الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الخطيب والمتلقى

عبد العزيز الخاطر

2006 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثنائية الخطيب والمتلقي التي أفرزت عقلية من يمتلك الحقيقة وعقلية من يتقبلها دون نقاش يجب أن تتبدل أذا أردنا لهذه الأمة أن تتحرك من سكونها القاتل وإزمانها الراهن . عقلية مالك الحقيقة وعقلية هاضمها دون تمحيص أو نقاش ، هاتين العقليتين كلتاهما كانت سبب رئيس في إشكالية تقدم الأمة وخروجها من نفق التقليد وعزوفها عن منحنى الإبداع والخلق ‘ علمياً يثبت التقدم من خلال تطور النموذج العلمي Paradigm حيث يعتبر صحيحاً حتى يظهر نموذجاً آخر يثبت بطلانه أو تطويره . جميع النظريات العملية قامت على ذلك كان النموذج العلمي السابق مثلاُ يعتبر الأرض مركز الكون حتى ثبت أن الشمس هي مركز الكون وكان النموذج الطبي يعتبر قرحة المعدة مثلاُ لأسباب أخرى نفسية وجسمانية غير الذى أثبتها النموذج العلمي الجديد من أنها بفعل جرثومة وتحتاج الى مضادات حيوية ، وهكذا فالعلم في تقدمه عملية نفي بالأساس ومن هنا يتقدم المجتمع وتتطور الحياة . الآن فيما يتعلق بالجانب الثقافي أيضاً يحتاج الأمر الى منحنى من الابتكار فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية ، والاجتماعية والسياسية فالنظرية الكنزيه في الاقتصاد مثلا تراجعت أمام النظرية النقدية لفريد مان ومدرسة شيكاغو وهلم جرئ
أما فيما يخص الجانب الديني فالتحرك فيه صعب لأن النموذج الديني يحظى بوضع خاص داخل النفوس والعقول ومن الصعوبة بمكان تطوير العقائد والأديان بنفس الصيغة التي يتطور ويتقدم فيها الفهم العلمي أو النظرية العلمية وهنا يجب التفريق بين أنواع النماذج الدينية ومصادرها المعروفة فالنموذج القرآني يختلف عن غيره من النماذج الأخرى فيما يتعلق بفهمه وتفسيره بما يتناسب مع العصر المعاش وعموماَ يمكن الخروج من مأزق النموذج الديني بإشكاله المختلفة من خلال تطوير الفهم والإدراك لغاية وهدف النموذج الديني مع ثبات صيغته التاريخية . فبالتالي أيضاً من ازدواجية عقلية الخطيب والمتلقي بحيث يدرك الخطيب أن ما يقوله يقبل النقاش أو التأويل وعلى هذا تقوم حركية الفهم ويدرك المتلقي كذلك بأن دورة ليس فقط في عملية التلقي وأنما عرض ما يتلقاه على عقله كونه مناط التكليف وبالتالي يصبح ذا قدرة على الحوار والمناقشة لكسر مثل هذه الحلقة المقفلة وليصبح الفهم المتجدد هو سبيل الأمة للتقدم والتطور أمتثالاً لسنن الله في الكون والتي عليها تقوم الدنيا وعلى إدراكها يستقيم الأمر كله . على كل حال الخطابة بجميع أنواعها وفنونها فن تجيده الأمة ولكن ما لا تجيده هذه الأمة هو أدب الحوار والاختلاف وهنا يكمن الفرق بين التقدم الايجابي أو الانتحار الذاتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س