الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَا تُتْعِبُ نَفْسَكَ بِمُطَارَدَةِ فَرَاشَةٍ وَحِيدَةٍ

اتريس سعيد

2024 / 2 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1_ مُعْظَمُ اَلرِّجَالِ يُطَارِدُونَ اَلنِّسَاءُ، وَأَغْلَبُ اَلنِّسَاءِ يُطَارِدْنَ اَلرَّجُلُ ذَا اَلْقِيمَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ اَلْمُرْتَفِعَةِ، وَهَذَا اَلْأَخِيرُ يُطَارِدُ مَشَارِيعَهُ وَخُطَطَهُ وَأَهْدَافَهُ
2 _ لَا تُبَالِغُ فِي اَلِإهْتِمَامِ بِأَحَدٍ، فَبَعْضُهُمْ يَعْتَبِرُهُ إِزْعَاجًا، وَ الْبَعْضُ اَلْآخَرُ يَقْرَأْهُ ضَعْفًا
3 _ اِشْتَغِل عَلَى نَفْسِكَ حَتَّى تُصْبِحَ أَنْتَ هُوَ فُلَانٌ وَلَيْسَ مِنْ طَرَفِ فُلانَّ
4 _ لَنْ تَكْتَسِبَ اَلْكَارِيزْمَا حَتَّى لَوْ قَرَأَتْ جَمِيعَ اَلْكُتُبِ اَلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْهَا، وَلَنْ تَمْتَلِكَ اَلشَّخْصِيَّةُ اَلْقِيَادِيَّةُ حَتَّى لَوْ إجْتَزَّتْ جَمِيعَ اَلدَّوْرَاتِ اَلتَّدْرِيبِيَّةِ اَلَّتِي تُعلِمُهَا، فَقُوَّةُ اَلشَّخْصِيَّةِ تَنْبُعُ مِنْ اَلِإسْتِقْلَالِ اَلْمَادِّيِّ وَالْمَرْكَزِ اَلِإجْتِمَاعِيِّ
5 _ إِتْقَانُ فَنِّ اَلتَّجَاهُلِ وَالْبُرُودِ وَاللَّامُبَالَاةِ سَيَرْفَعُ حَتْمًا مِنْ قِيمَتِكَ وَيُعَزِّزُ مَكَانَتَكَ وَيُعْلِي كَعْبُكَ وَيُعِيدُ كُلٌّ مِنْ حَوَّلَكَ إِلَى حَجْمِهِ اَلطَّبِيعِيِّ، فَلَيْسَ كُلُّ اَلْأَشْخَاصِ وَالْأَشْيَاءِ تَسْتَحِقُّ اِنْتِبَاهَنَا وَتَرْكِيزَنَا وَطَاقَتَنَا
6 _ يَقُولَ حُكَمَاءُ اَلصِّينِ : لَا تُظْهِرُ قُدْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تَتَكَامَلَ قُوَّتَكَ
7 _ كُنَّ مُتَأَكِّدًا بِأَنَّكَ سَتَقِفُ عَلَى رِجْلَيْكَ مِنْ جَدِيدٍ وَسَتَنْسَى كُلُّ اَلْمُعَانَاةِ اَلَّتِي مَرَرْتُ بِهَا، بَلْ إِنَّكَ سَتُصْبِحُ أَقْوَى مِنْ ذِي قَبْلٌ، وَ حِينُهَا فَقَطْ سَتَأْتِيكَ رِسَالَةٌ فِيهَا : كَيْفَ حَالُكَ ؟ فَإِيَّاكَ أَنْ تُجِيبَ
8 _ ضَعْ حُدُودًا لِمَجْهُودِكَ تُجَاه اَلْآخَرِينَ فَلَيْسَ اَلْجَمِيعُ يَسْتَحِقُّ طَاقَتَكَ فَلُو طَبَخَتْ لِلنَّاسِ كَبِدَكَ وَأَكَلُوهُ فَلَنْ يَعْتَرِفُوا بِجَمِيلِكَ بَلْ إِنَّهُمْ سَيَقُولُونَ : لِمَاذَا لَمْ يُطْبَخْ لَنَا قَلْبِهِ أَيْضًا، فَالْإِنْسَانُ بِطَبِيعَتِهِ نَاكِرٌ لِلْجَمِيلِ
9 _ اَلْكَارِيزْمَا تَأْتِي مِنْ اَلِإحْتِكَاكِ بِالنَّاسِ وَخَوْضِ غِمَارِ اَلتَّجَارِبِ اَلْجَدِيدَةِ وَلَيْسَ مِنْ اَلِإنْغِمَاسِ فِي اَلْكُتُبِ وَالِإنْطِوَاءِ عَلَى اَلذَّاتِ، كَمَا أَنَّ اَلْعَمُودَ اَلْفِقْرِيَّ لِلشَّخْصِيَّةِ اَلْقِيَادَةِ هُوَ اَلِإسْتِغْنَاءُ عَنْ اَلنَّاسِ وَالْيَأْسِ مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ
10_ لَا تَحْلُمُ بِالِإهْتِمَامِ وَأَنْتَ فِي اَلْقَاعِ مَعَ اَلْحُشُودِ، فَالِإهْتِمَامُ مِنْ نَصِيبِ اَلَّذِينَ وَصَلُوا لِلْقِمَّةِ وَصَنَعُوا لِأَنْفُسِهِمْ قِيمَةً، فِلُو أَنَّ اَلِإهْتِمَامَ يَمْنَحُ لِكُلٍّ مِنْ هَبَّ وَدَبَّ لمَا كَانَ لَهُ مَعْنَى، لَكِنَّهُ يَمْنَحُ فَقَطْ لِلنُّخْبَةِ وَالصَّفْوَةِ وَالْخَاصَّةِ وَالْعَلِيَّة
11_ شِئْنَا أَمْ أَبَيْنَا فَالْحَظُّ يَلْعَبُ دَوْرًا حَاسِمًا فِي اَلنَّجَاحِ، فَهُنَاكَ مِنْ نَجَحَ مِنْ اَلْمُحَاوَلَةِ اَلْأُولَى أَوْ اَلْعَاشِرَةِ بَيْنَمَا هُنَاكَ مِنْ لَمْ يَنْجَحْ إِلَّا بَعْدَ اَلْمُحَاوَلَةِ اَلْمِائَةِ أَوْ اَلْأَلْفِ، فَلِلْأَقْدَارِ كَلِمَتِهَا اَلْأَخِيرَةِ
12_ بَعْد سِنَّ اَلْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ لَا أَحَدَ سَيَسْأَلُ عَنْ شَكْلِكَ أ وَسِيمْ أَنْتَ أُمٌّ قَبِيحٍ وَإِنَّمَا سَيَسْأَلُونَ عَنْكَ أ ثَرِيٌّ أَنْتَ أُمٌّ فَقِيرٍ لِذَا ؛ تَوَقَّفَ عَنْ رُؤْيَةِ أَنْفِكَ فِي اَلْمِرْآةِ وَآبْحَثْ عَنْ طُرُقِ تَسْمِينِ اَلْجَيْبِ وَتَضْخِيمِ اَلْحِسَابِ اَلْبَنْكِيِّ
13_ إِمَّا أَنْ تَبْدَأَ بِالتَّغْيِيرِ لِلْأَحْسَنِ إِرَادِيًّا فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنْ حَيَاتِكَ أَوْ أَنَّ اَلظُّرُوفَ سَتُجْبِرُكَ عَلَى اَلتَّغْيِيرِ لِلْأَسْوَأ فِي سِنٍّ مُتَأَخِّرٍ
14_ تَجَنّبُ اَلْمُتَاحِ وَآهْرُبْ مِنْ اَلْمَجَّانِيِّ وَآبْتَعَدَ عَنْ اَلسَّهْلِ، فَكُلُّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى إسْتِعْبَادِكَ وَإِبْقَائِكَ فِي مِنْطَقَةِ رَاحَتِكَ اَلَّتِي تُعِيقُ تَقَدُّمَكَ، وَآسْلُكْ دَوْمًا اَلطَّرِيقُ اَلْمَهْجُورُ، وَآنْفِرْ مِنْ اَلسَّبِيلِ اَلْمَشْهُورِ، وَآقْتَحَمَ اَلْعَقَبَةَ لِتَفُكَّ اَلرَّقَبَةُ
15_ لَا أَحَدَ سَيَهْتَمُّ بِقِصَّتِكَ حَتَّى تَنْجَحَ، فَمًا دُمْتَ لَمْ تَنْجَحْ بُعْد فَأَنْتَ مُجَرَّدُ نَكِرَةٍ وَمَبْنِيٍّ لِلْمَجْهُولِ
16_ لَا تُتْعِبُ نَفْسَكَ بِمُطَارَدَةِ فَرَاشَةٍ وَحِيدَةٍ، بَلْ أُصْلِحَ حَدِيقَةَ بَيْتِكَ وَسْتَغْمِرْكْ أَسْرَابَ مِنْ اَلْفَرَاشَاتِ وَالْعَصَافِيرِ تِلْقَائِيًّا، اِعْمَلْ بِذَكَاءٍ وَلَيْسَ بِكَدٍّ وَأَعْرِف مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ اَلْكَتِفُ
17_ يَعْتَقِدُ اَلْمُغَفَّلُ أَنَّهُ إِذَا فَعَلَ أَكْثَرُ مِنْ اَللَّازِمِ وَقَامَ بِمَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ طَاقَتِهِ فَإِنَّهُ سَيَنَالُ اَلتَّقْدِيرُ عَلَى مَجْهُودِهِ، لَكِنَّ اَلْمِسْكِينَ يَتَفَاجَأُ بِتَعَرُّضِهِ لِأَبْشَع اِسْتِغْلَالِ وَأَسْوَأِ اِمْتِهَانٍ
18_ أَفْضَلَ اَلْمُعَلِّمِينَ فِي اَلْحَيَاةِ : قَلْبُكَ اَلْمَكْسُورُ، جَيْبُكَ اَلْفَارِغُ وَ تَجَارِبُكَ اَلْفَاشِلَةُ
19_ إِذَا سَيْطَرَ اَلرَّجُلُ عَلَى مَعِدَتِهِ وَهَيْمَنَ عَلَى فَرْجِهِ وَتَحَكُّمٌ بِلِسَانِهِ فَسَيَكُونُ قَدْ حَلَّ فِعْلِيًّا جَمِيعَ مَشَاكِلِهِ وَسَيَحُوزُ عَلَى سَطْوَةٍ عَظِيمَةٍ لَا يَحُدُّهَا حَدٌّ
20 _ لَا تَسْأَل أَحَدًا عَنْ شَيْءٍ إِذَا لَمْ يُحَدِّثْكَ عَنْهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، وَلَا تَذْهَبُ إِلَى مَكَانٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ مَدْعُوًّا، وَحَتَّى إِذَا أَتَتْكَ اَلدَّعْوَةُ لَكِنَّهَا مُتَأَخِّرَةٌ فَاُرْفُضْهَا لِأَنَّهُمْ وَضَعُوكَ فِي لَائِحَةِ اَلِإحْتِيَاطِ مُنْذُ اَلْبِدَايَةِ
21 _ لَا تَسْكُتُ عَمَّا يَضُرُّكَ، بَلْ عَبَّرَ عَنْ أَرَائِكَ، وَلْتَكُنْ لَكَ شَخْصِيَّةٌ وَ مَوَاقِفُ، لِأَنَّكَ إِنْ وَضَعَتْ لِجَامًا لِفَمِكَ فَإِنَّهُمْ سَيَضَعُونَ سَرْجًا عَلَى ظَهْرِكَ
22 _ كُلُّ مَنْ كَانَ يُنَفِّرُ مِنْكَ وَقْتِ ضَعْفِكَ سَيَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهِ لِلتَّقَرُّبِ مِنْكَ فِي فَتْرَةِ قُوَّتِكَ، فَالْحَيَاةُ دُوَلٌ، يَوْمُ لَكَ وَيَوْمٍ عَلَيْكَ، وَدَوَامَ اَلْحَالِ مِنْ اَلْمَحَالِّ
23 _ مُعْظَمُ اَلنَّاسِ تَبْحَثُ عَنْ اَلِإهْتِمَامِ وَإِثَارَةِ اَلِإنْتِبَاهِ وَ الْحُصُولِ عَلَى اَلْمَدْحِ إِمَّا بِإِظْهَارِ اَلتَّقْوَى أَوْ تَصْنَعُ اَلنِّضَالَ أَوْ تَقَمُّصِ دَوْرِ اَلضَّحِيَّةِ أَوْ لَعِبِ دَوْرِ اَلْمُثَقَّفِ أَوْ اِرْتِدَاءِ قَمِيصٍ فَاعِلٍ اَلْخَيْرِ
24 _ لَا تَدَعُهُمْ يُحَدِّدُونَ لَكَ مَعَايِيرُ اَلرُّجُولَةِ فَهُمَ سَيُحَدَّدُونَهَا بِمَا يَتَوَافَقُ مَعَ مَصْلَحَتِهِمْ مِنْكَ فَإِذَا خَضَعَتْ لِأَهْوَائِهِمْ وَ تَنَازَلَتْ عَنْ مَوْقِفِكَ فَأَنْتَ رَجُلٌ أَمَّا إِذَا كَانَتْ لَكَ عَزَّة وَكَرَامَةٌ وَ شَرَفٌ فَأَنْتَ لَسْتَ رَجُلاً
25 _ أَبْنَاء اَلْأَثْرِيَاءِ يَدْرُسُونَ اَلطِّبُّ وَالْهَنْدَسَةُ وَإِدَارَةُ اَلْأَعْمَالِ لِيَجِدُوا لَهُمْ مَوْطِئٌ قَدَّمَ فِي اَلْأَلْفِيَّةِ اَلثَّالِثَةِ، وَأَبْنَاءُ اَلْفُقَرَاءِ يَدْرُسُونَ أَدَبُ طه حُسَيْنْ وَتَارِيخِ اَلْبَلَاشِفَةِ وَفَلْسَفَةِ شُوبِنْهَاوَرْ لِيَجِدُوا أَنْفُسَهُمْ خَارِجَ سُوقِ اَلشُّغْلِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز