الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (18)
زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
2024 / 1 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

شرحت سابقاً ، في مقال مقتضب ، فهمي الخاص للفارق بين كلمة "علم " وكلمة "معرفة "
والآن أبيّن في هذه العجالة ، زعمي حول العلاقة والصلة بين كلمة "فعل " و كلمة "عمل " .
في تقديري ، هي علاقة تضمن وشمول ، لكن رغم التداخل بينهما ،
هناك بلا شك ، فوارق بيّنة ، يمكن ملاحظتها بين المُفردتين ، وتمييزات مُدركة ، قد تساعدنا على توخي الدّقة في استخدامهما ..
وبالتالي، تصحيح اللبس الذهني ، الوارد حدوثه ، حين استعمالهما أثناء الكلام ، أو في سياق الحديث أو الكتابة.
من تلك الفروقات مثلاً :
كلمة عمل : وتكون حين يقوم كائن ما ، بسلوك أو لنقل فعلٍ ما ، ثم بعد ذهاب هذا الكائن الفاعل ، يبقى الفعل واقعاً موجوداً ،
أي المعلول (الفعل ) لا يختفي ، أو يزول بزوال العلة (الفاعل ) أو المسبب ، بمعنى ، فعل يترك أثراً أو تغييراً ما .
كالرسام الذي يرسم لوحة ثم يذهب ، فتبقى اللوحة بعده موجودة ، لذا يتوجب علينا أن نقول عن اللوحة هنا : هذا عمل فني ، وليس فعلاً فنياً .
فمن يعمل مثقال ذرةٍ .." وليس "من يفعل مثقال ذرة..
أما كلمة فعل : فهو سلوك ما ذو أصر مجرد ، يقوم به الكائن ، ثم يحدث أن يزول هذا الفعل بتوقف أو زوال الفاعل أو غياب المُسبب . كـ فعل التفكير أو المشي مثلاً .
حيث لا يمكن أن يبقى المشي ، بعد أنْ يتوقّف عن الوجود او يزول الماشي .. وهكذا .. القانون لا يحاسبك مثلاً ـ ان انت فكرت في ارتكاب جريمة فقط ، انما يحاسبك إذا ما قمت ارتكبت أو عملت جريمة ما ، فقديما كنا نقول : هذا عمل اجرامي ـ أو الجزاء من جنس العمل..و .. هكذا دواليك.
الأن قد يتساءل قارئ ما ، ما هي الافادة من هذا الشرح أو التمييز ، بين كلمة علم وكلمة معرفة ، أو بين كلمة عمل وكلمة فعل , و بين و بين الخ ..
الإجابة المختصرة في تقديري : هذه التمييزات ليست ثرثرة ، ولا إطناب في الفهم ، أو مغالاة في التدقيق ، أو ما إلى ذلك .
إن معرفة هذه التمييزات الدقيقة ، يساعدنا كثيرا على إدراك معاني العبارات ويفيد في فهم أفكار النصوص بعامة ، والأهم من ذلك ، النصوص المؤثرة في حياة الناس ، بخاصة كالنصوص الدينية المقدسة ، التي تتحكم -عادة - في مصائر الناس ، فتقف فكريا وراء أعمالهم أو أنماط حيواتهم ، كما تفعل في حسم سبل تفكيرهم .
بمعنى أن هذا الأمر يسهل على الإنسان العاقل المفكر ، مهمة دقة الفهم والتعبير ، والإلمام أكثر بسعة المعاني..
مما يمنح الفهم العاقل ، براحا أوسع في حرية الاستيعاب ، والتأويل لتلك النصوص الإشكالية ، والتي عادة لا يريد الاصوليين أو الحرفيين السلفيين وأصحاب العقول المغلقة ، أن يتحدثوا بها أو في مقاصدها ..
وإنما يحرصون فقط على تعزيز حرفية مبناها ، وينشغلون عن حقائق معناها ، باثبات صدق نقلها أو سياق تداولها وتواترها ،
وليس صدق مبتغاها ونبل غاياتها .. بما يخدم صالح الانسان المتغير ، ويعينه على السير قدما في مواجهة صيرورة خطوب الواقع المختلف ، والإبحار مع مجرياته المتغيرة باستمرار . بما يكفل نماء حياته وإزدهار معاشه .
للحديث بقية ..
zakariakurdi
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف بخان يونس

.. عشرات الشهداء والجرحى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطا

.. هل هناك فرصة حقيقية للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني؟

.. محادثات خفية أثناء الحرب.. إيران وأميركا تتواصلان

.. الصين تحذر إسرائيل: أوقفوا التصعيد فورًا
