الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساكنة في الميزان، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 2 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


المساكنة في الميزان


في العقود الأخيرة، أصبحت المساكنة خيارا أكثر شيوعا ومقبولا اجتماعيا للأزواج، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان بديلا للزواج تماما. في حين يجادل البعض بأن المساكنة يمكن أن تؤدي نفس وظائف الزواج، هناك اختلافات رئيسية بين الاثنين تجعل من الصعب اعتبار المساكنة بديلا كاملا. يوضح هذا المقال الحجج المؤيدة والمعارضة للمساكنة كبديل للزواج.

في البداية، يقول أنصار المساكنة أنها يمكن أن توفر نفس المستوى من الالتزام والحميمية العاطفية مثل الزواج. يختار العديد من الأزواج المساكنة كوسيلة لاختبار مدى توافق علاقتهم قبل الالتزام بالزواج. ومن خلال العيش معا، يمكنهم فهم عادات بعضهم البعض وتفضيلاتهم والصدامات المحتملة، مما يمكن أن يساهم في بناء أساس أقوى لمستقبلهم معا. وبهذا المعنى، يمكن النظر إلى المساكنة كبديل لفترة الخطوبة ووسيلة لضمان زواج ناجح.

بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يُنظر إلى المساكنة على أنها وسيلة لتقاسم النفقات وبناء الاستقرار المالي كزوجين. من خلال العيش معا، يمكن للأزواج توفير المال على الإيجار والمرافق والنفقات المنزلية الأخرى. علاوة على ذلك، يمكنهم إنشاء ميزانية مشتركة، وتوفير أهدافهم المشتركة، واتخاذ القرارات المالية معا. يمكن لهذا الجانب الاقتصادي من المساكنة أن يفيد كلا الشريكين ويقوي روابطهما أثناء تنقلهما في حياتهما المالية كفريق واحد.

علاوة على ذلك، يرى أنصار المساكنة أنها يمكن أن توفر درجة أكبر من الحرية الشخصية والاستقلال مقارنة بالزواج. في علاقة المعاشرة، يمكن للأفراد الحفاظ على حياتهم المنفصلة والاحتفاظ بخيار الخروج من العلاقة دون نفس الآثار القانونية والاجتماعية التي تأتي مع الطلاق. وهذا الشعور بالاستقلالية يجذب الكثيرين، لأنه يسمح لهم بتحديد شروط علاقتهم دون الالتزام بالمعايير أو التوقعات المجتمعية.

ومع ذلك، على الرغم من هذه الحجج، هناك عدة أسباب تجعل المساكنة لا يمكن أن تحل محل الزواج بشكل كامل. أولا، يوفر الزواج حماية قانونية ومزايا لا توفرها المساكنة. وتشمل هذه حقوق الميراث، والمزايا الضريبية، والحصول على الرعاية الصحية، والقدرة على اتخاذ القرارات الطبية للزوج. وبدون هذه الضمانات القانونية، قد يواجه الشركاء المتعايشون في المساكنة صعوبات وقيود كبيرة في ظروف معينة.

ثانيا، الزواج يعزز الالتزام والتفاني بين الشريكين على نحو لا تفعله المعاشرة. إن الجانب العام والاحتفالي للزواج يعزز التزام الزوجين تجاه بعضهما البعض وبمستقبلهما. هذا الإعلان الرسمي عن الحب والوحدة يمكن أن يعزز الرابطة العاطفية بين الشركاء ويوفر الشعور بالأمان والاستقرار الذي قد تفتقر إليه المعاشرة.

علاوة على ذلك، يحمل الزواج أهمية اجتماعية وثقافية لا تمتلكها المعاشرة. غالبا ما يتم الاعتراف بالزواج كمؤسسة مقدسة وعريقة في العديد من المجتمعات والأديان، مما يوفر للأزواج شعورا بالانتماء والشرعية. إن الاعتراف الاجتماعي والدعم الذي يقدمه الزواج يمكن أن يساهم في تحقيق الرضا العام للزوجين وتعزيز علاقتهما.

وأخيرا، يمكن أن تحمل المساكنة درجة من عدم اليقين وعدم الاستقرار يسعى الزواج إلى التخفيف منها. قد يواجه الأزواج المتعايشون المزيد من عدم الرضا في العلاقة، وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية، وزيادة احتمال الانفصال مقارنة بالأزواج المتزوجين. ومن ناحية أخرى، يشجع الزواج الأزواج على العمل من خلال قضاياهم وتحدياتهم، حيث أنهم قطعوا التزاما رسميا وعلنيا تجاه بعضهم البعض.

في الختام، على الرغم من أن المعاشرة توفر بعض المزايا وقد تؤدي بعض وظائف الزواج، إلا أنه لا يمكن اعتبارها بديلا كاملا. يوفر الزواج فوائد قانونية وعاطفية وثقافية لا تمتلكها المعاشرة. علاوة على ذلك، فإن الاستقرار والالتزام والاعتراف الاجتماعي المرتبط بالزواج يجعل منه مؤسسة فريدة من نوعها لا يمكن تكرارها بالكامل عن طريق المساكنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية المرأة العربية


.. المهاجرات غير الشرعيات إقامة جبرية صعبة في انتظار العبور




.. -الاحتلال التركي يتعمد استهداف النساء والنضال والتكاتف هو ال


.. بممارسة الرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة يتحدون إعاقتهم




.. إيمان صباغ واحدة من كثيرات رسَّخْنَ حضورهنَّ بالكد والمثابرة