الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِتَرْبِيَةِ اَلْأَطْفَالِ هِيَ عَدَمُ إِنْجَابِهِمْ

اتريس سعيد

2024 / 2 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1_ أَحْيَانًا مِنْ اَلْأَفْضَلِ أَنْ تَدَعَ اَلْأُمُورُ تَكُونُ كَمَا هِيَ، دَعْ اَلنَّاسَ يَذْهَبُونَ، لَا تَبْحَثُ عَنْ اَلْإِجَابَاتِ، لَا تَطْلُبُ تَفْسِيرًا وَلَا تَتَوَقَّعُ أَيَّ شَيْءِ مِنْ اَلنَّاسِ
2 _ كُنَّ طَيِّبًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ نَفْسِكَ وَلَكِنْ أَحْرِصُ أَنَّ لَا يَكْتَشِفُ اَلْآخَرُونَ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ سَيُرَكَّبُونَكَ، فَالَطِيبُوبَة اَلزَّائِدَةَ رَأْسِمَالَ اَلضُّعَفَاءِ، وَاللُّطْفُ اَلْمُبَالَغُ فِيهِ هُوَ كُلُّ مَا يَمْتَلِكُهُ اَلْجُبَنَاءُ، كُنَّ قَوِيًّا وَجَرِيئًا وَلَمَّا لَا وَقِحًا إِذَا لَزِمَ اَلْأَمْرُ
3 _ إِذَا أَرَدْتَ اَلنَّجَاحُ فَتَجَنُّبُ اَلصَّرَاحَةِ وَالْوُضُوحِ، بَلْ أَخَفُّ نَوَايَاكَ بِدُخَّانٍ كَثِيفٍ مِنْ اَلْأَلْغَازِ وَالْأُحْجِيَّاتِ وَكُنَّ مُلْتَوِيًا كَالْأَفْعَى، وَ خُذْ اَلْعِبْرَةَ مِنْ اَلْأَشْجَارِ اَلْمُسْتَقِيمَةِ اَلَّتِي تَقْطَعُ بَيْنَمَا اَلْأَشْجَارُ اَلْمُلْتَوِيَةُ تَبْقَى، كُنَّ غَامِضًا
4 _ كُلَّمَا طَارَدتَ اَلنِّسَاءُ أَكْثَرَ كُلَّمَا هَرَبْنَ مِنْكَ، وَكُلَّمَا سَعَيْتُ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِكَ، كُلَّمَا رَكَضْنَ خَلَفُكَ، وَسَتَخْسَرُ أَمْوَالاً كَثِيرَةً جِدًّا بِمُطَارَدَتِكَ لِلنِّسَاءِ، لَكِنَّكَ لَنْ تَخْسَرَ اَلنِّسَاءُ أَبَدًا وَأَنْتَ تُطَارِدُ اَلْأَمْوَالُ
5 _ لَا أَحَد سَيُخْبِرُكَ بِالْأَسْرَارِ اَلْحَقِيقِيَّةِ لِنَجَاحِهِ، وَحَتَّى أَنْ أَخْبَرَكَ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ اِسْتِنْسَاخَهَا، فَلِكُلِّ نَجَاحِ زَمَانِهِ وَمَكَانِهِ وَ ظُرُوفِهِ، وَغَالِبًا مَا تَكُونُ تِلْكَ اَلْأَسْرَارِ غَامِضَةً وَلَا تَخْضَعُ لِأَيِّ مَنْطِقٍ
6 _ لَا تَصرُّفَ اَلْمَالِ فِي شِرَاءِ إِعْجَابِ اَلْآخَرِينَ بَلْ اِصْرِفْهُ فِي تَأْسِيسِ نَجَاحِكَ وَتَشْيِيدُ تَمَيُّزِكَ وَبِنَاءِ تَفَوُّقِكَ
7 _ اَلنَّاس تَحْتَرِمُ اَلْمُتَكَبِّرِينَ وَتَحْتَقِرُ اَلْمُتَوَاضِعِينَ، فَهُمْ يَعْتَبِرُونَ اَلتَّوَاضُعُ ضَعْفًا فِي اَلشَّخْصِيَّةِ وَنَقْصًا فِي تَقْدِيرِ اَلذَّاتِ، فَزَمَانُ اَلتَّوَاضُعِ قَدْ وَلَّى مَعَ اَلْأَنْبِيَاءِ، أَمَّا اَلْآنَ فَقَدْ صَارَ اَلْمُتَوَاضِعُ أَبْلَهًا فِي نَظَرِ اَلْعَامَّةِ
8 _ لَا تَمْنَحُ اِهْتِمَامَكَ لِلْآخَرِينَ بِالْمَجَّانِ، فَالنَّاسُ تَسْتَصْغِرُ اَلْبِضَاعَةُ اَلْمَجَّانِيَّةُ وَلَوْ كَانَتْ بِجَوْدَةٍ عَالِيَةٍ، وَتَتَسَابَقَ عَلَى اَلْبِضَاعَةِ اَلْبَاهِظَةِ وَلَوْ كَانَتْ رَدِيئَةً، وَآمْنَحْ اِهْتِمَامَكَ لِمَنْ يَسْتَحِقّ، وَ آمْنَحْهُ بِلَا إِفْرَاطٍ وَلَا تَفْرِيط، كُنَّ مُعْتَدِلاً
9 _ لَا تَبْحَثُ عَنْ مُحَامِي يَعْرِفُ اَلْقَانُونُ، اِبْحَثْ عَنْ مُحَامِي يَعْرِفُ اَلْقَاضِي
10 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا بِأَسْرَارِكَ، لِأَنَّ بَعْضَهَا ذُنُوبٌ وَبَعْضَهَا أَخْطَاء وَ بَعْضَهَا زَلَّاتٌ، سَيَمُرُّ اَلْعُمْرُ وَتَنْسَاهَا وَلَكِنَّهَا سَتَظَلُّ حَيَّةً فِي عُقُولِ اَلْآخَرِينَ، سَيَتَذَكَّرُونَهَا وَيُذَكَّرُونَكَ بِهَا، بَعْضُهُمْ سَيَذْكُرُهَا لِيُغَطِّيَ بِهَا زَلَّاتُهُ، وَالْأَغْلَبَ لَا يَتَقَبَّلُ فِكْرَةً أَنَّ اَلْإِنْسَانَ يَتَغَيَّرُ لِلْأَفْضَلِ.
11 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا عَنْ اَلْمَشَاكِلِ اَلَّتِي تَمُرُّ بِهَا، لِأَنَّ نِصْفَهُمْ لَنْ يَهْتَمَّ وَ النِّصْفُ اَلْآخَرُ سَيَكُونُ سَعِيدًا لِأَنَّكَ تَمْلِكُهَا.
12 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا عَنْ يَدِكَ اَلَّتِي تُؤْلِمُكَ، لِأَنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمًا وَ يَعْرِفُ كَيْفَ يَلْوِيهَا وَلَا عَنْ سِرِّ دَمْعَتِكَ لِأَنَّهُ سَيَعْرِفُ كَيْفَ يَبْكِيهَا.
13 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا عَنْ قِيمَتِهِ اَلْحَقِيقِيَّةِ فِي قَلْبِكَ، وَلَا تُعْطِي كُلَّ اَلْحُبِّ دُفْعَةً وَاحِدَةً فَالْبَعْضَ إِنَّ اِمْتَلَكَكَ أَهْمَلَكَ.
14 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا عَنْ أَحْلَامِكَ، لِأَنَّ اَلْأَحْلَامَ أَيْضًا تَتَعَرَّضُ لِلسَّرِقَةِ وَأَيْضًا لِكَيْ لَا تُصَابُ بِخَيْبَاتِ اَلْأَمَلِ عَلَنًا فَهِيَ أَكْثَرُ إِيلَامًا.
15 _ لَا تُخْبِرُ أَحَدًا بِمَا تُرِيدُ مِنْ هَذِهِ اَلْحَيَاةِ فَلَيْسَ اَلْجَمِيعُ يَتَمَنَّى لَكَ اَلْخَيْرُ.
16 _ لَمْ نُخْلَقْ لِمُرَاعَاةِ عُقُولِ اَلنَّاسِ وَلَكِنْ بِإسْتِطَاعَتِنَا مُرَاعَاةَ تَخَلُّفِهِمْ وَإضْطِرَابَاتِهِمْ اَلْعَقْلِيَّةِ
17 _ رَكَّزَ عَلَى نَفْسِكَ فَالْبَعْضُ فِي فَرِيقِكَ لَكِنْ يَلْعَبُ ضِدَّكَ
18 _ اَلْإِنْسَان اَلْعَاقِلِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَيِّنٌ وَغَيْرُ عَنِيدٍ أَمَامَ أُمُورِ ثَلَاثٍ: أَمَامَ نَفْسِهِ وَأَمَامَ اَلْإِنْسَانِ وَأَمَامَ اَلْحَقِيقَةِ وَإِلَّا أَصَابَ وُجُودُهُ اَلْيَباسُ اَلْمُزْمِنُ وَأَضْحَى كَمَخْزَنٍ قَدِيمٍ، مُزْدَحِم، لَا يَحْتَوِي سِوَى نُفَايَاتِ اَلْأَفْكَارِ اَلْمَيِّتَةِ، وَغُبَارَ اَلْمُعْتَقَدَاتِ اَلْمَغْلُوطَةِ
19 _ رُبَّمَا اَلنِّفَاقُ يُطِيلُ اَلْعُمْرُ، وَالصَّرَاحَةُ تُعَجِّلُ بِهَلَاكِ صَاحِبِهَا، أَلَيْسَ كَذَلِكَ، مِثَالُ ذَلِكَ مُؤْمِنٌ يَعِيشُ فِي اَلصِّينِ، وَمُلْحِدٌ يَعِيشُ بَيْنَ اَلدَّوَاعِشْ
20 _ إِنَّهُ لَأَمْرٌ مُخِيفٌ أَنْ يَكُونَ اَلْمَرْءُ ضِدَّ اَلْجَمِيعِ، حَتَّى لَوْ كَانَ عَلَى حَقٍّ
21 _ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِتَرْبِيَةِ اَلْأَطْفَالِ هِيَ عَدَمُ إِنْجَابِهِمْ
22 _ عِنْدَمَا تُكَوِّنُ مِمَّنْ يَنْخَدِعُونَ بِالْمَظَاهِرِ فَإِنَّكَ سَتَقَعُ فَرِيسَةً لَمِنْ يَأْخُذُونَ صُورَةُ اَلْحَبِيبِ وَلَيْسَ اَلْحَبِيبُ. سَتَحْصُلُ عَلَى حَبِيبٍ مُزَيَّفٍ وَصَدِيقٍ مُزَيَّفٍ إِخْوَةٌ مُزَيَّفَةٌ عَمَل مُزَيَّفٍ وَ عَلَاقَاتِ مُزَيَّفَةٍ. مِنْ لا يرُونْ اَلْجَوْهَرِ عُمْيَانُ
23 _ لِلَّذِي يَقُولُ لَا يُوجَدُ اِمْرَأَةً صَالِحَةً فِي وَقْتِنَا، اُخْرُجْ مِنْ اَلْمُسْتَنْقَعِ اَلَّذِي أَنْتَ فِيهِ، فَالصَّالِحَاتُ لَا وُجُودَ لَهُنَّ فِي حَاوِيَةِ اَلْقُمَامَةِ اَلَّتِي غَرَسَتْ رَأْسَكَ فِيهَا
24 _ اَلْأَخْلَاق اَلْحَقِيقِيَّةِ لِلْمَرْءِ تَنْكَشِفُ فِي اَلْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ وَ الْأَحْوَالِ وَتُظْهِرُ جَلِيَّةً بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي اَلْعَيْنَيْنِ، وَلَا بُدَّ مِنْ اَلِإعْتِمَادِ عَلَى إِيحَاءَاتِ اَلْحَدْسِ وَكُلِّ مَا يُمْلِيهُ عَنَّا اَلْقَلْبُ اِتِّجَاهَ اَلْأَشْخَاصِ وَالْأَحْدَاثِ
25 _ تَزَوَّجُوا اَلْمَاكِثَاتُ فِي اَلْبُيُوتِ فَإِنَّ أَغْلِبَهُنَّ أَشَدَّ حِرْصًا، وَ طَاعَةُ وَأَطْيَبَ قُلُوبًا، وَأَكْثَرَهُنَّ أُنُوثَةً وَعَفَافًا وَحَيَاءٌ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام