الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (31) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (31)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


للحصول على الحسنات والحظ والنجاح، والقبول ومحو الذنوب والسيئات، وضمان الجنة حسب بعض الدعاة، عليك ترديد بعض الأدعية والآيات فقط.

بعض الدعاة، يروجون لبعض الأدعية والآيات الخاصة، من أجل قضاء حاجات مستعصية بكل سهولة، دون بذل أي جهد كان، أو قيام بعمل ما.

حو لَ بعض الدعاة، جملة من الأدعية وآيات قرآنية عبثا، إلى عطية ربانية لتحقيق منافع جمة. هكذا جعلوا الإنسان يتكل، من دون أي عمل يذكر.

أمرنا الله بتدبر القرآن الكريم وفهمه والعمل به، لا التخبر به في أمور؛ الرقية والشفاء وقضاء الحاجة، وفي القراءة والتجويد والتزيين.

لقد جعل بعض الناس وجل رجال الدين، القرآن الكريم موضوع قضاء الحاجات. يلجئون إليه في الشدائد. لقد اتخذوه شريكا لله في قضائه وقدره.

عندما نجعل من آيات القرآن الكريم، مادة للشفاء والسحر وجلب الرزق والنجاح وقضاء الحاجة.. أليس هذا نوع من الشرك بالله وتليين إرادته؟

أليس القرآن أوحى به الله للتدبر؟ أم أن آياته وبعض الأدعية، صالحة لجلب الخير، ورد الشر، وقضاء حاجات؟ ألم يكن كل هذا شرك بالله؟؟

ما حدث لمحمد(ص)، في جمع الحديث بعد موته بقرنين، يحدث للقرآن؛ تركه مهجورا، ثم بدل تدبره، تحويله إلى استعمالات، مسيئة لله ولعظمته.

على الغيورين على القرآن، أن يتصدوا لاستعمالاته المنتقِص من قدره؛ في الشفاء وجلب الرزق والحسنات.. وتزيين البيوت والمكاتب والسيارات..

قد أساء واضعي الحديث، إلى رسول الله، بحسن نية أو بسوئها. ونفس الشيء إلى القرآن، قد أخرجوه من التدبر والفهم، إلى استعمالات مسيئة.

استعمالات القرآن اليوم، خارج التدبر والفهم والعمل به. تُستعمل تلاوته في الأفراح والأحزان، وفي جلب الحسنات والحض والرقية والتزيين..

ماذا قدم رجال الدين للإنسانية منذ خلق الله الأديان؟ في حين، المعلمون والعلماء والمخترعون قدموا الكثير. إنها "الباقيات الصالحات".

"الباقيات الصالحات" المذكورة في القرآن، لا تكون إلا ما خلفه العلماء والمخترعون ورجال التعليم، من آثار إيجابية لرقي الإنسانية.

إن الإنسانية جمعاء، مدينة للأنبياء والرسل، وللفلاسفة والمعلمين، وللعلماء والمخترعين، لأنهم ساهموا في تربية وتعليم ورقي الإنسان.

إن القرآن المجيد ليس كتاب قراءة على الأموات، وقضاء حاجة وجلب الرزق، وكتابة التمائم والأحجبة.. بل هو كتاب الاستماع والتصنت والتدبر.

إن 90% من 600 ألف حديث لدى البخاري، بعد قرنين من موت النبي (ص)، تم دحضها وقبول 10% منها فقط. المجتمع آن ذاك يحرف الحقيقة.

هل يمكن مقارنة معارف السلف والتابعين، بالمعارف اللاحقة والمتطورة إلى يومنا هذا؟ فشتان بين الأمس واليوم، لا وجه مقارنة هناك أصلا.

لقد تسلح التنوييريون بالعلوم الحديثة، وبتطور اللسانيات ومناهج دقيقة. بكل هذا، استطاعوا أن يتعاطوا مع القرآن والتراث، بمنطق العصر.

القول بحجة الاختصاص، في أمور الدين لا يستقيم. ما دام هناك كتاب الله موضوع الدرس. فهو موجه لكل الناس، والباقي مجرد استنباط وتقليد.

التنوييريون مشكورون، يقومون بواجبهم الديني لتصحيح المسار، بعد أن ظل على ما هو عليه منذ قرون. فمنطق العصر وضرورة الحاجة يحبذان ذلك.

انتعش علم كلام المعتزلة والفلسفة والعلوم، في عصر المأمون العباسي. وانطفأ مع المتوكل من بعده، مع هيمنة الفكر الديني بقيادة النقل.

لقد احتكر رجال الدين الشروح والتفاسير والقراءات والفقه والتشريع، بالإضافة إلى وضع الحديث كوحي ثاني منذ قرون. إنهم يحاربون التغيير.

القرآن الكريم كل لا يتجزأ، شامل وعام ومفصل، موجه للناس أجمعين. لكن بعض رجال الدين، جزئوه إلى سور وآيات، ليسهل تسويقه واستغلاله.

لم يذكر الله في كتابه العزيز، لا سنة النبي ولا الرسول. فكيف منع محمد (ص) كتابة الحديث؟ ثم بعد قرنين، يجمع ويدون، ويُفرض كوحي ثاني؟

إن رجال الدين، أباحوا أشياء كثيرة من عندهم. لقد أباحوا العبادة بالنيابة؛ كقضاء فريضة الحج، عوض شخص حي غير قادر، أو بعد قضاء نحبه.

لقد أباح جل رجال الدين، لأنفسهم الكثير من الأمور، لا مجال لذكرها. حيث أن لهم وحدهم الحق في ذلك، باعتبارهم وحدهم يفهمون كلام الله.

رجال الدين عبر العالم، في كل الديانات، أكثر صرامة وقسوة من الرب ذاته. فإن إله السماء أرحم وألطف، من آلهة الأرض. لأنهم مجرد بشر.

لماذا لم يُسمح للنبي (ص)، بكتابة وصيته؟ لماذا اغتيل الخلفاء الراشدون؟ لماذا جُمِع القرآن ووُحد مصحفه؟ لماذا خلق دين موازي بوح ثاني؟

قبل خروج روح محمد (ص): 1) تم رفض كتابة وصيته. 2) اغتيال الخلفاء الراشدين. 3) محاولة تحريف القرآن. 4) خلق دين موازي بوحي ثاني.

بعد موت محمد (ص)، كان الخوف: 1) من أهل البيت. 2) من أصحاب النبي. 3) من القرآن. 4) من الدين كله. إنهم أصحاب دين موازي بوحي ثاني.

ما راكمه رجال الدين عبر التاريخ، رغم كراهيتهم له، هو الفشل ومزيد من التخلف والتأخر. كيف لفكر يقوده الأموات، يستطيع أن يساير العصر؟

من الصعب، أن يتم الكذب على الله ورسوله، ويكتب لصاحبه النجاح والتفوق. فمهما طال الزمن، ستنكشف اللعبة، وينفضح الأمر لا محالة.

لقد نجحت العقول النيرة، في التصدي لرجال الدين، الذين ساهموا في ركود الإسلام وجموده، بفضل المناهج العلمية، والإخلاص لله ولرسوله.

إن المسلمين في الغالب، أكثر تعبدا وقولا؛ يؤدون الفرائض، ويصلون على النبي، ويذكرون الله ويسبحون له. لكن يفتقدون إلى صالح الأعمال.

قد يغلب على المسلمين، التدين والكلام والقول. فعندما تسمع لهم، تعرف أنهم مسلمون. لكن إذا نظرت إلى أفعالهم، لا تجد أثر الإسلام فيه.

يتحدث المسلمون في الغالب، عن الخشوع في العبادات، حتى يحضا العمل برضا الله. في حين الخشوع المطلوب، يتجلى في المعاملات.

المطلوب كمسلم، أن تتخشع في ممارستك لعبادة الله عز وجل. لكن الخشوع الحقيقي المرغوب فيه، يكون في المعاملات، وفي العمل الصالح.

نحن المسلمون، نمجد السلف ونقدسه، نحترم ونقدر رجال الدين. لكن في المقابل، نحتقر ونستصغر العلم والعلماء. لأننا لا نستخدم عقولنا.

رغم إنتاج رجال الدين، في العالم العربي الإسلامي عبر التاريخ، مؤلفات كثيرة في كل مجالات الدين. فالأمة الإسلامية تسمع أكثر مما تقرأ.

جل الناس لا تميل إلى الحقيقة، وإنما إلى ما يؤيد معتقداتهم. فثلاثة أرباع الدين من خارج كتاب الله، في مقابل ربعه فقط من القرآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah