الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي لا تجمعه سوى كرة القدم...فخ مرعب

سلام جمعه المالكي

2024 / 1 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


المدخل لهذا المقال مشهدان حصلا في غضون أسبوع واحد:
• الأول صدور امر مهم من وزير التعليم العالي بمنح التدريسي مبلغ 3 مليون دينار في حال نشر بحث في مجلة ضمن أعلى التصنيفات العالمية فقط (المبلغ يكاد يزيد أحيانا او يقل عن قيمة النشر في كثير منها رغم ان بعضها تنشر مجانا). تلك التفاتة كبيرة رغم ان البحث الرصين يتطلب ضعف هذا المبلغ او اكثر، عن قيمة الأجهزة و المواد المختبرية التي يتحملها الباحث.
• الثاني صدور أمر من رئيس الوزراء بمنح كل لاعب في منتخب "الطوبة" مبلغ 10 الاف دولار (يزيد عن 15 مليون دينار) بسبب فوز في مباراة واحدة. ذلك بلحاظ انها مهنتهم التي يحصلون منها على ملايين و سفرات و عزايم في ملاه و حفلات وووو.... و قبل ذلك صدور امر من نفس الجهة بمنح الفنانين مليارات الدنانير لصندوق التقاعد و غيره.
المشهد الثاني أجده ترسيخا وتماهيا و تأصيلا "قد يكون دون قصد" للفخ الذي زرعته وسائل الاعلام الممنهجة في اذهان شعب تنخر بنيته الاجتماعية سوس الامية و التجهيل بقصد توجيه الأنظار عن كل ما هو مفيد و نافع لبناء الحياة و البنى التحتية من علوم و تكنولوجيا باتجاه العشوائية و الاثارة الشعبوية، باتجاهٍ يكون الصراخ و التنابز بالالقاب و الصدامات البذيئة و العنفية أساسه استغلالا للنزوع الموجود أصلا في النفس البشرية في الرغبة بالتفوق و الإحساس بالافضلية مهما كان مجال التنافس.
أمثلة للمسيرة الممنهجة لتأصيل مثل ذلك الفخ يمكن ان يلاحظها فاقد البصر في التهافت العجيب لكل العناوين القيادية على نشر التهاني و التبريكات على شاشات التلفاز و المواقع الإخبارية مع أي فوز للمنتخب او لنادٍ ولو كان على فريق "طيور الغبشة" بقصد التقرب من المزاج الشعبي. تهانٍ و تبريكات للاعبين لا يكاد احدهم يملك الشهادة الابتدائية بينما أؤكد ان أيا من أولئك المهنئين لا يعرف اسم اثنين او ثلاثة من علماء العراق/أساتذة/مهندسين/أطباء و لا منجزاتهم او افكارهم. أحضان الحكومات و القيادات المتنفذة "وهي كثيرة" مفتوحة على مصراعيها لحمل اللاعبين و الفنانين لاقصى الأرض فيما عبارة "على ان لا تتحمل ال...اية نفقات" عن مشاركة الباحث العراقي في أي محفل علمي تتصدر الكتب الرسمية.
كي لا أكون قاسيا بحق القيادات فان الجهل بأسماء و إمكانات و إنجازات العلماء العراقيين بات حالة عامة حيث يحفظ العراقي أسماء راقصات و فاشنستات " و هي وصف منمق لصاحبات مهنة قديمة جدا" تصرّح احداهن انها تسوق الرجال ب50 الف دينار، و مهرجين كحسحس و كنكن وووو بينما لا يكاد الطالب الجامعي يعرف اسم استاذه الذي يدّرسه في الجامعة و ان عرف الاسم الأول لا يعرف سواه. لماذا و ما السبب؟
تراكمات انهيار المنظومة التعليمية الأساس و انهيار سوق العمل الذي رمى الشباب منذ 2003 و الذين باتوا في سن البلوغ اليوم، لغياهب البطالة، مع هجمة إعلامية منظمة تنظيما و تمويلا عاليين بحيث باتت قادرة على تحريك الملايين في مناسبات كثيرة ليست تشرين آخرها، يرافق كل ذلك أداء أسوأ من السيء للمنظومة الحكومية (ان صحّت تسميتها أصلا) ، كل ذلك و أكثر جعل المجتمع و الشباب منه خاصة هاضما كبيرا لاي فخ و أخطرها عنوان هذه المقالة و باتت تلك اللعبة التي يفترض بها أن تطور الناحية التنافسية الفكرية و الجسدية، الى وسيلة تباعد و تباغض لا تقتصر على أبناء البلد عموما فقط "كما يحصل بين المحافظات" او بين القوميات بل بين أبناء المدينة الواحدة و حتى الطائفة الواحدة. العنف و التخريب باتا سمة ثابتة سواء عند الفوز او الخسارة، و دونكم البرامج التلفزيونية السمجة التي ليس فيها من الادب و الذوق قطرة بل يملؤها السباب و التخوين و أنواع البذاءات.
عن أي وحدة وطنية او لم شمل يمكن ان نتحدث مع شعب يلهث خلف صراخات و طبول تصم الاذان عن أي صوت لحكمة او منطق، شعب تشجع حكوماته و قياداته على إقامة مهرجانات العري و السفه لزبائن و "منتسبي/منتسبات" الملاهي تحت عناوين متنوعة يتم خلالها تتويج "صدورهن" بأوسمة و يعزف لاجلهن السلام الجمهوري و النشيد الوطني بينما لا تجد في أي مؤتمر علمي سوى الباحثين الذين ينتظرون دورهم في القاء البحث لكراسٍ فارغة!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها