الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (14)

محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)

2024 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نظام الملالي والمسار السياسي بعد هدم الدولة العراقية؛ رأس الأفعى في إيران؟
للمرء أن يتخيل كيف يشاء حجم المصيبة التي ألمت بدولة العراق مسار متواصل من النكبات التاريخية التي لا تحصى ولا تعد وأغلبها يتعلق بقوى خارجية حاقدة على العراق، لكنه مهما تخيل فلن تصل به مخيلته إلى الحقيقة شديدة المرارة التي نحاول رسمها بإيجاز عبر سطور بسيطة، أو عنونتها في جملة قصيرة: (كل المدعين وإن اختلفوا اتفقوا على هدم العراق وسحقه).
هيمنة أفاعي السوء على العراق لم تبدأ بعام 2003 عندما تم احتلال العراق بل بهيمنة تلك الأفاعي على توجهات سياسية هزيلة تابعة لها مؤطرة في إطار كيانات (إسلامية شيعية عراقية) والحقيقة هي أنها لا تحمل أي شيء من الوصف بين القوسين فلا هي إسلامية ولا هي شيعية ولا هي عراقية وإنما هي تيارات مُدعية كسيدها الخليفة الأفعى الكبرى المتربعة على سلطان إيران وللمراقب المثقف المنصف أن ينظر إليها بدقة في حينها وحتى الآن ليرى أين هي من الإسلام وأين هي المذهب الجعفري ومن صفة الوطنية العراقية، وكل ما في الأمر أن خميني في حينه كان إمبراطوراً طموحا لا يريد أن يكتفي بما ولاه عليه الغرب كخليفة للشاه وكان افتراس العراق أول مطامعه وبوابته إلى المنطقة وربى صعاليكه على هذا التوجه والهدف فشكل هذه التيارات الخاوية وسعى إلى القضاء على نفس وطني عراقي في إطار مسماهم مسمى الادعاء، وبالمناسبة كل المُدعون أقارب سواء المدعين بالإسلام أو أي دين آخر أو بالتشيع أو بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد تشكيل خميني وجنوده لتلك التيارات وتربيتها وجعلها ربيب على النحو المطلوب استقطبوا حولها وإلى جانبها قوى سياسية أخرى وبعضها كان علماني بل وأكثر من علماني.. ولما استوى الأمر لدى الأمريكان بخلق مشروع هدام للدولة العراقية وجعلوا شمال العراق ضمن الخط 36 (أربيل ودهوك والسليمانية) كمنطقة آمنة لهذا المشروع كان الملالي وجنودهم أول من تمركز في تلك المنطقة علنا وأدار منها مؤامراته أيضاً، وعندما جاءوا بمشروع (المؤتمر الوطني العراقي الذي نص على جعل العراق ثلاث مناطق، ومنذ البدء كان الملالي ممن هيمنوا بشكل أو بآخر داخل المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الراحل أحمد الجلبي وهو شخص مقرب من ملالي السوء في إيران.
زال خميني وترك مشروعه لعلي خامنئي وجنوده والأدوات المهيأة لأجل المشروع وتأهبوا لاقتناص العراق في أول فرصة سانحة، ولما رأى الأمريكان اتساع حجم الدور المهيمن الذي يلعبه الملالي في المنطقة الآمنة وكأنما تم إنشاؤها خصيصا لهم وأفلسوا من مشروع المؤتمر الوطني العراقي وقرروا تبني الموضوع بشكل مباشر بأنفسهم بعد عام 1996 كان الملالي أيضاً أكبر الحاضرين في هذا التوجه ودخلوا العراق عام 2003 مع قوى الاحتلال من جميع المنافذ وأكثرها من شمال وجنوب العراق، وكونوا المسار السياسي في العراق بالتوافق الأمريكان بعد أن فككوا كافة مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها من جيش نظامي وقوى أمن ومؤسسات إعلامية، وشرعوا في بناء جيش غير نظامي من المرتزقة لا يعتمد في تجنيده على الخدمة الوطنية الإلزامية كما كان في السابق، وقوى أمنية قوامها من العناصر الاستخبارية للأحزاب والكيانات السياسية فلا تجد فيهم وطناً ولا مبدأ مجموعة من المستخدمين يرفعون تقاريرهم الأمنية إلى مسؤوليهم وتصل بالنهاية إلى الدول التي يعملون لحسابها.. أما باقي مؤسسات الدولة وجميعها لا توحي بوجود دولة على الإطلاق وإنما تؤكد على مراكز قوىً لمجموعة من الأقزام الحاكمة للعراق متكئة على قوى خارجية.
فكرة تقسيم العراق التي قام لأجلها في حينه المؤتمر الوطني العراقي هي التي نراها الآن قائمة في سنة 2024 على أرض الواقع: ( جمهورية العشيرة في أربيل - جمهورية الادعاء الشيعية القاصرة التابعة للملالي والتي تهيمن على جميع مناطق العراق ما عدا أربيل كلياً ومحافظتي الأنبار ونينوى جزئياً)..، وعلى الرغم من احتفاظ محافظتي الأنبار ونينوى بخصوصيتهما ورغبتهما في إنشاء جمهوريتهما الخاصة إلا أن الملالي وجنودهم يبسطون نوعا من النفوذ فيهما من خلال بعض المتردية والنطيحة خاصة بعد افتعال مشروع داعش الهدام وتركيع هاتين المحافظتين وتشريد أهلهما داخل وخارج العراق واستتباب الأمر في المحافظتين لصيادي الفرص وتجار الأزمات من المرفوضين من قبل المجتمع المحلي بعد أن اتبعوا قبلة أفاعي السوء في إيران.. ولا يوجد اليوم ما هو مشروعٌ في العراق؛ والحديث يطول وتبقى له بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي