الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة تاريخية !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 1 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعد انطلاق مسرحية مدريد للسلام سنة 1991، أخذ "تعبير "أبناء ابراهيم" يتردد على ألسنة "قادة عرب"، بعضهم مات ومنهم من لا يزال على قيد الحياة وما بدلوا تبديلا. ولا يفتأ التعبير ذاته يتسلل بين حين وآخر إلى وسائل اعلام عربية دون تدقيق، أو حتى أبسط درجات التفكر، ربما لغايات خبيثة مقصودة بحد ذاتها.
هذا التعبير يباطن كذبة تاريخية، ناهيك به دليلاً على تكلس خرافاتهم وأساطيرهم في دواخل رؤوس الكثيرين منا، نتيجة الكسل العقلي. المقصود بأبناء ابراهيم، العرب و"جيراننا" مغتصبي فلسطين. لكن لسوء حظ المراهنين على إحداث انعطافة عاطفية في العقل العربي تمهد لتحول فكري باتجاه التطبيع مع الكيان اللقيط، فإن أدلة تاريخية دامغة تنسف خرافة
"أبناء ابراهيم" من جذورها. في زمن إبراهيم، كما تنقله لنا الروايات الدينية، لم يكن هناك يهود وجماعة يهودية. فقد جاء صاحب الديانة اليهودية، أي النبي موسى، بعد إبراهيم بمئات السنين. أما الجماعة اليهودية، فقد تشكلت بعد عهد موسى، فكيف تُنسب والحالة هذه إلى ابراهيم؟!!!
دليل آخر: قلنا قبل قليل، "زمن إبراهيم كما تنقله لنا الروايات الدينية" . لم نقل ذلك سهواً، وإنما عن قصد. فلم يزل النبي ابراهيم حتى يوم الناس هذا، شخصية دينية وليست تاريخية. بيان ذلك باختصار، أن النبي ابراهيم رغم الحيز الكبير الذي يشغله في الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والاسلام، إلا أنه لا يوجد حتى الآن صفحة علمية تاريخية واحدة تؤكد وجوده. وعليه، فالنبي ابراهيم ما يزال حتى يوم الناس هذا شخصية دينية وليست تاريخية. للتوضيح: علم التاريخ الحقيقي، يستند على كشوفات علمي الآثار والأرخيولوجيا. هذا الأخير، هو العلم المختص بدراسة البقايا المادية التي خلفها الإنسان.
وهل يتوفر المتيمون بخرافة "أبناء ابراهيم" على دليل تاريخي واحد يثبت أن مغتصبي فلسطين، من نسل القبائل الرعوية اليهودية التي كانت تتنقل في المنطقة في الأعصر الغابرة؟!
في المقابل، فإن الحقائق الدامغة الفاقعة، تؤكد أن الحركة الصهيونية استجلبت الغالبية الكبرى من مستعمري فلسطين من المجتمعات الأوروبية والأميركية، البعيدة آلاف الكيلومترات عن بلاد العرب. فما الدليل والحالة هذه، أنهم من نسل الأسباط الإثني عشر؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال