الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ( المستنقع الايرانى / البخت / الدفاع عن المستبد والتجنيد )

أحمد صبحى منصور

2024 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


السؤال الأول :
أتذكر انه عندما قامت الجمهورية الاسلامية فى ايران انتشرت دعوتها لتوحيد المسلمين فى مواجهة أمريكا الشيطان الأكبر وقد إحتلت سفارتها فى طهران ، وكانت ايران تريد العرب معها ضد أمريكا ، وفشلت الدعوة بالحرب العراقية الايرانية . نحن الآن فى ظروف متشابهة فهل تعتقد إمكانية إحياء هذه الدعوة لمواجة اسرائيل وأمريكا ، خصوصا مع الدور الفعّال للشيعة فى مواجهة امريكا واسرائيل ؟
إجابة السؤال الأول :
شكرا جزيلا على سؤالك ، وأقول :
1 ـ حضرت دعوة التوفيق بين المذاهب التى تبنتها إيران الخومينى . كنت وقتها مدرسا مساعدا أواجه شيوخ الأزهر بسبب رسالتى للدكتوراة التى تعرّى التصوف ، والتصوف والسُّنّة غريمان . كنت وقتها سنيا معتدلا مُصلحا أحاول إصلاح السُنّة من الداخل بغربلة الأحاديث ، وكنت مُقرّبا من الجماعات السلفية والذين يرون لى مستقبلا عندهم . كانت مصر السادات تحت تأثير الوهابية ومركز الثقل فى العالم السُنى ، وإذا كان صعبا وصول دعوة الخمينى بالتقريب الى السعودية معقل الوهابية فمن السهل الالتفات بالتسلل الى مصر . وهكذا وفد دعاة شيعة ايرانيون لمصر ، وحدثت إجتماعات مع قادة الحركات السلفية ، وكان أشهرها جماعة د محمد جميل غازى فى مسجد العزيز بالله فى ضاحية الزيتون بالقاهرة . وقد دعانى ضيف شرف لحضور إجتماع مع شيخ إيرانى يرتدى زيا مدنيا . واستمعنا له وهو يخطب بالعربية الفصحى فى موضوع التقريب بين المذاهب . كان كلامه مقنعا الى درجة أن تحرج الحاضرون على نقده . تكلمت فقلت له : إنك إستشهدت بالآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) وقلت رؤيتكم الشيعية ، أن نكون مع آل البيت على أنهم الصادقون ، ولكن الآية لم تحدد الصادقين ، لماذا لا تشمل أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم ؟ وقلت له إن كل خطابك ليس فى التقريب بين السنة والتشيع بل هو فى الدعاية للتشيع وتحول السنيين ليكونوا شيعة . وقلت له إن الفاطميين الشيعة الذين أنشأوا القاهرة والأزهر حكموا مصر واسلم معظم المصريين فى عهدهم ، ولكن لم يتشيعوا ، هم حتى الآن يقدسون آل البيت والحسين ويقدسون ايضا الخلفاء الراشدين ، وبالتالى فإن دعوتكم لن تفلح فى مصر خصوصا وأن وراءها دوافع سياسية . بهذا فشل الاجتماع .
2 ـ ما كان مخفيا من أطماع إيران الخمينى أصبح مفضوحا فى عهد خامئنى . تسيطر إيران الآن على معظم سوريا وعلى العراق وعلى حزب الله وغيره فى لبنان ، وعلى الحوثيين فى اليمن ، ولها نفوذ على حماس والجهاد فى غزة . وقبل مأساة غزة الحالية أقام حزب الله مذابح للسنيين فى سوريا تأييدا لبشار الأسد أكبر سفاك للدماء . إيران الآرية لها ثأر تاريخى مع العرب منذ الفتوحات العربية ، ولا تمانع فى التضحية بأتباعها الشيعة العرب لتروى ظمأ إنتقامها من العرب ، فما بالك بالسنيين العرب ؟ من أجل هيمنتها وإرهاب العرب جيرانها تسعى لامتلاك السلاح النووى ، وهى تفتعل العداء لاسرائيل لتزايد على الحكام العرب ولتعطى نفسها موقع الزعامة .
3 ـ بدلا من التدخل فى صراعات العرب وإسرائيل كان الأجدر بحكومة ايران الإلتفات الى مشاكلها الداخلية ، ففيها أقليات عرقية ودينية ومذهبية ،أهمهم السنيون والبهائيون والمندانيون والزرادشتيون واليارسانيون واليهود والمسيحيون ، وفيها أعراق متنوعة من الأكراد والتركمان والبلوش والأرمن والعرب ، بالاضافة الى الفرُس الأغلبية . ولكن تحظى الأقلية العربية السنية باضطهاد أكبر لأنهم عرب سنيون ولأن أرضهم ( عربستان ) التى استولت عليها إيران من أهم مراكز النفط . ولايران علاقات ملتبسة بمحيطها الآسيوى وروسيا ، وتركت ذلك كله لتنغمس فى مستنقع الشرق الأوسط لتشفى غليلها من العرب سنيين وشيعة . فهى كراهية تمتد الى 14 قرنا من الزمان . من عهد ابى بكر وحتى الآن . كما إن الجيل الفارسى الذى نشأ وعاش فى ظل ما يسمى بالجمهورية الاسلامية أصبح كافرا بالتشيع وبالنظام السياسى على السواء . والمظاهرات التى قاموا بها والتنكيل الذى تعرضوا له كان عناوين الأخبار قبل محرقة غزة . وربما جاء تحريضهم حماس لشغل إنتباه العالم عن الفساد فى ايران ووحشية النظام فى ضرب المحتجّين . الواضح أن إسرائيل تخترق إيران من الداخل ، وتغتال من تشاء من الرموز الايرانية ، ومن السهل على الموساد الاسرائيلى أن يستعين بالناقمين على ايران فى داخل إيران ، وهو نفس الحال فى لبنان .
4 ـ فى العصور الوسطى تزعّم الثورة على الكنيسة الكاثولوكية مارتن لوثر الألمانى وزونجلى السويسرى وكالفن الفرنسى . تقاسم الشُّهرة مارتن لوثر وكلفن . ولكل منهما قوى سياسية تعضّده . جاء إقتراح بتوحيد القوتين الألمانية والفرنسية ضد الفاتيكان ، ولانجاح هذا الاقتراح كان لا بد من أن يجتمع مارتن لوثر وكلفن ويتفقا . وفعلا ، إجتمعا ولكن لم يتفقا . لأن الأديان الأرضى يملكها أئمتها ، ولا يرضى كلفن أن يكون تابعا لمارتن ولا يرضى مارتن أن يكون تابعا لكلفن . هذا مع وجود عوامل سياسية تتمنى إتفاقهما . فماذا إذا لم يكن هناك إتفاق سياسى ؟ ماذا إذا كانت هناك قوة فارسية تريد أن تتحكم بدينها الشيعى فى محيط عدوها السنّى ؟
5 ـ إيران تعيش فى مستنقع داخلى ، لا تكتفى به بل أغرقت نفسها فى مستنقع أعمق : مستنقع الشرق الأوسط .
السؤال الثانى
عندنا كلمة البخت ، ونقول : ( يا بختنا بالنبى ) و ( فلان مبخت ). فهل كلمة بخت كلمة عربية ، وهل تعنى أيضا الحظ الحسن ؟ وهل جاءت فى القرآن الكريم ؟
إجابة السؤال الثانى :

1 ـ هناك ( بخت ) بالباء المفتوحة وتعنى الحظ ، وهناك ( بُخت ) بالتاء المضمومة ، وتعنى الابل ، وهما معا لم يأتيا فى القرآن الكريم.
2 ـ البخت بالباء المفتوحة بمعنى الحظ السعيد . وقرآنيا جاء الحظ السعيد فى قول بعضهم عن قارون : ( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) القصص )، وفى قوله جل وعلا عن الداعية المسلم عالى الأخلاق : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت ).
3 ـ البُخت بضم الباء جاء فى حديث كاذب صنعه مسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).
البُخت بمعنى الابل والجمل ، وجاء هذا وذاك فى القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الاعراف) ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) المرسلات ) وفى خلق الإبل : ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) الغاشية )
السؤال الثالث
من الاستاذ حمد حمد عن مقال ( حدود الإلتزام الفردي فى تطبيق التشريع الاسلامى )
بارك الله جل وعلا بعمرك وعلمك دكتورنا المحترم هل الإلتحاق بالخدمة الإلزامية العسكرية وأنا أعرف إنها ليست من ضمن قوانين الدولة الإسلامية فهم يعتبر تلبية هذا النداء له إثم على الملتحق بالخدمة. هل الدفاع عن الأرض في حال نشوب حرب التي يحكمها المستبد الظالم بالعالم العربي هو دفاع عن الباطل أليس هذا كفر لأنه حماية لباق هذا النظام الجاثم على هذه الشعوب المغلوبة على أمرها ؟

إجابة السؤال الثالث :
1 ـ ليس هناك إثم على المجبر على الخدمة العسكرية طالما لا يستطيع الافلات منها .
2 ـ المستبد يملك الأرض ، وله جيشه وقواته الأمنية التى تضمن له الاستمرار فى ظلمه وإستبداده . هو يدفع أجرا لجنوده وأتباعه ، وهم يدافعون عنه دفاعا عن أنفسهم لأن بقاءهم من بقائه . المواطن المستضعف المقهور لا يملك شيئا فى وطن يملكه المستبد ، فلا عذر له إن دافع عن وطن المستبد . حين يدخل المستبد فى حرب فهى حربه دفاعا عن شىء يملكه ضد طامع آخر فيما يملكه المستبد . المواطن المقهور لا ناقة له ولا جمل فى هذه الحرب . هو يدافع عن نفسه وبيته إذا هوجم فى عُقر داره فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا