قلوب المديانيين الإصرار على امتلاك يوسف، لكيلا يبقى مع اخوته فيذبحوه. وافق اخوته وبيعَ يوسف عبداً...وكان الثمن الذي دفعه المديانيون في يوسف عشرين قطعة من الفضة...سُرعان ما ندم المديانيون على الشروة التي اشتروها. فقد خافوا من أن يجده أقاربه معهم فيقتلوهم لاستعبادهم لرجل حر...بينما هم يتناقشون في هذه المسألة، رأوا قادماً تجاههم قافلة اسماعيليين...اشترى الاسماعيليون يوسف من المديانيين، ودفعوا فيه نفس الثمن الذي كان أصحابه السابقون قد دفعوه فيه...واصلت قافلة الاسماعيليين رحلتها حتى وصلت إلى حدود مصر حيث قابلوا أربعة رجال من ذرية "مِدَان" ابن ابراهيم، وباعوا لهم يوسف بخمسة شواقل...وصلت الجماعتان، الاسماعيليون والمديانيون الى مصر في نفس اليوم. ولما سمع المدانيون أن فوطيفار – الضابط عند فرعون وقائد حرسه- يبحث عن عبد جيد توجهوا اليه من فورهم لعلهم يبيعون يوسف له، وأبدى فوطيفار استعداده لدفع اربعمئة قطعة من الفضة ثمناً له، إذ أن مبلغاً كهذا، رغم ضخامته، لم يبدُ ثمناً باهظاً في عبدٍ كيوسف، الذي أُعجب به الرجل للغاية..."
*****
"أقسم أخوة يوسف على ألا يبوح أحدٌ منهم، لا لأبيه ولا لمخلوق آخر، بحقيقة ما صنعوه بيوسف، ومن يحنث بقسمه فإن الباقين سيقتلونه. ثم تشاوروا فيما يقولون ليعقوب. وأشار عليهم يسَّاكر بأن يمزقوا قميص يوسف الملون ويلطخوه بدم شاة صغيرة، ليجعلوا يعقوب يتوهم أن حيواناً مفترساً قد التهم ابنه. وقد اقترح عليهم أن تكون الشاة صغيرة، لأن دمها يشبه دم البشر..."
*****
"كان جمال يوسف طاغياً، واشتهته زوجة سيده فوطيفار إلى حد لم تستطع مقاومته...حاولت إغواءه بالمكر والحيلة...وحاول إثناءها عن نوازعها الخاطئة مذكراً اياها بكلام الرب. أما هي فقد ظلت تهدده بالقتل وتوبخه ليستسلم لرغباتها...ظلت سيدته، أو زليخة كما كانت تُدعى، تطارده يوماً بعد يوم بحديثها المعسول ومغازلاتها له قائلة: يا لجمال طلعتك، يا لبهاء صورتك. لم أرَ في حياتي عبداً مثل جمالك. فكان يوسف يجيبها: الرب الذي صورني في رحم أمي هو الذي خلق كل الرجال...وقفت زليخة أمامه فجأة بكل جمالها وبهاء ثيابها وزينتها المفرطة، وأعادت عليه طلب ما يتوق قلبها اليه...وبدأ يوسف يهرب من سيدته، لكن زليخة أمسكت بثوبه وقالت: وحياة الملك، لئن لم تلبي رغبتي لأقتلنك، ثم استلت بيدها الحرة سيفاً من ثيابها ووضعته على نحر يوسف وقالت: افعل ما آمرك به وإلا ستموت. فرَّ يوسف هارباً تاركاً قطعة من ثوبه في يدي زليخة كانت قد تمزقت وهو يتخلص من قبضة المرأة في حركة سريعة قوية...صعد الأمر إلى القضاء حيث يجلس الكهان قضاة. واحتج يوسف بأنه بريء وقص عليهم بمنتهى الصدق ما حدث معه...وأمر القضاة بإحضار ثياب يوسف التي في حوزة زليخة، وفحصوا القطع الذي انقطع فيها. وتبين أن القطع في الجزء الأمامي من الثوب، ومن ثم استنتجوا أن زليخة كانت تحاول الإمساك به بقوة، لكن يوسف لم يدعها تفعل ذلك، وها هي الآن تدعي عليه بالبهتان...".
أخيراً، تذكر عزيزنا القارئ أن العقل زينة. اللهم أدم علينا نعمة العقل واحفظها من الزوال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 105-Ali-Imran


.. 106-Ali-Imran




.. 107-Ali-Imran


.. 108-Ali-Imran




.. 109-Ali-Imran