الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 4

وليد حكمت

2006 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدو للمتابع للفقه السلفي ولأول وهلة التجرد وعدم التحيز والتمسك بالدليل من الكتاب والسنة تماما كما يقول شاعرهم:

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلفا فيه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه

وقول ابن عباس ( توشك السماء ان تمطر علينا حجارة ,,, اقول لكم قال رسول الله وتقولون قال ابو بكر وعمر)
وقول مالك( كل يؤخذ منه ويرد الا صاحب هذا القبر)
وقولهم ( هم رجال ونحن رجال,, والانسان غير معصوم عن الخطأ فنحن مع الدليل ندور حيث دار)


ولكن الواقع يؤكد غي رذلك فكل هذه الآثار التي يعتز بها السلفيون عبارة عن حبر على ورق فالميل والتعصب والتقليد لعلمائهم هو المتصدر لكل آرائهم وفتاواهم وخاصة ابن تيمية وابن القيم ومن المحدثين أمثال الشيخ الألباني وابن باز وبن عثيمين رحمهم الله وباقي الحنابلة المتأخرين منهم والمتقدمين فطلبة العلم السلفيون والعلماء كرسوا التعصب والتقليد واحتكروا سلطة الفتوى والتفكير والاجتهاد حقيقة وواقعا وان كان الادعاء غير ذلك...

ومما أتذكره من بعض الحوادث والقصص التي تعج بها ذاكرتي تجاه التقليد الأعمى وعمليات إخصاء العقل والتعصب لعلمائهم كثيرة منها.... الإجماع على كفر تارك الصلاة في السعودية فلم يجرؤ طالب علم أيا كانت منزلته على الإفتاء بغير ذلك ولو اقدم على هذا الأمر لتعرض إلى المخاطر والمضايقات إما بقطع الجرايات والاتعاب أو بتوجيه الاتهامات بمخالفة الدليل وربما نسبت إليه الاتهامات بالضلال والخروج عن الجماعة ومخالفة الدليل ومع العلم بأن حكم تارك الصلاة تكاسلا عند الجمهور ليس بكافر بل فاسق ولكن من يجرؤ على التصريح بغير ما أفتى به الحنابلة المتقدمين منهم والمتأخرين..

في إحدى المرات أفتى أحد الشناقطة المقيمين في المدينة المنورة بجواز الأخذ من اللحية ولكن سرعان ما واجه الكثير من الضغوطات من أجل التراجع عن فتواه, فهيئة كبار العلماء في السعودية والتي يبلغ طاقمها الخمسين عالما تصدر الفتاوى وتلبسها ثوب الإجماع مما يحدث تضاربا مع الهيئات الأخرى المتواجدة في بقية البلاد.... ومن نوادر الفتوى التي تعارضت مع النص هي فتوى استقدام الأمريكان الى جزيرة العرب مع وجود دليل شرعي يقتضي بإخراج غير المسلمين منها وهو( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) و ( لا يجتمع في الجزيرة دينان) إلا أن الفتوى أتت معاكسة لهذه النصوص الصريحة فهل استطاع أحد طلبة العلم أيا كان مقداره أن يخالف فتوى علماء السعودية مع انها مصادمة للنص صراحة ... لقد لجأ هؤلاء إلى التأويل الذي يحرمونه في جميع فتاواهم وطرق استنباطهم ولكن المبرر كان كالعادة هو الخوف من الفتنة ومثلها قضية لا يقتل مؤمن بكافر والتي أحرجت السعودية مع الرعايا الأجانب فعادت تبحث عن الرخص والتأويلات وأخف الضررين والضرورات تبيح المحظورات.

يمارس السلفيون بناء سيكولوجية بناء الهالة في أدمغة اتباعهم والهالة هذه تتعلق بأشخاص معينين هم المرجعيات وتستمر هذه الحالة وتمارس بحق المبتدئين منهم بحيث تجري بحقهم عمليات من غسيل الدماغ عبر مراحل طويلة بحيث تجري هذه العمليات تحت غطاء الصواب والأصوب وبطريق الإرهاب الفكري والضغط النفسي والتضليل ...فلا يمكن لأي شخص يمتلك شروط العقل الحر بأن يبدي رايا في أية قضية فهناك أهل الذكر فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ولا ينبغي لأحد أن ينتقد العلماء لأن لحومهم مسمومة أما بعض هؤلاء العلماء فيحق له التجريح والنقد والفتوى فلحوم الناس العاديين ليست مسمومة .. هذه القضية موجودة أيضا عند الصوفية لكن بصورة أخرى فهناك الخواص والعوام وخواص الخواص وأما الشيعة فقد أراحوا أنفسهم من هذا العناء فقالوا بعصمة الأشخاص عن الخطأ ....

ولا تجد في حديثهم سوى قال الألباني وابن باز وابن عثيمين وباقي المشايخ الحنابلة .... ومن غريب ما شاهدت في مدينة عمان بعض الأشخاص المحيطين بالألباني وكان البعض يسميهم الألبانيين نظرا لغلوهم فيه وتعصبهم لآرائه وحتى تقليد حركاته مع أنهم يدعون أنه يخطئ ويصيب لكن واقعهم يكذب ادعائهم وهناك السلفيون السعوديون ممن يلتزمون بالأخذ من مرجعيات السعودية فقط فعندما أفتى الألباني بجواز كشف وجه المرأة وكفيها ثارت ثائرة أهل نجد والحجاز حتى وصل الأمر إلى أن يصدروا مؤلفا يهاجمون فيه الألباني ويتهمونه بأنه من أهل السفور وهو لحمود التويجري بعنوان ( الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور)

ان الدعاية الإعلامية المكثفة التي تمارسها وسائل الإعلام السعودية المختلفة تسهم إلى حد كبير في بناء الهالة لنفر معينين والترويج لهم كما أن الطباعة المكثفة لمؤلفاتهم وتوزيعها بالمجان أدى إلى اعتقاد الناس بهم على انهم علماء حقيقيون يمثلون الدين الإسلامي
بناء الهالة وزرع فكرة خطورة الاجتهاد والنقل والاقتباس من غير علمائهم فهم الفرقة الناجية من دون الفرق الإسلامية المتعددة .....

نشر أحد علماء الاباضية كتابا اسماه السيف الحاد في الرد على من أخذ بخبر الآحاد في الاعتقاد وأورد في هذا الكتاب كثيرا من تناقضات السلفيين المتعلقة ببعض القواعد التأصيلية وخصوصا المتعلقة بخبر الآحاد وفند الكثير من ادعاءاتهم من خلال الأدلة العقلية والنقلية و أقوال العلماء القدامى والمحدثين... فهل يترك السلفيون آراء علمائهم ومرجعياتهم ويتمسكون بالدليل الصحيح حقا ويتركون التعصب لأشخاص وأقوال وفتاوى وتفسير معين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا