الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الدولة العادلة :

عزيز الخزرجي

2024 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فلسفة الدولة ألعادلة :
يقول : (باروخ إسبينوزا 1632 - 1677) في كتابه (رسالة في اللاهوت والسياسة) :
[ليس الغرض الأقصى من الدولة أن تسيطر على الأفراد ولا أن تكممهم بالمخاوف، ولكن الغاية منها أن تُحرر كل إنسان من الخوف، حتى يستطيع أن يعيش ويعمل و يُبدع في أمن تام دون أن … يضرّ نفسه أو يُؤذي جاره.
و إني أكرّر القول؛ بأنّ ليست غاية الدولة أن تحوّل الكائنات العاقلة إلى حيوانات متوحشة أو آلات، بل إن الغرض منها هو أن تمكّن أجسامهم وعقولهم من الأبداع و العمل في أمن، غايتها أن تهيئ للناس عيشًا يستمتعون فيه بعقول حرة، حتى لا ينفقوا قوتهم في الكراهية والغضب والكيد و إساءة بعضهم إلى بعض.

بجملة حكيمة : غاية الدولة الحقيقية هي أن تكفل الحرية].
ولا حرية حين يصبح المواطن أسيراً للقمة خبز أو بيت!

بإعتقادي أن ذلك الفيلسوف العظيم(إسبينوزا) تحدّث عن أوهام من وحي ذاته النظيفة و عن دُولٍ لم يكن لها وجود على الأرض سوى مرة واحدة و في فترة محدود لم تتجاوز سنوات قبل 1400 عام, وتلك الدولة لم ترضي البعض من الشياطين الأرضية طبعاً لأنه حكم بآلعدل و محق الفوارق الطبقية و الحقوقية .. فهدموها و قتلوا مؤسسها و الأئمة من ولده من بعدهو إتهموهم بشتى التهم بينما كان رئيس الدولة كأحدهم في الحقوق و الأمتيازات و في كل ماديات الحياة و قيمها .. و هذا هو طبيعة البشرية الضالة المجرمة!

أعرف عائلة كانت مظلومة زمن النظام السابق و بعد السقوط و بفضل أهل الفضل أصبح أحد أعضائهم عضواً في الحكومة و البرلمان, و إذا بتلك العائلة تنقلب 100 % على نفسها و تجيز الفوارق الطبقية و الرواتب الحرام و الظلم و تكرر نفس ما كان يفعل أزلام النظام السابق .

لذلك لا خير في هؤلاء الشيعة أيضا ً لأنهم يؤمنون بأهل البيت نظرياً و عندما تمس القضية الحقوق و العدلة يبررون فعالهم المشينة بألف تبرير كما كان يفعل البعث للأسف.

لذلك لا وجود لدولة عادلة كدولة الأمام عليّ(ع) أو حتى مثل تلك الدّولة التي يصفها إسبينوزا .. أو عزيز الخزرجي و التي مواصفتها تتطابق مع الدولة العلوية العادلة و كذلك الدولة المعاصرة التي قرّرتُ تفاصيلها و مواصفتها في (الفلسفة الكونية العزيزية) .. و إن دول العالم جميعها تقريباً تحكمها قوانين ميكيافيلي بإختلاف مدعياتها .. كآلملكية و الأميرية و الديمقراطية و الإسلامية و الشيوعية و,,,,, إلخ.

و يبدو إن ما عرضناه في فلسفتنا الكونية ؛ هي دولةِ الخلودِ في «جنّةِ دلمونَ»!

لأن هذا البشر المتحجر قلبياً و عقلياً لا يستوعب فلسفة العدالة و لا يريد تطبيقها بسبب تسلط الشيطان على قلبه و عقله.
لذلك باتت (العدالة) أوهام و تمنيات على أرض يسكنها بشر ملعونيين تحدّهم 33 صفة سلبية أقلها (الظلم و الجهل) كما ورد في القرآن الكريم, يعملون ضمن أحزاب و كل حزب بما لديهم فرحون بظلمهم لشعوبهم للأسف!

ما موجود الآن هي عبارة عن محميّاتِ الحُكّامِ الذين لهمُ الحقُّ كُلُّ الحقِّ في التصرُّفُ بها و بعبيدهم كما يُحِبّونَ ، و يحلمونَ إذ هي ملكُهم ، و للمالكِ حُرّيّةُ التصرُّفِ في مملوكهِ كيفما يشاء كأن يجعل راتب الرئيس و المسؤول أضعافاً مضاعفة بل ملايين من الدولارت و راتب مواطن آخر أو موظف مكافح مخلص أقل بكثير بحيث لا يكفيه لشراء الدواء و الغذاء فقط ..
و هكذا تتداول مثل تلك الدول؟.

لا يتوهّمنَّ مُتوهِّمٌ بأنّني مفتونٌ بدولِ الغربِ التي هي بلا شكٍّ أحطُّ مِن (مملكةِ الضِباعِ) رغمَ كُلِّ التلميعِ ، و الترصيعِ ، و التلوينِ و الأعلام .. فآلفقر فيها لا يختلف عن دولنا إن لم تكن أمرّ .. و الفوارق الطبقية كذلك وووو...إلخ.

فقدْ تعاملتْ جميعُ تلك الدولِ بـــ«عقليّةِ» الضِباعِ - و إن كنتُ أعتذرُ عن نِسبةِ الضباعِ إلىٰ العقلِ - معَ شعوبِ الأرضِ مِن غيرِ حتى جِلدتِها : ساسةً ، و رجالَ دينٍ ، و شعوباً!

و قدْ سرقوا : الحجرَ ، و المَدَرَ ، و المالَ ، و الأرضَ ، و قتلوا البشرَ ، و قدْ نهبوا ثرواتِ الشعوبِ حتّى أُتخِموا علىٰ حسابِ قهرِ شعوبَ الأرضِ مثلما حدث في بلادنا و العراق أكبر نموذج على ذلك.

و أشدُّ مِن كُلِّ إجرامِهم ذاك ؛ هو تسليمُ(حكومات البلادِ) لِعملاءَ أُجراءَ ؛ أدعياءَ ؛ مُخلِّفينَ الأحقادَ ، و الخِلافاتِ المذهبيّةِ و حتى الشخصية بينَ تلك الشعوبِ التعيسةِ ، و المقتولةِ مرّتينِ:

- الأُولىٰ - يومَ احتلّوا بلدانَهم ، و رحلوا يحملونَ الآثارَ ، و الأوابدَ ، و المؤلّفاتِ العلميّةِ مع عقود أبدية لإستنزاف البلد يوقعها عملائهم بلا ضمير و وجدان مقابل الرواتب الحرام.

- و الثانيةُ - تلك التَرِكةُ الحقيرةُ التي لن تزولَ ، و هي تتأصّلُ ، و تنتشرُ انتشارَ الفيروساتِ ، و تنمو نموَّ الفِطرِ في أقبيةِ الظلامِ لتتوارثه الأجيال.

و هكذا يتعاظم الظلم و الفساد في بلادنا على حساب الفقراء و يستمر تحت مظلة الخدمة و عباءة الوطنية و الأسلام و الدّعوة للدّين و خدمة الناس و الديمقراطية و الليبرالية و القومية و ربما العشائرية !!
العارف الحكيم عزيز الخزرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي