الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخب والقطيعة المعرفية

عزالدين مبارك

2024 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المتدينون والمتأسلمون بالخصوص يصادرون حرية التفكير ونقد النصوص التراثية وتعرية ما علق بها من شوائب وخرافات وأخطاء ظنا منهم أنها نصوص مقدسة وملك خاص لهم وحدهم بدون تقديم دليل موضوعي وعلمي على ذلك مما جعل المجتمع العربي الإسلاموي متخلفا وخارج الحضارة والتاريخ. وهذا ما جعل المتنورين الجدد أمام نشر المتأسلمين خرافات وخزعبلات وتجاوزات تتحدى المنطق والعقل والموضوعية وقوانين العلم التصدي لهذا الفكر الخرافي الظلامي النقلي. وليس همهم هدم الأديان كعلاقة روحية خاصة بين الإنسان وربه بل الخروج من العالم الخرافي الذي وقع فيه المتأسلمون والمتدينون مما حول المجتمع إلى ببغاوات طقوسية دون عقل وتفكير يتحكم فيهم رجال الفقه والشيوخ والذين جعلوا من الدين تجارة مربحة يتمعشون منه من خلال نشر الأكاذيب والخرافات والأساطير والمقولات التي عفا عنها الدهر وشرب ولم تعد تتماشى مع العلم والحداثة وأصبحت عائقا نحو التطور والتقدم. فلا يمكن للمتنورين والمفكرين الحقيقيين السكوت عن هذا الوضع المزري الذي وصلت إليه الدول العربية وشعوبها جراء وجود فكر ظلامي رجعي متخلف يجذب للوراء إلى زمن القبلية والقتل والسبي والغنيمة واحتقار النساء. فهذه المجتمعات المتطلعة للمستقبل وغالبيتها من الشباب المتقد حيوية وشبابا في حاجة إلى عالم عربي جديد وثورة فكرية وعقلية وعلمية للخروج من قمقم التخلف والقطع مع تراث الماضي الملبد بغيوم الخرافات والأساطير والصراعات المذهبية وهذا هو دور النخب والمتنورين وواجب عليهم القيام بذلك دون تردد وخجل فلا مفر من قطيعة معرفية للبقاء في قطار التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي