الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من لحسن اللحية بصفته أستاذا بمركز التوجيه والتخطيط التربوي إلى خريجي مركز التفتيش

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 1 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


في صباح يوم امس الثلاثاء 16 يناير، أذاع على اليوتوب الأستاذ لحسن اللحية فيديو ضمنه رسالته الموجهة إلى مفتشي التعليم في المغرب.
في بداية هذا الفيديو، أعلن المتحدث أنه يريد حوارا هادئا، بدون تشنج، بدون تبادل الاتهامات، بدون مبالغة، بدون ادعاء معرفة بالموضوع، مع زملائه وأصدقائه وإخوته المفتشين وأخواته المفتشات في المغرب.
بعد ذلك، وجه إليهم جميعا تحية ودية.
منذ البداية، كشف اللحية عن مناسبة كلامه التي كانت هي الوقفة التي نظموها أمام الوزارة بالرباط يوم الاثنين 15 يناير. لا يوجد بين يديه بيان في الموضوع، لكن، كل ما هنالك، أنه يتمنى أن يستجاب لمطالبهم الأساسية. حتى هم فئة تشتغل، يعانون من مشاكل كثيرة، يشعرون بالحيف، أحيانا تشغلهم الأكاديميات كشيء متعدد الاستعمالات (passe-partout)، تنقلهم من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنالك وهكذا..بحيث لم يعودوا يعرفون ما يعملون من فرط كثرة المهام، يلاحظ اللحية.
يريد أن يشير إلى ان هناك نقابة للمفتشين، ولكن هناك نقابات أخرى للمفتشين تابعة إلى للمركزيات النقابية أو النقابات التعليمية على الأقل؛ سواء كانت النقابات الأكثر تمثيلية الخمسة او غيرها. كل هذه النقابات عندها سكرتارية التفتيش كما عندها سكرتارية التخطيط والتوجيه وسكرتارية المتصرقين، إلخ..
هنا يطرح السؤال الأول: هل تعني الوقفة جميع المفتشين والمفتشات، وشارك فيها حتى أولئك المفتشون المنتمون إلى النقابات الأكثر تمثيلية وإلى نقابة المفتشين،؟ أم أن نقابة المفتشين هي التي دعت إلى تلك الوقفة أمام الوزارة؟ لهذا، تطرح أسئلة كثيرة، من قبيل: هل المطالب المعبر عنها تهم جميع المفتشين، سواء منهم المنخرطين في النقابات التعليمية المعروفة ونقابة المفتشين؟ أم ماذا؟
لنبدأ من البداية، من حيث بدأ مشكل التفتيش بشكل أو بآخر. بدأ المشكل مع الوزير السابق أحمد الوفا الذي ألغى التفتيش المركزي وجعله تابعات للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وحيد الأطر الكبيرة التي كانت تنتخب مركزيا حتى يكون هناك تفتيش مركزي، وأحالهم إلى الأكاديميات. هنا نشأ مشكل كبير. أصبحت الإدارة المركزية خاوية، وصار أناس آخرون مسؤولين عن التفتيش المركزي ولا علاقة لهم بالتفتيش لا من قريب ولا من بعيد. عندما كان المفتشون ممثلين في الإدارة المركزية للوزارة، وكان المفتش المركزي ينتخب من قبل المفتشين، كان هناك تنسيق مع مديرية المناهج، وكانوا يتلقون التقارير الإقليمية والجهوية، ويقع نقاش عندما يحدث تغيير في البرامج أو المناهج، أو تصدر مذكرة كان المفتشون حاضرين. منذ عهد الوفا جرى تغييبهم، وأصبح من يتكلف بالتفتيش المركزي لا تربطه أية علاقة بالتفتيش أصلا.
يواصل اللحية كلامه قائلا: هنا، إذا لاحظتم، منذ الوفا إلى الآن، لم تعد مديرية المناهج تشتغل مع جسم مهيكل خاص بالتفتيش، وإذا انتدبت مفتشين ليعملوا معها تنتدبهم كأسماء وانتهى الأمر؛ بمعنى أن التقارير الصادرة عن المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية ليس لها معنى، ما دام أن مديرية المناهج تستدعي أحد المفتشين ليشتغل معها باسمه الشخصي، ولا يعبر عن تنسيق تابع لهيئة التفتيش سواء على مستوى المديريات أو الأكاديميات. ولاحظتم الكم الهائل من المشاكل التي سقطت فيها مديرية المناهج عندما تريد تعديل درس.
بالرجوع إلى الوراء، في عهد الوزير امزازي، طرح مشكل الفلسفة التي عدت من المحرمات، ما أثار حفيظة فرنسا التي ردت على هذا الأمر بنشر مقالات، وما حدث في موضوع التربية الإسلامية، إلخ..
هذه، في نظر المتحدث، هي نتائج غياب تنسيق التفتيش المركزي منذ الوزير السابق سي الوفا. في ذلك الوقت، كان اللخية يتعجب. المفتشون لم يقوموا بأي رد فعل سواء منهم المنتمون إلى النقابات أو غير النقابات، ولم يناقشوا هذا الموضوع نهائيا، ولم ينظموا وقفات احتجاجية ضد إلغاء التفتيش المركزي، وضد تكليف أناس بالتفتيش المركزي رغم أنهم لا يمتون للتفتيش كتفتيش بأية صلة. ألومهم على ذلك. أين كنتم حينذاك؟
النقطة الثانية، التي قالها دائما، هي أن المتفتيش في المغرب، على غرار نظرائهم في فرنسا، مثلا، يجب أن يطالبوا باستقلالهم عن الوزارة. لا يمكن أن يكون المفتش خصما وحكما في نفس الوقت. يجب أن تكون هناك هيئة للتفتيش مستقلة عن الوزارة، وتكون، ربما، تابعة لرئاسة الحكومة، شأنها في ذلك شأن الوكالة الوطنية للتقويم كما طرحت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تلاه. لا يجب أن يكون المفتش تابعا لوزارة التربية الوطنية. المفتش جاء ليحسم إذا اعتبرنا وظيفته هي المراقبة بالإضافة إلى المهام الأخرى التي تسند إليه. إذن، لماذا لا يطالب المفتشون التربويون في المغرب بأن يكون التفتيش بصفة عامة مستقلا عن الوزارة وليس تابعا لها؟ هذه نقطة وجب مناقشتها بهدوء تام. لينظر زملاؤنا، الذين يفهمون في هذا الموضوع، إلى التبريز، مثلا، كيف يمر، والمفتشون الفرنسيون الذين يحضرون عندنا في المغرب لا يأخذون الموافقة من وزير التربية الوطنية الفرنسي بل من الرئيس الفرنسي. إذن، استقلالية التفتيش موضوع، بل قضية ينبغي أن تطرح.
نقطة أخرى، وهي: لماذا يتحرك التفتيش في المغرب في الوقت الذي يمس فيه جانب يهم تقييم أداء المدرس؟ في بداية الحوار الاجتماعي بين النقابات والوزارة، التصور الذي أتى به السيد شكيب بنموسى والذي وفقه سوف يتم التقييم من نواح متعددة يفسح فيها المجال لتدخل جمعيات آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ ولجهات أخرى متعددة من ضمنها المفتشون ثارت حفيظة هؤلاء الأخيرين وقاموا باحتجاجات على الوزارة.
لا مشكل لدى المتحدث مع احتجاجاتهم. يمكن له مساندتهم والوقوف بجانبهم، ولكن في تلك اللحظة كان الأجدر بهم طرح هذا السؤال: ماذا يعني التفتيش في المغرب؟ سبق للحية ان طرح هذا السؤال في حينه: هل المفتشون يقومون بالمراقبة (contrôle) أو التفتيش (inspection)؟ هل يقومون بتقتيش تربوي، أم بتفتيش بيداغوجي؟ ويراقبون ماذا؟ يعني، لا بد من تحديد المهام. لا بد من أن ينظم الإخوة المفتشون مناظرة على مدى يومين أو ثلاثة أيام ليحددوا المهام المنوطة بهم، ويخرجوا بوثيقة مرجعية للكفايات يحددون فيها ما يفعلونه وما يريدون فعله بالضبط، وما من أجله هم موجودون. سوف يرفع لهم القبعة إذا أنجزوا هذا الأمر، حتى لا يبقى المفتش مقحما في كل شيء من قبل مدير المديرية أو مدير الأكاديمية، وحتى لا يظل يقوم بكل شيء. لا بد من طرح مثل هذا التقاش بين المفتشين ككل.
نقطة اخرى أراد ان يثيرها ويريد من الإخوة المفتشين أن يتفاعلوا معها. هو ممن تناقش مع الوزير السابق أمزازي وقال له إن دبلوم المفتشين وأطر التوجيه والتخطيط الآن، في انتظار كيف سيكون دبلوم المتصرف التربوي، يجب ان يصبح معادلا لشهادة ماستر مهني، يسمح لهم بالتسجيل في الدكتوراه، وبالتالي سينفعون غدا المنظومة ككل؛ لأنهم سيساهمون في التكوين المستمر وفي مؤسسات التكوين، سواء في مراكز مهن التربية والتكوين بصفة عامة أو في المدرسة العليا للأساتذة أو غيرها..دافع عن هذه الفكرة بشدة، وإذا تذكرتم، قال سي أمزازي إنه سوف ينظر في مسألة معادلة دبلوم مفتش مع شهادة الماستر، كنتيجة لدخول اللحية في معمعة هذا النقاش. المفاضلة ما بين دبلوم ودبلوم أمر غاية في الصعوبة، يلاحظ صاحب الرسالة.
وهنا، أراد لحسن اللحية توجيه اللوم للإخوة المفتشين لأنهم يتحدثون كثيرا عن مركز التخطيط والتوجيه والشهادة التي يسلمها. يلومهم من القلب، كما قال.. هم، في نظره، لا يعرفون ما يتم تدريسه في مركز التوجيه والتخطيط، ولا يعرفون مصوغات (modules) هذا المركز، ولا يعرفون الغلاف الزمني للدروس التي يتلقاها طلبته، ولا كيف تناقش البحوث التي ينجزونها. ثم قال لهم آمرا: ابعثوا بمجموعة منتدبة إلى مركز التوجيه والتخطيط لتقوموا بإطلالة على كل هذه الأشياء. قلتم أمورا فيها تبخيس لما يقوم به هذا المركز. نعم، التحق به طلبة حاصلون على شهادة الباكالوريا أو شهادة السلك الأول من الإجازة، ولكن هناك من ولج إلى مركز التفتيش وليس في حوزته إلا الباكالوريا. يشترط مركز التوجيه والتخطيط على من اراد الولوح إليه أن يكون أستاذا حاصلا على الإجازة، أن يقضي خمسة عشر سنة من الأقدمية في الخدمة بالتسبة إلى الفوج الأخير على الأقل، وأن يكون مرتبا في السلم الحادي عشر. فماذا نعمل له الآن، وكيف؟
لذلك، يرحب الأستاذ المرسل بتحقيق أي مطلب من مطالب المفتشين او غير المفتشين ويثمنه ويقول: هل من مزيد؟ الله يجازيكم بخير، لا تشرخوا المنظومة، ولا تنطلقوا من وهم مفاده أن هذا المركزا أحسن من ذاك المركز، يقول لحسن ناهيا، قبل ان يضيف: مركز التوجيه والتخطيط معترف به في أوربا، ومعترف به كمركز وحيد في العالم العربي، وليكن في علمكم ان اليونسكو تعترف بمركزنا. ادخلوا إلى موقع اليونسكو لتروا كيف تتحدث هذه المنظمة عن التوجيه والتخطيط في منظومة التعليم بالمغرب. وعلى الذين يجهل شيئا عن هذا االمركز أن يبعثوا إليه بلجنة تجد في استقبالها مديرا وكاتبا عاما وأساتذة كلهم على استعداد ليجلسوا مع اعضائها ويشرحوا لهم طبيعة الأعمال والأشغال التي تنحز هنا وكيف تنجز حتى يفهموا ما هو مركز التوجيه والتخطيط.
يقضى الأستاذ عندنا - يقصد مركز التوجيه والتحطيط التربوي - سنتين في التكوين وإذا أراد، بعد سنوات من العمل بهذه الصفة، أن يستبدل إطاره بإطار مفتش، عليه أن يقضي في مركز التفتيش سنتين أخريين في التكوين. هذا إرث فرنسي. مرسوم 1987 إرث فرنسي يجب تغييره.
في الختام، تمنى صاحب الرسالة للإخوة المفتشين والأخوات المفتشات النجاح، وتمنى أن تكون مطالبهم(ن) مندرجة في المسار المهني. هو لا يريد ان يرى مفتشا تربويا مدفوعا إلى لبحث في مشكل غير تربوي. كما لا يريد أن يقوم بمهام تم تكليفه بها من طرف مدير أكاديمية جهوية وهي مهام لا علاقة بالتربية. لهذا، فإن ضرورة النقاش حول هذا السؤال: ماذا يعني أن تكون مفتشا تربويا؟ ضرورة مطروحة الآن. وتمنى أن ينظموا ندوة أو مناظرة حول هذا الموضوع. كما طالب بنفس الشيء بالنسبة إلى أنماط التفتيش الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات