الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول باب الجمعة الأثري بتازة .. ؟

عبد السلام انويكًة
باحث

2024 / 2 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بقدر ما توجد عليه تازة العتيقة من غنى أثري وتعمير بشري، بما فيه ذلك الأثر الذي يعود لزمن ما قبل التاريخ. بقدر ما يسجل حول هذا وذاك من معالم المدينة القائمة، من لبس معرفي فضلا عن صعوبة تحديد بعض مواقعها، ومن هنا ما هناك من حاجة لمعطى تاريخي بنوع من الحقيقة النسبية الى حين، لتكوين فكرة حول ما هو تعمير تاريخي بها، مع أهمية أخذ بعين الاعتبار ما حصل من امتداد مجالي وتمدد للمدينة، ومعه أثر وبصمات من حكم المغرب من كيانات سياسية منذ العصر الوسيط. ولعل من نماذج اللبس المعرفي التاريخي المجالي الذي لا يزال قائما، ذلك الذي يخص مواقع بعض ابواب المدينة وعدد من مخرجات ومدخلات بعض أزقتها ودروبها وفضاءاتها ومعالمها التاريخية الروحية والدفاعية والسياسية. أمر وواقع يجعل مسار تعمير وتوسع المدينة منذ العصر الوسيط وبعض أثاثها العمراني في عدد من مكوناته، بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات منها ما هو ذو طبيعة أركيولوجية.
سياق يسجل فيه أن كثيرا من الأمكنة التاريخية بتازة، بقدر ما تبدو عليه من وضوح يخص معالمها في الذاكرة المحلية وفي ما هناك من تداول محلي يهمها، بقدر ما هي بحاجة لسؤال تاريخي رصين مؤسس. ولعل من هذه الأمكنة نذكر بعض أبواب تازة من حيث تدقيق مواقعها الحقيقية، بعد ما حصل عبر زمن المدينة البعيد منه والقريب، من وقائع واحداث وتطورات ومتغيرات مجالية لأغراض معينة فرضتها شروط معينة، آخرها ما شهدته إثر احتلالها من قِبل القوات الاستعمارية الفرنسية في 10 ماي 1914، من تعديل وتغيير واعادة توجيه مجالي لما كان آنذاك من ضرورة امنية، وكذا من فتحات هنا وهناك على مستوى بعض الأسوار المحيطة لأغراض عسكرية داخل المجال العتيق، على حساب إرث المدينة التاريخي المادي، انسجاما مع ما اعتمدته هذه القوات من استراتيجية وخطط لإحكام سيطرتها على أركانها، وخدمة وحماية لعملياتها وتحركاتها وعتادها وسبل تواصلها مع محيطها.
وعليه، ما يطرح من سؤال، حول موقع باب الجمعة الفوقية والتحتية مثلا، والتي تحدثت عنها تقارير السلطات الاستعمارية الفرنسية من خلال ما وضعه وبلغه بعض ضباطها الذين تم تكليفهم بمهمة جمع المعلومة المجالية لأغراض أمنية. وهؤلاء قد يكونوا في أعمالهم اعتمدوا لجمع وتوفير ما طلب منهم، على ما التقطوه من رواية شفوية عن الأهالي فقط، في ظرفية صعبة لم تكن بما يكفي من الثقة والتعاون. وفي هذا الاطار يتبين من الوثائق التي هي عبارة عن صور من الأرشيف الفرنسي، تعود لسنة احتلال تازة ولأول توغل بها من قبل الجنرال الفرنسي بومكًارتن، ما هناك من اشارات ومكونات تخص باباً أول يبدو أنه اندثر من المكان أو تم ردمه، وقد يكون أساسه لا يزال موجودا بنفس المكان وبهذا المدخل الأثري الشرقي لمدينة تازة. ثم هناك باب ثان قد يكون هو الباب الحالي الذي لا يزال قائما وربما هو الباب التحتي، بحسب ربما ما كان متداولا بين الأهالي إبان احتلال المدينة ويظهر أنهما بابان متقاربان وفي مكان واحد. وهو ما أورده هؤلاء بشكل غير دقيق في تقارير أبحاثهم الاستعلامية الأولية من قبيل ما جاء به "كومباردو" مثلا، عندما تحدث عن باب تحتى في الاسفل بعيدا عن باب فوقي في الأعلى. وهنا يحق السؤال اعتمادا الارشيف، هل الباب الأول الذي اندثر عن آخره ولم يعد له أي أثر، كان يرتبط بالسور الأثري المريني المزدوج بالجهة الشرقية للمدينة (نقصد هنا السور الداخلي المريني شرق تازة العتيقة) (باب الجمعة الفوقي ؟)، وهل الباب الثاني في نفس المكان وقد يكون هو باب الجمعة الشهير الحالي (باب الجمعة التحتي ؟)، كان يرتبط بهذا السور المزدوج المريني (نقصد هنا السور الخارجي دائما شرق تازة العتيقة). وهذا ما عرجنا عليه من خلال تساؤلات ذات صلة في مؤلفنا "تازة صفحات من تاريخ مدينة"، الى حين ما ينبغي من دراسات وإنصات أهم وأعمق وأفيد لمجال تازة العتيق، على مستوى عدد من أمكنته العمرانية ذات الطبيعة الاثرية التاريخية.

عضو مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من