الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث العلمي وأزمة مدينة زليتن الليبية

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2024 / 2 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


بداية، ينبغي أن نعلم أنه عند الحديث عن أهمية البحث العلمي، فانه يشير إلى الدور الحاسم الذي يقوم به في فهم وحل المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمعات. ومن بين هذه المشكلات، تأتي كوارث البيئة مثل كارثة مدينة زليتن في ليبيا كمثال واضح على أهمية البحث العلمي في تفادي ومعالجة تلك الكوارث.
إن كارثة مدينة زليتن تذكرنا بأهمية الوعي والإدراك بأهمية البحث العلمي قبل أن نقوم بأي معالجة أو تدخل. فالبحث العلمي يعد أساسًا لفهم المشكلة وتشخيصها ودراستها بعناية، وكذلك التعرف على الأسباب المحتملة والمؤشرات المبكرة التي يمكن أن تساهم في حدوث الكارثة. يمكن أن يكون التفكير في الكوارث على أنها حوادث مفاجئة وعابرة خاطئًا، حيث غالبًا ما تكون هناك مؤشرات وعلامات مبكرة تنذر بقدوم الكارثة، ولكن القلة من يلتفت إليها ويعمل على منعها.
تشير الباحثة مباركة الغرياني، الباحثة في الهيئة الليبية للبحث العلمي، إلى أن جذور كارثة زليتن تعود إلى سنة 2014، ولكنها لم تلق اهتمامًا كافيًا من الحكومات السابقة. وهذا يُشدد على أن عدم الوعي بأهمية البحث العلمي في حل الإشكاليات هو ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل وظهورها على السطح. تنشأ هذه المشاكل نتيجة تقليل الإنفاق الحكومي وعدم الاستثمار في البحث العلمي، فميزانيات البحث العلمي لا تزال منذ سنوات تعاني من شح وضعف في الإنفاق. وبالتالي، فإن زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي وزيادة الإنفاق والاستثمار فيه يعد شرطًا ضروريًا للتحرك نحو الحلول، وهي معلومة مقتضبة ولكنها أقرب للواقع المسكوت عنه.
في ضوء هذا السياق، يمكننا أن نتساءل عن عدد المشاكل المختلفة التي لا تزال مضمرة ولم يتم الإعلان عنها بعد في المجتمع الليبي؟
وهنا نود أن نشدد على أن البحث العلمي يمكن أن يساعد في الكشف عن العديد من المشاكل والتحديات التي قد تظل غير معروفة أو غير مفهومة بسبب قلة الاهتمام بها. ولكن إذا تم تعزيز الوعي بأهمية البحث العلمي وزيادة الإنفاق والاستثمار فيه، فإنه يمكن تحديد العديد من المشاكل المتراكمة والتحديات التي لم يتم الكشف عنها بعد. يمكن للبحث العلمي أن يساعد في تحليل وتقييم المشاكل الحالية والمستقبلية، ويمكنه كشف العلاقات السببية والعوامل المؤثرة التي تؤدي إلى تفاقم تلك المشكلات، بالإضافة إلى لفت النظر إلى جوانب لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث. وببساطة، يعني ذلك أن البحث العلمي هو محاولة تفكيكية للمشاكل بحيث يساعدنا على رؤيتها وفهمها بشكل أفضل وأعمق، ويمكننا بذلك تحديد الحلول المناسبة.
على سبيل المثال، يمكن للبحث العلمي أن يكشف عن التهديدات البيئية المحتملة للمدن الساحلية الأخرى في ليبيا من خلال دراسة تأثيرات التغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم البحث العلمي في تحديد الأساليب والتقنيات المبتكرة للتعامل مع هذه المشاكل، مثل تقنيات إدارة المياه والتصميم الحضري المستدام.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للبحث العلمي أن يكشف عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة التي يواجهها المجتمع الليبي، مثل فقر الطاقة وتحسين البنية التحتية وتنمية القدرات. يمكن من خلال البحث العلمي توجيه الجهود والموارد نحو تلك المشاكل الكامنة والعمل على حلها بشكل فعال.
عمومًا، يمكن للبحث العلمي أن يلعب دورًا حاسمًا في إزالة العتمة المضروبة حول فهم المشاكل والتحديات التي نواجهها، ويمثل أداة قوية لتحقيق التقدم والتغيير الإيجابي. ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إرادة حكومية قوية وحقيقية وجادة نحو دعم البحث العلمي وتعزيزه والعمل نحو استخدام نتائجه لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف