الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة .. بين قرآن محمد ومصحف عثمان ومصحف اليوم

يوسف يوسف

2024 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكثير من التساؤلات تتراكم في العقلية الحداثوية ، يضاف لهذا التراكم زخم الشك الديكارتي ، عن مطابقة المصحف الذي بين أيدينا ، ومدى أختلافه عن قرآن محمد بن عبدالله ، أو مدى مطابقته لمصحف الخليفة عثمان بن عفان .. هذه القراءة ، هي من وجهة نظر شخصية .
الموضوع :
* وفقا للعقيدة الأسلامية ، أن الله قد تكفل بحفظ القرآن بنفسه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ / 9 سورة الحجر ) .. ولكن ، لا يمكن للمطلع أن يستوعب كيف لله ، من سابع سماواته ، أن يحفظ القرآن الموجود على الأرض ! / لدى البشر . ولو كان الأمر كذلك ، فهل الله حافظ أيضا على التوراة والأنجيل ! .
* القرآن في بواكيره ، كان محفوظا في قلب محمد ( وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله ، واستودعه في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص .. / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب ) . التساؤل : كيف لمحمد الأمي - وفق العقيدة الأسلامية ، أن يحفظ في صدره القرآن / المكون من 114 سورة - 6236 آية ، دون وجود أي معاونة أو مساعدة .. هذا الأمر يثير الشكوك ! .
* كتبة الوحي ، كتبوا السور على " الجلود العُسُب : جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ، وعلى اللخاف : الحجارة الرقاق " .. ونزلت السور على الرسول بسبعة أحرف ، وخلال مدة أمدها 23 سنة . والتساؤل هنا كيف خزنت وحفظت هذه الجلود واللخاف كل هذه المدة ! ، من المؤكد قد تأثرت من قيض الصحراء والرطوبة والعواصف الترابية .. الأمر الذي سيؤثر على وضوح رسم الكلمات ! .
* ثم بدأت مرحلة جمع القرآن في عهد الخليفة أبو بكر الصديق / لأن حفظة القرآن أكثرهم قتلوا في الغزوات ، خاصة في حروب الردة " قال السيوطي في مجمع اللغات : أول من جمع القرآن وسماه مصحفاً أبو بكر الصديق " ، وقد أوكل أبو بكر جمع القرآن الى زيد بن ثابت .. التساؤل هنا كيف كانت الجلود واللخاف التي نقل عنها القرآن ، التى مضى عليها حوالي 25 سنة ( 23 سنة مدة نزول القرآن ، ومدة خلافة أبو بكر سنتان وثلاث أشهر ) ، وللمطلع أن يتخيل أساسا ، الصحف التي كتب عليه المصحف بعد ذلك ، والسؤال الأهم على ماذا كتب ، في مجتمع لم يعرف الكتابة والقراءة بالعموم .
* تعددت المصاحف ، فقد جاء في كتاب معجم علوم القرآن - إبراهيم محمد الجرمي ، أسماء مصاحف ، منها : " -1مصحف عمر بن الخطاب.2- مصحف علي بن أبي طالب. 3- مصحف عائشة.4- مصحف حفصة.5- مصحف أم سلمة.6- مصحف عبد الله بن الزبير.7- مصحف أبي بن كعب.8- مصحف عبد الله بن عباس.9- مصحف عبد الله بن مسعود " . هنا نكون أمام أشكالية ، وهي أن هذه المصاحف من المستحيل أن تكون متطابقة مع بعضها البعض ! .
* الخليفة عثمان بن عفان ، حرق كل المصاحف ، " فقد روى البخاري في صحيحه أن الصحابة لما كتبوا المصاحف أرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ، وفي رواية للطبراني وابن أبي داود : وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به " . ولكن بعض الصحابة رفضوا تسليم مصاحفهم . فقد جاء في موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ، التالي ( فإن ابن مسعود ، أبى أن يسلم مصحفه إلى عثمان ، وتبعه على ذلك جماعة آخرون .. وأما مصحف الإمام علي ، فهو مصحف رسول الله ، الذي لم يستطع الناس أن يصلوا إليه) . التساؤل أين هو مصحف علي ، الذي من المحتمل أن يكون هو الأقرب لقرآن محمد / لمرافقته دوما لمحمد.
* " واشتُهر أبو الأسود الدؤلي بأنَّه أوّل من وضع مسائل النحو للغة العربية بأمرٍ من علي بن أبي طالب ، وقد كان شديد الحرص على حفظ اللغة العربية لغة القرآن .. كانت حروف اللغة العربية خاليةً من التنقيط على الحروف ، فكانت جميع الحروف التي تتشابه بالرسم تتّخذ نفس الشكل ، حتى قام يحيى بن يعمر بوضع نقط الإعجام ، وقيل نصر بن عاصم اللّيثي ، والإعجام هو وضع النقاط على الحروف للتفريق بينها ، فنقطة تحت الباء ، ونقطتان فوق التاء ، وثلاثة نقاط فوق الثاء .. / نقلت المادة بتصرف من موقعي موضوع والمحيط " . هذا الأمر شديد الأهمية ، خاصة بالنسبة للحروف المتشابهة . * تعرض القرآن عند تدوينه للكثير من الأختلافات و التغييرات منها ، على سبيل المثال وليس الحصر التالي {{ عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .. وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".. وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " . وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .. وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .. وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ } الخ . كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) . وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة ؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث / نقل من موقع نون للقرآن وعلومه }} .. نقل الخبر كما جاء في الموقع دون أي تغيير ، وعادة هكذا رواية يكذبها الفقهاء لأنها لا تتوافق مع آية ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون / 9 سورة الحجر ) .
* ويجب أن نتساءل أيضا كيف رتبت ونظمت السور ، وكيف تم تسميتها ، ومن قام بذلك ، خاصة أن الرسول كان أميا .
القراءة :
* مما أسلفت من أضاءات ، يجرنا الى التوصل الى نتيجة ، أن المصحف الذي بين أيدينا مر بعدة حقب ، منها :
أولا - بداية ، الحقبة التي كانت بين محمد وبين الوحي / هذا وفقا للرواية الأسلامية - والتي أستمرت 23 سن ، حيث أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، لا تنقيط ولا أي أداة من أداوات التشكيل - الكسرة والضمة والفتحة والهمزة .. ، وغير ذلك مما يلزم من ضبط اللغة / نحوا وصرفا . التساؤل هنا ، أن الله القادر على كل شي وفق الآية " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ / 82 سورة يس "، ألم يكن بمقدور الذات الألهية أن ينزل قرآنا على محمد كاملا تاما منقطا مشكلا ! .

ثانيا - الحقبة التي ما بين رسول الأسلام و بين كتبة الوحي ، وعددهم مبهم ، فقد ورد في موقع / أسلام ويب ، بصدد عددهم التالي ( فقد اختلف أهل السير في تحديد عدد كتاب الوحي ، فمنهم من جعلهم ثلاثة عشر ، ومنهم من جاوز بهم العشرين ، وجعلهم أبن كثير ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية ، وهذه أسماؤهم كما أوردها ، قال: فمنهم الخلفاء الأربعة .. ثم ذكر : أبان بن سعيد بن العاص ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل .. ) ، من المؤكد أنه لكل كاتب ، كانت له طريقته وأسلوبه في الكتابة ! ، وليس من المعقول أن يكونوا جميعهم على ذات الدراية والمعرفة برسم الكلمات .. من جانب أخر ، أن الكثير منهم قد قتل في الغزوات ، فكيف نقلت الجلود واللخاف الى من بقى حيا ! . أخيرا ، من الممكن أن بعض السور قد فقد ! ، أو تلف ، كقصة عنزة عائشة زوج الرسول ، وملخص الرواية وفق موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ( وقد رووا قصتها في مسألة رضاع الكبير ، وملخصها : أن عائشة كانت تبعث بعض الرجال إلى أختها أو زوجة أخيها ، ليرضعوا منهن ويصيرون محرماً عليها فيدخلن عليها ! ، وقد اعترضت نساء النبي على عائشة ، فقالت إن ذلك كان في القرآن ، في آية عندي مع غيرها من الآيات تحت سريري ، لكن العنزة دخلت إلى الغرفة وأكلتها ! .. ) . أذن هناك أحتمال أن يكون القرآن الذي بين أيدينا غير كامل ! ، نتيجة فقدان بعض سوره . كقصة عنزة عائشة ! .

ثالثا - حقبة حرق الخليفة عثمان بن عفان كل المصاحف ، وأبقى مصحفا واحدا ، وهو ما يدعى ب " مصحف عثمان " . التساؤل : من يقول أن مصحف عثمان ، هو ذات المصحف الذي نزل على محمد ! . من جانب ثان ، هل دقق عثمان في المصاحف قبل حرقها ! ، بالطبع كلا . من جانب أخر ، ما هو وضع المصاحف الذي رفض أصحابها تسليمها للحرق ، كمصحف الأمام علي و مصحف أبن مسعود .. لربما كانت هذه المصاحف هي الأقرب لقرآن محمد ! .

رابعا - أثناء أعادة تدوين المصاحف / بالطرق البدائية في ذلك الزمن ، من الممكن أن تهمل أو تكرر جملة أو كلمات أو حتى صفحة ، وفي ذات الوقت في كل ما خضع القرآن من تغيير ، أثناء عملية التنقيط والتشكيل .. خاصة ما قام به الحجاج من تغييرات / كما بينا في أعلاه .. هذه الأمور وغيرها ، ستجعلنا أمام مصحف مغاير عن قرآن محمد .
خاتمة :
من كل ما سبق ، ماذا يمكن أن يكون بين أيدينا ! هل هو قرآن محمد ! ، أم هو مصحف عثمان ! أو هومصحفا أخرا .. هل غير المدونون بما كانوا ينقلون ، عن الجلود واللخاف ، وينطبق ذلك حتى على ما دون في الحقب اللاحقة ، لأنه لو كان الأساس غير حقيقي ، فسيكون كل ما كتب لاحقا أيضا ليس بحقيقي . أما لو أستعرضنا قضية مخطوطات صنعاء (( في عام ١٩٧٢ تم العثور في الجدار الغربي لجامع الكبير بصنعاء ، أحد أقدم المساجد في العالم ، على ٢٠ كيسا فيها مخطوطات قديمة تم تخزينها قبل قرون .. ما وجده خبراء الترميم هو بقايا ل ٩٤٠ مصحفا مكتوبة على رقع جلدية و على اوراق . حوالي ٢٥ مصحفا تم تأريخها للقرن الأول الهجري لأنها مكتوبة بالخط الحجازي القديم الذي كان مستعملا في عصر الرسول حتى بداية العصر العباسي حين تم استبداله بالخط الكوفي .. من عام ١٩٨١ الى عام ١٩٨٥ كان المسؤول عن الترميم هو المستشرق الألماني غيرد بوين .. وجد هذا المستشرق عددا من الطرس أو ال palimpsest والمقصود بالطرس هي المخطوطات الجلدية التي تحتوي على آثار كتابة ممحوة (سفلية) تحت الكتابة الرسمية (الفوقية). وبالرغم من عدم موافقة السلطات اليمينة على إعطاء اي تصريحات للصحافة ، قام " بوين " بعمل مقابلة مع مجلة The Atlantic الأمريكية : وصرح فيها بأن الخط السفلي للطرس الصنعاني دليل على أن قرآن المسلمين ليس ثابت النص كما يعتقدون / نقل بأختصار من موقع سريالي )) ، وبوضع مخطوطة صنعاء في بحث أصل ومصدر القرآن ، فسنكون أمام متاهة أخرى أضافة لما نحن فيه من متاهة .. أخيرا لا يمكننا معرفة ما نقرأ بين أيدينا ، أهو قرآن محمد أم مصحف عثمان .. أم هو ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا