الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية التطور من الكمي إلى الكيفي

عزالدين مبارك

2024 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الطبيعة كل شيء يتطور بالتدرج على مدى طويل جدا ضمن ظروف معينة من الطاقة تماشيا مع معادلة أينشتاين المتعلقة بالتحول المتبادل بين الطاقة والمادة E= m c² فلن تجد مثلا شجرة تثمر فور غراستها أبدا وهذا يعني عدم وجود خلق مباشر وبدون صيرورة وتحولات للمادة مثلما يوجد بالأديان. فالتطور حسب التاريخ الطبيعي للمادة ينطلق من البسيط ثم يصل إلى المعقد عن طريق التفاعل المتكرر والمتواصل بالإندماج والتفكك والتداخل مما ينتج موادا جديدة صعودا إلى مراحل عليا إلى حين تجمع وتواجد الظروف الفيزيائية لتتحول المادة من الحالة الكمية إلى الحالة الكيفية.فالجسيمات الكمومية البسيطة الحاملة للطاقة الذرية والذبذبات والكهربة الممغنطة تحت تأثير جاذبيتها الخاصة كمادة بوجود طاقة كبيرة جدا تنتج عناصر جديدة بالإندماج النووي وطاقة وهكذا تكون الهيدروجين ثم الهيليوم فالعناصر الثقيلة كالبلوتونيوم والأورانيوم وبفعل الجاذبية تكونت النجوم والكواكب والمجرات والثقوب السوداء العملاقة وهكذا انتقلنا من الجزيىء البسيط الكوارك والكوانتوم إلى المجرات التي تحتوي كل واحدة منها مليارات من النجوم والكواكب.وكل ما حدث في الكون تفسره معادلة أينشتاين E= m c² فالطاقة هي المحرك الأساسي للطبيعة والضوء هو العنصر الكيفي المنبثق عن المادة والمتكون من فوتونات تحمل طاقة وذبذبة مصاحبة كبصمة وكود دالة على المصدر وقد تبين أن سرعته ثابتة في الكون في حدود 300000 كم في الثانية الواحدة.ومثل ذلك بالتوازي على مستوى الحياة والبيولوجيا فقد تحولت المادة إلى مادة عضوية وهي التي أنتجت بعد تحولات كثيرة وعلى فترة طويلة من الزمن وتحت ظروف معينة من تحولات المادة والطاقة الأحماض الأمينية فكانت الطريق معبدة للوصول للخلية الأولى والشفرة الوراثية المسؤولة عن التجدد والتطور والتعقيد وصولا إلى الكائنات الحية. وبتطور هذه الكائنات من الأشكال البسيطة والبدائية إلى الكائنات الحاملة لدماغ تحولت المادة الحية من الوضع الغريزي المبرمج بالوراثة (أكل وشرب ونوم وتكاثر) مثل الحيوانات إلى مادة حية عاقلة لها وعي وإدراك وتفكير مثل الإنسان العاقل. فالمادة الحية تطورت من مادة خام غير واعية إلى مادة حية واعية بما حدث لها من تطور على مستوى الأعصاب والدماغ تحت تأثير الطاقة فنتج تحول من الوضع الكمومي والكمي إلى وضع كيفي مثلما حدث تماما على مستوى المادة. فالإندماج الذري كما يحدث في الشمس ينتج عنه تحول كيفي وهو الضوء المتكون من طاقة (فوطونات) وذبذبة كدليل على المصدر (معرفة ضمنية} وهو بمثابة شفرة وراثية عند الكائن الحي فنعرف من خلال معالجة وتحليل الطيف الضوئي بعد وعمر وحرارة النجوم. فالمادة موجودة وليست في حاجة لخالق أبدا وصيرورتها تتحكم فيها القوى الأربعة المنبثقة من وجود المادة نفسها وهي الجاذبية والكهرومغناطيسية والذرية الضعيفة والذرية القوية. والكون الذي ثبت تمدده وعشوائيته الكمومية ليس مستقرا وثابتا بل هو متحول تحت سلطة الأنتروبي والطاقة متوجها في توسعه إلى نقطة إنفرادية تتلاشى فيها الطاقة وتتحول إلى مادة وتكون العشوائية في أعلى درجاتها القصوى فيتداعى الكون على نفسه ويتحطم وينهار ويعود تحت قوة الجاذبية إلى الحجم الصفري الكمومي فيتوقف عداد الزمن (لا زمن) لينفجر الكون من جديد في حالة تسلسلية بين انفجار وتمدد وانهيار فانفجار وهكذا دواليك. فالعلم الحديث كشف عن الكثير من أسرار الحياة والمادة بالتفاصيل ولم يبقى الكثير حتى تظهر كل حقائق الكون والطبيعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها