الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاؤول الطرسوسى/بولس/مقتطفات من الطبعة الثانية من أساطير الدين والسياسة ،،،

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2024 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاؤول الطرسوسى/بولس/ مقتطفات من الطبعة الثانية من أساطير الدين والسياسة ،،،

بولس هو الشخصية المحورية الثانية بعد يسوع فى تأسيس المسيحية ، وهو الذى بشر الوثنيين خارج نطاق الجماعة اليهودية ، العبرية والهيلينية ، حيث آمن بأن مملكة الإله سوف تقوم فقط عندما يؤمن اليهود والوثنيون بالمسيح ، فى إشارة سياسية واضحة تعنى أن النظام العادل الجديد الذى بشر به يسوع سوف يقوم فقط عندما يتحد اليهود والإغريق وحتى الرومان أنفسهم فى مواجهة الإمبراطورية الرومانية الظالمة ، وقد خاض صراعاً مريراً فى سبيل تغليب مسيح اللاهوت على مسيح التاريخ ، وخرج ظافراً فى نهاية الطريق ،،،
كان بولس أو شاؤول الطرسوسى مثقفاً يهودياً من يهود الشتات الذين تأثروا بثقافة العصر الهيلينستى الذين عاشوا فيه وإختلطت فيه ثقافات الشرق القديم بفلسفة اليونان ، ومن المحتمل انه قد تأثر تحديداً بأفكار الفيلسوف اليهودى الهيلينستى فيلون السكندرى الذى كان معاصراً له وذلك فى نظرية اللوجوس الأفلاطونى كلمة الله ، أو إبن الله الوسيط بين الله والإنسان ، كما يمكن أن يكون قد تأثر بأفكار الشرق القديم فى عبادة الملوك أبناء الآلهة التى شاعت فى العصر الهيلينستى بمنطقة شرق المتوسط ، مثل كريشنا الهندى وميثرا الفارسى وحورس المصرى ، وأنه قد إستخدم تلك الأفكار من أجل تقديس يسوع ورفع شأنه فى مواجهة الإمبراطور الرومانى ، المسؤول فى النهاية عن قتله ، لقد كان الإنتقام ليسوع هدفاً كامناً فى كل مسيرة المسيحية ،،،
كان بولس مخلصاً للمعبد والتوراة ، وكان يعمل مع سلطات المعبد فى ملاحقة أتباع يسوع ومعاقبتهم ، و يقال أنه بينما كان على الطريق إلى دمشق حوالى سنة 37م ، باحثاً عن أتباع يسوع ، حدثت له تجربة مثيرة غيرت كل حياته ، فعندما إقترب من بوابات المدينة مع رفاقه المسافرين معه ، ضربه فجأة نور من السماء مضيئاً كل ماحوله ، فسقط على الأرض سامعاً صوتاً يقول له ، شاؤول شاؤول ، لماذا تضهدنى ؟ فسأله شاؤول ، من أنت؟ فخرجت الإجابة فى شعاع أبيض خاطف للبصر، أنا يسوع ، فأصاب شاؤول عمى مؤقت من هذه الرؤية وأكمل الرحلة إلى دمشق حيث قابل أحد أصدقاء يسوع المدعو أنانيا والذى وضع يده على شاؤول فإسترد بصره ، وفجاً سقط شيئاً يشبه الحراشف من عينى شاؤول وإمتلاً بالروح القدس ، وفى الحال تم تعميده فى الحركة المسيحية وغير إسمه إلى بولس وبدأ فوراً الدعوة إلى المسيح القائم من الموت ، ليس لرفاقه اليهود ، ولكن للوثنيين الذين كانوا حتى هذه اللحظة قد تم تجاهلهم من قبل رؤساء مبشرى الحركة المسيحية فى أورشليم ، يعقوب أو جيمس أخو يسوع ، وبطرس ويوحنا ،،،
إن قصة تحول بولس الدرامية على الطريق إلى دمشق هى قطعة من البروباجندا الأسطورية التى صنعها الإنجيلى لوقا ، فبولس نفسه لم يذكرا أبداً قصة عماه بسبب رؤية يسوع ، كان لوقا أحد تابعى بولس المخلصين وقد كتب سفر الأعمال كنوع من التمجيد لسيده بعد حوالى ثلاثين سنة من وفاة بولس فى الستينات ، والواقع أن سفر الأعمال ، هو رواية عن الحوارى بولس أكثر مما هورواية عن الحواريين بشكل عام ، إذ يكاد يختفى ذكر الحواريين فى الكتاب ويعملون فقط كجسر بين يسوع وبولس ، وفى تصور لوقا ، فإنه بولس وليس يعقوب ولابطرس ولايوحنا ، ولا أى من الإثنى عشر، هو فعلاً الخليفة الحق ليسوع ، إن نشاط الحواريين فى أورشليم يخدم فقط كمقدمة أو كتمهيد لنشاط بولس فى الشتات ،،،
ورغم أن بولس لم يعلن أى تفاصيل عن إهتدائه فقد أكد مراراً أنه قد شاهد قيامة يسوع بنفسه، وأن هذه التجربة قد منحته نفس السلطة الحوارية الممنوحة للإثنى عشر ، ألست حوارياً؟ كتب بولس مدافعاً عن مؤهلاته والتى كان يشكك فيها المجمع الأم فى أورشليم، ألم أرى يسوع سيدنا؟ ، وبهذا إعتبر بولس نفسه حوارياً ، ولكن يبدو أن قليل فقط من قادة الحركة قد وافقوا على ذلك ، حتى لوقا تلميذ بولس ، التى تظهر كتاباته محاولة عمدية وربما تاريخية لرفع مرتبة مرشده فى تأسيس الكنيسة ، يبدو كأنه لم يوافق على ذلك ، فقد جعل لوقا من الواضح أن هناك إثنى عشر حوارياً فقط، واحد لكل قبيلة من قبائل إسرائيل الإثنى عشر ، تماماً كما أراد يسوع ، واحد يشترط فيه أن يكون قد صاحب يسوع ،،،
لقد إستثنى هذا الشرط بولس بالتأكيد ، الذى تحول إلى الحركة المسيحية حوالى سنة 37م ، أى حوالى عقد بعد موت يسوع ، لكن هذا لن يعرقل بولس الذى لم يطلب فقط أن يدعى بالحوارى كما قال لجماعته المحبوبة فى كورنثة بآسيا الصغرى حيث بدأ تبشيره حوالى سنة 40م ، فحتى إن لم أكن حوارياً بالنسبة للآخرين ، فعلى الأقل فأنا حوارى بالنسبة لكم ، وقد صمم على أنه أعلى شأنا من كل الحواريين ، فهو يكتب عن الحواريين ، هل هم عبريين ، وأنا كذلك عبرى، هل هم إسرائيليون ، وأنا كذلك إسرائيلى ، هل هم بذرة إبراهيم ، وأنا كذلك بذرة إبراهيم ، هل هم خدام المسيح ، وأنا كذلك خادم المسيح ، بل أفضل خدام المسيح(الكورنثيون)،،،
كان بولس يشعر بإحتقار خاص للسلطة الثلاثية فى أورشليم ، يعقوب وبطرس ويوحنا، والذى كان يرفض نعتهم بأعمدة الكنيسة، وكما يقول ، ومهما كانوا فهذا لايعنى أى فرق بالنسبة لى ، إن هؤلاء القادة لم يساهموا بشى كما أسهمت، ربما يكون الحواريون قد مشوا وتحدثوا مع يسوع المسيح الحى ، أو كما يصفه بولس ، يسوع اللحم ، ولكن بولس مشى وتكلم مع يسوع الإلهى ، ويستطرد بولس ، نعم لديهم حوارات أعلن فيها يسوع أسراراً كانت مخصصة لأذنه فقط ، ربما يكونوا قد إختيروا بعناية من قبل يسوع بينما كانوا يحرثون حقولهم أو يصطادون بشباكهم ، لكن يسوع إختار بولس قبل أن يولد ، فقد دعى بواسطة يسوع ، إلى الحوارية عندما كان مازال فى رحم أمه ، وبإختصار فلم يكن بولس يعتبر نفسه الحوارى الثالث عشر ، بل كان يعتبر نفسه الحوارى الأول ،،،
كان إدعاء الحوارية إدعاءً ضرورياً بالنسبة لبولس ، لإنه كان الطريق الوحيد لتبرير مهمته الذاتية إلى الوثنيين ، والتى يبدو أن قادة الحركة فى أورشليم لم يكونوا يؤيدونها ، ورغم أنه كان هناك الكثير من المناقشات بين الحوراريين عن كيف يجب أن تلتزم الجماعة الجديدة بشريعة موسى ، البعض ينادى بالإلتزام التام والبعض متخذاً موقفاً معتدلاً ، فقد كان هناك قليل من الجدل حول من يجب على الحركة خدمته ، فهذه كانت حركة يهودية موجهة إلى جمهور يهودى ، حتى الهيلينين من اليهود فقد قصروا تبشيرهم على اليهود ، وحتى إذا ماقرر بعض الوثنيين قبول يسوع كالمسيح ، فلامانع ، طالما أنهم كانوا يقبلون بالختان وبالشريعة ،،،
لكن بالنسبة لبولس لم يكن هناك أى مجال للجدل بشأن دور شريعة موسى فى الجماعة الجديدة، لم يرفض بولس فقط أولوية الشريعة الموسوية ، فقد أشار إليها بكهنوت الموت ، حفرت على قرص حجرى ،والتى يجب أن تستبدل بكهنوت الروح القادمة فى المجد ، وقد سمى رفاقه المؤمنين الذين إستمروا فى ممارسة الختان ، العلاقة الجوهرية لشعب إسرائيل ، كلاب أشرار يشوهون الجسد ، كانت هذه عبارات مذهلة ليهودى سابق ، لكن بالنسبة لبولس الجديد ، فقد كانت تعكس الحقيقة عن يسوع الذى كان يشعر أنه يدركها وحده ، بمعنى أن المسيح هو نهاية التوراة،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج