الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة7-1

عبدالله اوجلان

2006 / 11 / 26
القضية الكردية


1 ـ من الولادة وحتى الإعلان الرسمي
إن هذه المرحلة التي امتدت من عام 1970 ـ1978 تعبر عن توفر النوايا بتطبيق المبادئ التقدمية المعاصرة تحت شعار" أنا أيضاً موجود"على كيانها الاجتماعي اعتماداً على ما تبقى من الإنسانية فيها، وقد تأثرت بالكثير من الشخصيات والمنظمات التي نشطت تحت اسم الطبقة العاملة في تركيا في تلك المرحلة، وقد كانت تسمع مزاعم الكرد القوميين البدائيين ضمن هذه الأجواء، وصلت نضالات الشعوب التحررية على المستوى العالمي في تلك المرحلة إلى نقطة الذروة، فإذا كان الإنسان مسحوقاً ولا يخوض تجربة فرصته في الحرية يعني أنه يخون الإنسانية، ولكن إذا كانت الظاهرة التي تتعرض للسحق والقمع هي الظاهرة الكردية فإن ذلك يعني ان البقاء بدون دعم في صحراء قاحلة أمرا طبيعيا، وكأنه لم تبق أية مؤامرة أو خيانة أو عمالة لم يجربها طوال التاريخ، فما هي القيمة التحررية لشعار الحرية الذي يطلقه مجموعة من الشباب؟، لقد وصل الكرد إلى حالة مجتمع لا يملك أية طموح حول موضوع الحرية في العالم، والأسوأ من كل هذا هناك الطبقة المتآمرة والعميلة التي يندر وجود مثيل لها في العالم والتي ترسخت كمن يقوم بمهمته في كل زاوية، فهناك عقرب أو أفعى تحت كل صخرة وبالرغم من ذلك لم يكن يتردد لحظة في محاولة إنشاء حركة معاصرة مشابهة بحركة عيسى المسيح، إذ أن نقاط التشابه ملفتة للنظر فعلاًً، فحركة الأسينيين وحركة الطبقة العاملة تحملان خصائص متقاربة، وهناك تشابه كبير بين "يوحنا المعمدان" وبين الداعين للاشتراكية، أما الجانب الأكثر غرابة فهو أن المجموعة التي شكلت حزب العمال الكردستاني كانت حوالي اثنى عشرة شخصاً، وكان يحتمل وجود شخص أو اثنين من المخبرين بين صفوفهم.
لم تكن هذه المجموعة على درجة عالية من الوعي والتنظيم، أما الجوانب المميزة لهم فهي الإخلاص والمنبت الفقير، والمجتمع يثمن هذه الجوانب فيهم ويشكل قاعدة لهم، وغلب على نمط نضالهم جانب الدعاية الشفوية، حيث عملوا على نشر البلاغات والمناشير بشكل محدود، ولو لم يقتل "حقي قرار" في مؤامرة تم ترتيبها ضده في عام 1977 وهو من أصول تركية من سواحل البحر الأسود ويعد من أكثر أعضاء المجموعة إخلاصاً وتضحية، لكان من الممكن أن لا تتوجه هذه المجموعة إلى طريق التطرف، وهنا أيضاً توجد نقطة تشابه ملفتة للانتباه، فمثلما أدى صلب النبي عيسى إلى تقوية إيمان وعزيمة الحواريين وإلى انتشارهم في كل مكان، كذلك أدى مقتل حقي قرار إلى النتيجة ذاتها، فقد أصبح المعيار الرئيسي للالتزام بذكرى الشهيد هو مزيد من التصميم والانتشار في كل مكان، ومهما كانت الخاصة التشتتية للمؤامرات قوية، فلا يمكن التقليل من تأثيرها الغالب على صعيد التحول إلى التطرف، ففي موضوع حزب العمال الكردستاني لعبت أول مؤامرة دوراً تاريخياً في مواضيع دعواه وجديته ونموه، فلو لم تحدث هذه المؤامرة لأخذ موضوع الشكل الذي يجب أن تتخذه هذه المجموعة قيد النقاش، ويعد اسم حزب العمال الكردستاني وبرنامجه النتيجة المباشرة للالتزام بذكرى حقي قرار و أدت إلى الإعلان عن الحزب.
فعندما كان حقي قرار على قيد الحياة، لم يكن الإعلان عن البرنامج وبناء الحزب والاحتراف وارداً ولا مطروحاً في جدول الأعمال، بينما كانت العفوية هي المسيطرة، ومن حيث الشكل لم يكن مختلفاً كثيراً عن بقية المجموعات، بل وأكثر من ذلك لقد كانت أكثر تشتتاً وكانت محط السخرية من طرف الكثير من المجموعات بما فيها قوى الأمن ،فحتى التسرب الجاد الأول الذي حدث بـ "نجاتي قايا" الطيار من آغري، كان يستهزئ كما نتذكر، لقد أنهت حادثة حقي قرار مرحلة المرونة التي كانت تعيشها هذه المجموعة، وشكلت النقلة الأساسية التي أدت إلى الإعلان عن التحول إلى حزب، وهذه المؤامرة أدت إلى اتخاذ خطوة تاريخية وتشكيل حركة شعبية لا يمكن التراجع عنها، فلو لم يتعرض النبي محمد لخطر الموت لما فكر بالهجرة من مكة في آخر لحظة، وعندما فرضت خطة القتل نفسها أدت إلى الهجرة بشكل حتمي والتي تعد حجر الأساس في تاريخ الإسلام، ولو لم تحدث الهجرة لكان تطور الإسلام بهذا الشكل، وكذلك حادثة صلب عيسى كانت سبباً لتحولات وتطورات ما كانت لتحدث لولا الصلب.
إن من يقوم بالمؤامرة كتقليد في الظاهرة الكردية تعود إليه الفائدة والربح، بل وأكثر من ذلك أنه يفتح الطريق أمام مرحلة انتقام دموية، ويمكن التفكير بالتأثير المساعد على تجسيد المؤامرة على أنه طريق للتأثير على المجتمع، وضمن هذا المعنى أيضاً كانت مؤامرة شهادة "خليل جاوغون" في حلوان عام 1978 قد حدثت، وكانت تهدف إلى تشتيت وتفتيت المجموعة التي أظهرت تطورات كثيرة في حلوان، ويجب أن نوضح هنا بأن وجود الدولة في هاتين المؤامرتين أو عدم وجودها لم يؤثر على النتيجة، ولكن التحديد الأصح هو أن الدولة كانت في مستوى لا يمكنها أن تتجاوز هذا الموقف، فكما جرى في حادثة موت النبي عيسى، حيث ألقيت بمسؤولية موته على الكهنة اليهود الرجعيين المحليين المتآمرين، كذلك من الأفضل تحميل مسؤولية هاتين الجريمتين للرجعية المحلية، فقد لعبت مواقف العصابات المتآمرة التابعة للرجعية المحلية دوراً أساسياً أثناء تشكل حزب العمال الكردستاني، وتبدأ مرحلة طويلة من الصراع بين حزب العمال الكردستاني وهذه العصابات المحلية التي أخذت مظهر اليمين الفاشي حيناً والشوفينية الاجتماعية اليسارية حيناً آخر، ولم تكن للدولة موقف واضح، إذ لم تكشف عن مواقفها، حتى ذلك الوقت، فلقد كان المتآمرون المحليون يتبعون كافة الأساليب بما فيها اقتراف الجرائم كي لا يفقدوا السيطرة من أيديهم، وكان طريق عدم فقدان السيطرة على الشعب يمر عبر الحرب ضد مسار حزب العمال الكردستاني، كما لم يتأخر الحزب الديمقراطي الكردستاني صاحب التجربة العميقة في هذا المجال، عن إدخال بيادقه في العمل، وفعلاً تم إثبات أن علاء الدين قابان الذي قتل الشهيد حقي قرار هو أحد عناصر مجموعة"الأجزاء الخمسة" الموالية للحزب الديمقراطي الكردستاني، بل أن هذا الحزب كان وراء حركة "KUK المحررون الوطنيون لكردستان"، التي اقترفت جرائم متنوعة ضمن الجرائم الأولى التي نفذت ضد حزب العمال الكردستاني.
وسيبرز الحزب الديمقراطي الكردستاني بمهمة أساسية في هذه المرحلة ليقوم بقمع نمو المجموعات الثورية الوطنية بواسطة منظمات عميلة مشابهة موجودة في كافة أنحاء كردستان نيابة عن الإمبريالية من جهة وعن أنظمة الأمم الحاكمة الإقليمية، ولأجل إبقاء الساحة تحت سيطرتها من جهة أخرى، ولم يكن يعطي المجال للانطلاقات الثورية الديمقراطية الموجودة في كافة أجزاء كردستان، وكان نهجه الأساسي في هذا التوجه هو تحويل تنفيذ المؤامرات في كل مكان إلى حالة يومية، وبهذا الشكل لن تستطيع الحركات الوطنية الكردية من تحقيق الانطلاقة الديمقراطية وأن تصحوا بشكل سليم في كافة الأجزاء بأي شكل من الأشكال، فإما أن يتم سحقها أو إرغامها على العمالة له وهكذا تتم التصفية، وفي مواجهة هذا الوضع تم الاستمرار بالالتزام بمواقف مضادة مستقلة، مصممة في شخص حزب العمال الكردستاني، ويتم تمزيق الرقابة والهيمنة التي كانت الإمبريالية والقوى القومية المحلية القمعية تريد إقامتها على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبذلك استطاعت المنظمات الإيديولوجية والسياسية والعلمانية أن تظهر إلى الوجود ضمن الإطار الوطني الثوري والديمقراطي، وهذا بدوره يعني ولادة وضع جديد وإرساء الأسس اللازمة للخطوة الثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في


.. مفوض الأونروا: 800 ألف من سكان رفح يعيشون في الطرقات.. ومناط




.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف