الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطاقات السلبية / كلام سريع

أمين أحمد ثابت

2024 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تعد تسمع هذا الاصطلاح المعاصر من واحد واحد من النخب المثقفة ، بل صرت تسمعه طريق . . طريق حتى من العامة و . . اهل بيتك وبشكل متكرر مرات عدة حتى خلال الأسبوع الواحد - وكأنه اخر موضة من موصفات العصرية للمرء في المعرفة والثقافة الإعلامية الفضائية المدولة سطحيا وبصورة قشرية حكمية وليست كمعرفة علمية .

وكان الاستهلاك الثقافي المعرفي ( المجوف ) عربيا قبل هذا الاصطلاح ، ويعشق استخدامه بدء افراد النخب المجتمعية العربية ومن ثم عمم مجتمعيا كلفظ مستحب عند العامة - طالما وأن شيوع المعرفة اخباريا وتعريف مقتضب سهل عبر الفضائيات والنت . . وهم انسان المجتمع العربي تساوي المعرفة والثقافة بين الجاهل والمتعلم ، بين المتثقف بالمعرفة منهجا وتتبعا وممارسة مجالية او تعلما وبين العامي الكاره للفكر والتفكير والعلم ، والعقل بالنسبة له تلقى الموجهات له وترديدها ببغائيا بسطحية مختزلة مطلقا ، وفي السير في نسقه الآلي لممارسة حياته وعلاقاته - كإملاءات الواقع والظروف والتقاليد والاملاء السلطوي والخداع المعرفي العقلي السطحي الموجه إعلاميا او سياسيا او حتى مجتمعيا - كان اللفظ الاصطلاحي افتراضا مثل ( التشاؤم ، السوداوية ) . . الخ - كون استخدامها المشترك محببة استهلاكيا لتظاهر بعض ( المجوفين ) باتصافهم بالحكمة والمعرفة ، لينظروا خواء توصيف غيرهم ب ( المتشائمين او السوداويين ) حينما يكشفون حقائق موجعة او تعرية ما لا يجرأ احد على الخوض في تلك الأمور او يخاف التحدث عنها .
فالتشاؤم والسوداوية او اليأس - ( الاتهامية ) - هي نتيجة بذات الحكم . . أن تضع او تعمم ( اقوالا او احكاما او أفكارا او تصورات . . الخ ) تشيع تأثيرها المحبط وفقد الثقة - بالواقع ، الحياة ، الامل او الاحلام - ويكون هذا التأثير المشاع على الاخرين . . كما لو انه نشر وتعميم او تسييد حالة من ( الطاقات السلبية ) - او التشاؤم او اليأس او السوداوية - التي تفقد انسان المجتمع المتلقي انقيادا نوعا من انعدام الثقة بأي شيء او امر ، وسجنه في واقع وحياة ومشاعر وتصورات ( جمودية الحياة ) وثبات الواقع والحال والعيش بما هو قائم كمتكرر ثابت - ماضيا وراهنا ومستقبلا - حتى لم تترك هذه الاصطلاحات - المستخدمة بمحبب عشقي في الاتهام - حتى على النطاق الديني المجتمعي ، حيث يصبح مفهوم هذه الاصطلاحات الافتراضية كما لو انها مخلف شيطاني يوبئ المكان ويدمر حياة من يوجد في ذلك المحيط المكاني - داخل البيت والاسرة الواحدة ، او في محيط العمل او المجتمع او الثقافة او العمل الحزبي - وأن هذا المخلف التأثيري يمثل شرا يجب علاجه . . حتى على الصعيد النفسي ، فإن مدعيي الدين يجدون كذبة نفعية بيع تدينهم بمحاربة هذا الشر كحال كحرب على الشيطان ووجوده - داخل المنزل وخارجه - بالقرآن وخطابات الدين المغالية باتهام ( قائلي الحقائق المحرم كشفها والخوض فيها ) بأنهم صوت الشيطان ممسوسين ينفذون مشيئته بتدمير المجتمع والقيم ويعادي الدين ويسعى نحو محو ايمان المرء بالله وقدرته على تغيير الاحوال - حتى اصبح تعبئة المنزل بالبخور وتلاوة القرآن كحرب على الطاقات السلبية المشبع بها المنزل ، تطهيرا للبيت ولنفسية ساكنيه .

إذا ، فليس هناك فرق بين الالفاظ الاصطلاحية ( السابقة والمعاصرة الحالية ) ، فهي يقصد بها ذات مخلف التصور او الاعتقاد او الاحكام او الحالة النفسية المتلبسة على المرء - الفرد او الجماعة - ولذا فبطبيعتنا الاستهلاكية الناقلة واللوك للفظ كنوع من الموضة لا اكثر ، فحين جاء لفظ التشاؤم ليحل محل لفظة اليأس تم شيوع تداول استخدامه ، ومثله لاحقا حين جاء لفظ السوداوية او الظلامية لتحل محل اللفظ السابق - اي التشاؤمية - تم ترويجه كسلعة لفظية معرفية محبب اقتنائها واستخدامها بدلا عن السلعة اللفظية السابقة ، وحتى وصلنا راهنا للفظ الطاقات السلبية لتحل تحبيبا واقتنائها كسلعة لفظية بادعاء المعرفة لتحل محلل سابقه من اللفظ - بينما مستبدل هذا الاحلال اللفظي على الصعيد الفكري او الاكاديمي المعرفي . . لا يعني سوى ( التوقيع الزمني ) لمستخدم الاصطلاح في تداوله المعرفي ، خاصة ونحن في زمن وحدة الإرث البشري المخزون والتطوري للمعرفة والمعلومات - في العلوم والتكنولوجيا والانسانيات - وتلاشي الحدود الفاصلة فيما بينها باختلاف المجتمعات وثقافاتها وفوارق التاريخ الزمني من عمر تطور المجتمع الانساني - حيث تحكم احدى القواعد العلمية المنهاجية لتداول المعرفة ونشرها ، أن تتحرك مفرزات المعرفة بكل الوانها بما فيها البحثية على اخر ماوصلت اليه المعرفة - المجالية والعامة - بما فيها الألفاظ الاصطلاحية او المصطلحية التي وصل اليها ويتم التعامل بها ومن خلالها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا