الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة -التجميل- وكراهية الذات بالنسبة للنساء

نساء الانتفاضة

2024 / 1 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تعيش الاجيال الحالية من النساء في المنطقة والعالم حقبة جديدة من القمع والاضطهاد والاستغلال والتسليع الجسدي، حيث يمارس النظام الذكوري اليوم ممارسة خطيرة، فأخر ثلاثين عاما ظهر تحول إثر على أوضاع النساء والقى على عاتقهن فصلا جديدا من التمييز المسلط ضدهن، بالإضافة الى القمع السابق، حيث أصبح التركيز في العصر الحالي على أجسادهن وجعله جسد بلاستيكي يخضع لضوابط مجتمعية تتم المتاجرة به.

فهذا الجسد يتم حقنه بمواد كيمياوية سامة من جهة، ومن جهة أخرى تقتص أجزاء منه، من اجل ان يتناسب مع معايير “جمالية" بحسب رؤية القائمين والمصدرين لمعايير الجمال والتي في غالبيتها معايير تجعل المرأة مجرد جسد بمعايير معينة، ولا بأس ان جازفت الضحية بعمليات جراحية خطرة وفقدت حياتها!
يعمل النظام الرأسمالي _ الذكوري على جعل الجسد الإنساني وبالتحديد أجساد النساء ساحة لتسويق منتجاته وتحقيق الارباح من خلالها، بغض النظر عن الطريقة المتبعة فصحة. الانسان وسلامته تأتي في نهاية اولوياته.

عندما طالبت نسويات الموجة الثانية بخروج النساء من المنزل ومشاركتهن بالعمل اسوة بالرجال تحقق ذلك، وسمح نمط الانتاج الرأسمالي بذلك؛ ليس من باب المساواة، ولكن كونهن ايدي عاملة رخيصة ستخدم انتاجه، وبالفعل استغل قوة عملهن مرتين، مرة من خلال عمل منزلي غير مدفوع الاجر مع إعادة إنتاج النوع البشري وتربية الأبناء، ومرة اخرى عبر العمل الخارجي في مصانع البرجوازية تكون حصة الأسد من الناتج لصالح الرأسمالي.

عندما تذهب النساء العاملات في الصباح الباكر الى العمل خارج المنزل اكثر ما يتم مشاهدته في الشوارع وعلى البنايات هي الاعلانات واللافتات المطبوعة لأطباء ومراكز "التجميل" الى الحد الذي يجعل عيون النساء مركزة على هذه الاعلانات، وعند عودتهن الى المنزل، سرعان ما يبدأن بإكمال تراكمات الاعمال المنزلية غير المنجزة، من رعاية الأطفال والطهي وغسيل وكي الملابس...وغيرها من الأعمال غير المنتهية، وفي نهاية يومهن اذا تسنت الفرصة لهن ليأخذن قسطاً من الراحة، بعد التعب النفسي والجهد البدني الذي يعانينه اثناء العمل خارج المنزل، يمسكن هواتفهن ويتصفحن قليلاً على وسائل التواصل الاجتماعي اخر الأخبار والقصص؛ لتنقطع فوراً مشاهداتهن بإعلانات مدفوعة الثمن لمراكز "التجميل" تتضمن عمليات (حقن الوجنات وقص الاجفان وتصغير المنخار ونفخ الشفاه وشفط الشحوم وتكبير الارداف والاثداء والمؤخرات ورفع الحاجبان والكثير من الاشياء غيرها)...

أوضاع بائسة تعتقل الفتاة منذ نعومة اضفارها عبر اقناعها بانها ليست الشكل او الجسد الذي يفضلهُ السوق والتي تجعل من انثى الانسان تكره ذاتها، وكل ما تطلعت الى المرآة تحتم عليها الخضوع لمعايير "جمالية" نمطية تفرض عليها، ومن وقت لأخر تتغير ويتم الترويج لمعايير جديدة.

سرعان ما تركض الفتيات والنساء لاهثات ليواكبن الحداثة! الى مركز القص والشد والشفط ليقتص جزءا منها ويحقن لها جزءا اخر، لتشعر بالرضا الوقتي! بعدها وقد حققت متطلبات سوق السلع والبضائع واصبحت بالمظهر المطلوب!

ولكن هل فعلاَ تجعل تلك العمليات من النساء سعيدات؟ والجواب بالمطلق هو كلا... وسرعان ما تبحث الضحية عن المزيد والمزيد من العمليات! ان المستفيد الاول من هذا الوضع هم أصحاب المال والأعمال ومحتكري الثروات بوجود نظام اقتصادي-سياسي يكرس ويديم الوضع من اجل تحقيق الأرباح، يجعل من أجساد النساء ساحات لمزيد من تراكم الثروات.

السعادة الحقيقية هي عندما تنال النساء حقوقهن، السعادة الفعلية عندما تتحقق المساواة بين الجنسين وتزول الفوارق الطبقية بين جميع شرائح المجتمع. السعادة تكون عندما تعامل النساء كذوات مستقلة ولسن كتابعات لذكور العائلة والقبيلة والنظام السياسي، بدون تمييز على أساس جنسهن في العمل والشارع والمنزل وعلى كافة المستويات والاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

السعادة الحقيقة لنا كنسويات تتحقق باستمرار كفاحنا ونضالنا المشترك واللا مشروط المناهض للذكورية والطبقية في وقت واحد، نضال نسوي جماهيري عابر للحدود من أجل تحقيق الحرية والمساواة التي تسمح بالتطور الكامل للنساء وتحررهن من كافة اشكال القهر والظلم والاضطهاد.
اسيل سامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-