الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة أكل لحم المسيح وشرب دمه

كامل علي

2024 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من ياكل جسدي و يشرب دمي فله حياة ابدية و انا اقيمه في اليوم الاخير.... يوحنا 6(53-54).
التناول المقدس أو الأفخارستيا هي احدى العبادات والطقوس التي تقام في الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية.
أصل ومصدر ألأسطورة:
يقول أندريه نايتون في كتابه (المفاتيح الوثنية للمسيحية ) :
”إن الكنيسة ابتلعت بعض العناصر الوثنية، ولكنها أضفت عليها طابعها الخاص، وذلك لاستقطاب ما يمكن استقطابه من عبدة الأصنام ، وهذا ما أدى إلى دخول عناصر وثنية جديدة على المسيحية ، غير أن هذه السياسة كانت خطيرة جدا .. وكانت وراء ظهور حركة الاصلاح البروتستانتي في آخر المطاف ” .
ويقول أيضا : ” من بين الآثار الفارسية (موجودة في متحف اللوفر بباريس ) تمثال لأتباع الإله ميثرا يتناولون فيه الخمر والخبز ، يرمزون بذلك الى لحم معبودهم ميثرا ودمه (وهو ما يقوله المسيحيون عن سر القربان Eucharist حيث يتحول الخبز الى لحم المسيح والنبيذ الى دمه ).
وتدل رسائل بولس على أن هذا الطقس قد أقيم على أساس مادي حتى يتماشى مع الطقوس الوثنية القديمة.
لقد كان لكل قبيلة طوطمها الحيواني الذي تعبده ، وكان أفراد القبيلة يضحون أحيانا بهذا الاله الحيواني ويلتهمون لحمه (نيئا) ودمه اعتقادا منهم بأن ذلك يكسبهم فضائل سماوية ، كما تعتقد المسيحية الحالية أن التهام لحم المسيح ودمه المتمثل في الخبز والنبيذ فيما يسمى القربان المقدس (Eucharist) كسب المؤمنين فضائل غير بشرية خالدة، ويؤكده لهم قول المسيح حسبما جاء في (انجيل يوحنا : 6/47- :(51 ” الحق أقول لكم : من يؤمن بي فله حياة أبدية … أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد . والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم ”. ويقول معظم علماء الأديان :
إن أكل اللحم النيئ وشرب الخمر في أسرار قربان ديونيزوس لم يكن رمزا روحيا بل مناولة حقيقية . يقول الكاتب أرنوب في كتابه (ضد الوثنيين ): إن هؤلاء حين كانوا يتناولون اللحم النيئ إنما يعتقدون أنهم يمثلون الإلهة .ويقول الأب لاجرانج في كتابه عن أورفيوس : ” إن أكل اللحم النيئ كان يهدف الى التوغل في الحياة الإلهية ، وذلك بالتهام الحيوان الالهي لحما ودما” . ويقول فرانز كومون : إن نبيذ القربان المسيحي هو بديل للنبيذ الذي كان يقدم في أعياد باخوس ، وإنه شراب يضمن الخلود في العالم الآخر (وهو أحد رموز طقوس الدفن عند الرومان) . ويقول العالم الفرنسي شارل غينييبير في كتابه عن المسيح ص(373): إن علماء الآثار المصرية وجدوا نصوصا على ورق البردي تدل على أن دم الاله أوزيريس كان يتحول الى خمر ، والعكس صحيح أيضا .
وهذه العقائد أيضا موجودة لدى اتباع الاديان الشرقية القديمة ، ومنها عبادة الآلهة آثار غاتيس السورية “.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقطه هامه
على سالم ( 2024 / 2 / 4 - 15:30 )
جذيل الشكر للسيد الكاتب الموقر , نعم هذه نقطه هامه جدا فى الطقوس المسيحيه الشرقيه الا وهو اكل لحم الاله وشرب دمه ؟ ؟ كثيرا ما كنت اتعجب من هذا الطقس الغريب وكيف يبرروا فعله حتى اصبح طقس هام جدا فى الطائفه الارثوزكسيه ؟ هذا اكيد ضد المنطق والعقل والطبيعه ويثير علامات استفهام كبيره حول مفهوم الشعب المسيحى , الغريب هنا ان هذا العمل ( اكل لحم الله وشرب دمه ) اصبح يتميز بقدسيه كبيره وكأنه اصبح من اساسيات الدين اليسوعى على مر الاعوام ؟ لايجب هنا ان ننسى انه طقس يتم توارثه عبر الاجيال والقرون بدون مراجعه فكريه , هنا يجب ان اذكر ان بابا الفاتيكان الكاثوليكى اصدر مرسوم بأن زواج المثليين سواء رجال او نساء لاحرج فيه ويجب على الكنيسه ان تدعمه وتباركه مما دفع عشرات من رجال الدين المسيحى الايطاليين الى التديد به واصدار بيان برفضه بل واعلنوا التمرد على توجهات البابا الطاعن فى السن