الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2024 / 2 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل هو التنوير ام الحداثة ام ما بعدها ام الاصلاح ام النهضة هي التي ستقودنا الى التغيير الحقيقي ؟ ولنجيب :كل هذه الامور لا تقود الى التغيير الحقيقي دون توافقها مع ارادة حقيقية واساسية هامة .
ان هذه الارادة تؤدي حتما الى موارد هامة في التغيير المطلوب ، كما ان اساسيات هذا التغيير بعد توفر الارادة تبدا من التنوير الذي يبحث في الاديان ويبين غثها من سمينها ويعري رجالاتها ، المستبدين منهم لا المصلحين الذين همهم اصلاح مجتمعاتهم فهذا يصب مع التنوير المطلوب الذي يقوده مفكروا ومثقفوا الامة، هذا من جانب ومن جانب اخر علينا معرفة ان التنوير يقود الى التثوير وهذا المصطلح هو بوابة الثورة على التخلف ورجالات الدين السيئين ولكن يسبق التثوير كما قلنا الارادة والتخطيط حيث تقود هذه المصطلحات الى الاصلاح الذي ابتدا بثورة حقيقية على الاوضاع المتخلفة عند الامة من استبداد ورؤى متطرفة وغيرها من المفاهيم السيئة .
كما علينا ان نشير الى ان التنوير مع الارادة قادا الى التثوير ومن بعده الاصلاح والاصلاح قاد الى النهضة والنهضة بمصطلحها الهام تقودنا تدريجيا الى الحداثة وما بعدها ، اما في مجتمعاتنا وهذه دعوة لكل المثقفين عليهم الاكتفاء بالتنوير فقط لكشف زيف التاريخ وكشف اشكالياته الكبرى المؤدية الى كل ما نحن فيه من اوساخ وتراهات ومن هنا ينبغي القول وبشكل واضح اننا امام حقل التنوير المعرفي بكل اشكالاته من صدمة للناس الذين ما زالوا وبكثرة يؤمنون بدور رجل الدين المخدر للعقول وللفكر .
التنوير يبتدأ من صدمة حقيقية واضحة المعالم تستنفر الاسس المنطقية لاحداث فجوة وتؤدي الى ضربة لصحوة الناس ، التنوير ليس ضد الدين كما يشيع له البعض ويتهم بالالحاد ، التنوير مع الدين في ابقائه في منطقته الاشكالية وابعاده عن الحياة العامة فندرة الاشكاليات والمسائليات التي يبعثها الناس حول الدين تجعل منه ايقونة تدميرية اشكالية كبيرة وليس ايقونة انسانية كما اراد لها المتصوفة مثلا عندما حولوا الدين الى مفهوم حضاري فلننظر مثلا الى بعض اقوال كبرائهم ، فالاشكالية عند المتدينين المتطرفين هي طريق الاسلام وطريق التوحيد وانك على دين الحق والاخرين على دين الباطل وانك لا تشرب الخمر ولا تفعل المنكر وغيرك يفعل فهو غير مستقيم في حين لو نظرنا الى (النفري) كيف يفسر الاستقامة : " احفظ عليك مقامك ، والا ماد بك كل شيء" ومعنى حفظ المقام حسب النفري حفظ عهد الانتماء الحر الى الحق الانساني امام الناس وليس امام الاله .
اما الناس فيفسرها النفري بالشكل الانساني التالي :
اذا رايت النار فقع فيها فانك ان وقعت فيها انطفت وان هربت منها طلبتك واحرقتك اذ ليس الانطفاء هنا سوى الاشتعال وليس الهروب سوى الحرق وهي مطالبة للروح الانسانية بالحركة الدائمة للوصول الى الابداع الحقيقي .
اما المبدع الحر لدى النفري فهو الانسان الذي لا يؤدلج ولا ينتمي فهو اللامنتمي الى شيء سوى الحق :
المبدع الحر (لا منظر في السماء يثبته ولا مرجع في الارض يقر فيه)
فلا مرجع ينقاد اليه الانسان ليملي عليه افكاره ورؤاه .
فلا مرجع سوى الابداع الحر والتفكير السليم ، فالمبدع هو طائر يحلق بين مكنونات الحق والضمير الانساني المتعال عن سفاسف البشر .
اما اذا جئت بابداع الغير وحاولت تزويقه ونسبته اليك فلا فائدة مرجوة مما تكتب وتملي على الناس .
كذلك يعلمنا الدين الجواني كما يسميه البعض ( اذا جئت فهات الكل معك) وهي للنفري ايضا ، اذ الكل هو الحقيقة ولا اعظم من الكل في الابداع وليس المجيء مع الكل سوى المجيء بلا قيد ولا شرط ولا علاقة ولا شائبة بمعنى التحرر مما سوى الحق في الرؤية والاستماع ،فالانسان هو الحق الذي يجب النظر اليه. فبالنتيجة نحن بحاجة الى التنوير والحداثة فيما بعد ،فالحداثة ليس لها وجود مجتمعي حقيقي ، اقصد لدينا في مجتمعاتنا ، لاننا في مجتمع ما قبل حداثي ،اما عند الغرب فقد تجاوزوها وتطورت واصبح لدينا اليوم مفهوم " ما بعد الحداثة" ، على الرغم من اشكالياتها ومنها فقدت القيم الروحية المتمثلة بحقوق الانسان النفسية والاجتماعية فما بعد الحداثة حولت الانسان الى مجرد الة فقط، ونحن في كل الحالات كمثقفين بحاجة الى مفاهيم الحداثة وما بعدها في الادب وفي حل الاشكاليات الفلسفية ولكن ليس مع المجتمع الذي كما اسلفت هو " مجتمع ما قبل حداثي" وهذا لا يهمني في هذا البحث بقدر ما يهمني الحديث عن قدرات التنوير باحداثه الصدمة المطلوبة في عقول ابناء المجتمع فبمجرد الحديث عن الدين ومناقشاته يعتبر صدمة كبيرة لدى المتدينين تجعلهم وان لم يقتنعوا يراجعوا انفسهم فنزعة التشكيك مهمة تجاه الاخر تجعله يراجع ما تربى وجبل عليه، وبالعودة الى بعض المعارف التراثية التنويرية فمثلا:
ان الكل الثقافي الذي تحدثنا عنه في العرف الصوفي هو ليس الارث الثقافي او اجزائه بل العلاقة السارية في منطق الابداع المتجدد ، وفي العلاقة الوجدانية تجاه الاشكاليات الكبرى للوجود وحلها بمعايير الحق المتسامي ولا اعظم من الكل في الابداع ولان الحقيقة داخل العالم وخارجه (ميثم الجنابي ، حكمة الروح الصوفي ، المدى ،سوريا، 2001، ص346).
كما ان ابي يزيد البسطامي جسد في سلوكه وصيرورته وكيانه روح الثقافة في لغتها ورموزها وحقوقها وواجباتها وفضائلها وسموها ومثل في هذا الاستظهار مثالها المطلق ، فنحن بحاجة الى التناغم الضروري والجميل لكل ابداع اصيل اذ نعثر في ابداع الصوفية في نفس الوقت على منطق عقلي ودقة كلامية واستحكام فقهي وجمال شعري وسحر بياني في تركيب العبارة ومعناها ، حسب ابي يزيد ، اننا بحاجة الى تركيب العبارة ومعناها بل الى روعتنا الانسانية ،فالقدرة الانسانية تحتم على الجميع حث المواقف لجعل الانسان داخل المجتمع ذو قدرة فائقة لجعله في رؤاه الاستراتيجية والمستقبلية ذو مهام بناء وتوحيد للمجتمع وعدم استبعاد حقيقي ،لشرائح مهمة داخل المجتمع ، كما هو حاصل اليوم وبهذه الصورة الالغائية الجبرية في الالغاء ،ان التغيير الحقيقي الذي نطمح اليه ينطلق ليس فقط من المثقف او الفكر المعين المرتبط بجماعات ثقافية معينة بل ينطلق من التراث ايضا، نعم من التراث حيث التاكيد على جوهره وليس فقط التراث الخاص بنا بل بكل الحضارات والتناغم معها ، وكذلك ربط هذه التراثات مع تراثي ، والحفاظ على المعاني الاساسية فيه لغرض التنوير فقط مثلا رسالة الاخلاق لمسكويه مهمة جدا لايجاد العقل الاسلامي المفكر الحقيقي بتواجده بين العقول العالمية او مثلا الاسس الانسانية في رسائل اخوان الصفا او رسالة العقل الكبرى التي انتجها المعتزلة او مفاهيم اخرى مهمة ساهم في انتاجها العرب او المسلمين بعيدا عن الخوض في منهجية اللاهوت الذي انتجه الاسلام اننا امام البنية الحقيقية لايجاد المفاهيم المشتركة في رؤانا الانسانية وبالعودة الى بدايات هذه الدراسة عندما اشرت الى ضرورة الاكتفاء بالتنوير لاحداث التغيير الحقيقي ، وهنا اضرب مثالا هاما لكي تتغير دولة من نظام اشتراكي الى راسمالي فاذا تغيرت بصورة سريعة دون تدرج سيحدث انهيار في كل مفاصلها الاقتصادية وينعكس هذا الانهيار على المفاصل الاجتماعية والانسانية وحتى الثقافية والسياسية كما حدث في دول الاتحاد السوفيتي السابق ، اما اذا كان التدرج واضحا لعنصر التغيير اصبح لزاما ان يحدث هذا التغيير وجهته المطلوبة ، كذلك فان القفز على التنوير لاحداث التغيير من قبل بعض مثقفينا ،فنراهم يتحدثون بافكار تضرب الاسلام بالصميم في مجتمع غير قابل في التفكير بالدين باي طريقة تمس قدسيته لذا ينبغي ان يبحث المفكر والنهضوي في اسلوب يستدرج به الناس للتشكيك ببعض مصادر اللاهوت المسببة للعنف والاضطرابات واهم هذه المصادر القران والسنة فعندما يشتغل المفكر في مراجعة هذا التاريخ الممتلئ باحداث جسام بصورة عقلية سيسهم حينئذ في التغيير المطلوب عبر الية التشكيك والية فرز الغث من السمين وهذا هو التنوير فهو وضع الضوء على النصوص المقدسة وكشف سوء بعضها ووضع حد لتصرفات رجال الدين وهذا ما قامت به اوربا للدخول الى عصر الاصلاح والنهضة والحداثة وما بعدها وفي الاسطر القادمة سنتطرق لبعض المصطلحات الحديثة ونرى جدوى تطبيقها في واقع الامة والمجتمع .


وهنا وقبل ان اسوق الرؤى الحداثية للمصطلح اود الوقوف عند النص قليلا واعطي رؤيا واضحة فيه وهو راي لمحمد اركون والذي اتبناه على المستوى الشخصي والعلمي وهو يركز على نصين اولهما ماخوذ من المسيحية والاخر من القران ويعطي الصفات المتقابلة بينهما واشتراكهما بنفس الايديولوجيا الدينية ، فالنص المسيحي الذي يورده وهو كلام صدر عن المجمع الكنسي الذي انعقد في مدينة (تروا) الفرنسية قبل 900 سنة (14/1/1128) وقد صدر هذا الكلام بناء على طلب من القديس سان برنارد كليرفو وكان جان دانييل قد استشهد به في احدى افتتاحياته في مجلة (نوفيل اوبسرفاتور) تحت عنوان (الاستمتاع بالشر) وذلك اثر ضربة 11/9وقد صدرت الافتتاحية بتاريخ 24/1/2002 يقول النص:/
ان الفارس المجاهد من اجل المسيح يقتل متعمدا ويموت وضميره مرتاح وبموته يفوز بالنجاة في الدار الاخرة ويدخل الجنة ،فهو اذ يقتل انما يعمل من اجل قضية المسيح المقدسة ،وينبغي العلم انه اذا ما قتل المرء شخصا ، اخر من اجل المسيح او اذا ما قتل من اجله فان ذلك ليس عملا اجراميا على الاطلاق هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان هذا الشخص المؤمن يستحق الثناء والمجد والخلود، صحيح انه لا ينبغي قتل الوثنيين او الكفار كما لا ينبغي قتل البشر الاخرين، لو انه كانت لدينا وسيلة اخرى لايقاف غزوهم ولمنعهم من الاعتداء على المؤمنين وقمعهم ولكن في الظروف الراهنة من الافضل قتلهم جماعيا .والملاحظ لهذا النص يجد التطرف الكبير الذي مني به الدين المسيحي فالفارس من اجل المسيحية يذبح ويقتل فهو مجاهد بالمعنى الحقيقي وهذا كان دعوة المسيحية للجهاد قبل 900 سنة ،اما اليوم وقبل 1400 سنة بقي الاسلام يحافظ على نصوصه ،هذه النصوص التي ينظر اليها الغرب اليوم بازدراء اما نحن فما زلنا ننظر اليها أي النصوص المتطرفة بصفة الاحترام والتبجيل، والنص الثاني الذي يضع اركون مقابلة له هو الاية 5 من سورة التوبة (فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم" وعلى الرغم من ان الاية سيئة جدا تجاه الاخر حالها حال النص المسيحي الذي ذكرناه ولكن هنالك فرق بين النصين فالاول نص يتكلم به قديس عن المسيحية وليست النصوص الاولى للمسيحية المتمثلة بالانجيل والعهد القديم(التوراة) والنص الثاني يمثل النص الاول للاسلام أي القران ولا تجوز المقارنة بين نصين مختلفين بالمكانة ، فاركون اراه لم يكن موفقا بمقارنته بين النصين المذكورين .فالنص الثاني اخطر لان فيه منزلة لاهوتية .
ويطالب اركون بعد ادراجه لهذه النصوص بضرورة تاويلها بسياق تاريخي محدد مضى وانقضى واذا ما اعتبرنا انهما ينطبقان على كل العصور والازمان، فهذا يعني لا حل ولا خلاص وهنا اتوقف مع اركون لابين خطأ وقع فيه، فهو يطالب بايقاف هذه النصوص وتجميدها في سياقها التاريخي فبالنسبة للنص الاول فهو من المؤكد انه جمد وانتهى وان كان قد بعثه (جان دانييل) كما اشار اركون ولكن دانييل هذا لا يمثل صورة الغرب اليوم واحترامه للاخر وممارسة الاخر المختلف كل انواع المعارف والمعتقدات بوجوده في بلاد لا ينتمي اليها شكلا ولا مضمونا ،فاركون كان قد اخطأ عندما قال يجب تجميد هذه النصوص فنص القديس سان مجمد وانتهى ولم يعد الغرب يعترف بهكذا تطرف وان كان هنالك اشخاص متطرفون فهم لا يمثلون ما توصل اليه العالم من احترام لحقوق الانسان ولكن المشكلة في النص الثاني الذي اشرنا اليه والاية التي نحن بصددها :اية مقدسة ومبجلة لدى جميع المسلمين في حين هي اية متطرفة جدا تساهم في قتل الناس مختلفة عن المسلمين انفسهم فالاشكالية كبيرة جدا في هذا الباب ضمن معطيات النص الديني واليات الغائه للاخر.
قد يبدو غريبا ان يناقش المثقف في العراق قضايا تهم ما يمر به المجتمع والامة ، وهذه الغرابة تنبع من كون المشكلة التي يعاني منها المجتمع هي مشكلة مركبة يسهم في ايقاد جذوتها رجل الدين والسياسي ورجل العشيرة في ثلاثية صعبة الفهم على الشخص الذي ينظر الى مجتمعنا بعيدا عن هذه العلاقة السيئة التي تتكلم فيه منذ زمن تاريخي بعيد والى يومك هذا وحسب المعادلة التالية :/

رجل الدين +رجل العشيرة+السياسي= مجتمع منقاد +مجتمع متخلف+تفكك مجتمعي كبير .

ونحن هنا نميز طبعا بين رجل دين يعمل على الاصلاح داخل الدين نفسه ولا يسمح للدين بالتمدد باكثر من حجمه الطبيعي متدخلا بالصغيرة والكبيرة ، كذلك رجل السياسة المصلح غير القادر على ان يقوم بشيء حقيقي لانه في الساحة لوحده اما رجال العشائر فللاسف الشديد يعمل جلهم كما السياسيين ورجال الدين في ايجاد مشاعل للتخلف ممنهجة بشكل كبير مع ملاحظة هامة ان رجل الدين عندما يكون في الساحة لوحده منعزلا دون ان يكون هنالك اتحاد بينه وبين رجل السياسة والعشيرة او ان يكون رجل الدين هو بنفسه رجل سياسة او رجل عشيرة وهنا تتداخل القضايا محدثة ايغال الدين بالسياسة وصناعة الاسلام السياسي او ايغال الدين بالعشيرة او العكس او ايغال السياسة بالعشيرة وهكذا والنتيجة بدلا من ان تكون ايجابية في نظر البعض فهي سلبية وبشكل كبير فالسلبية تكمن في ان قوانين الدين لا تتشكل مع قوانين العشيرة، كذلك فان قوانين السياسة لا تتماهى مع الدين ولا مع العشيرة ، فعندما يصبح رجل العشيرة سياسيا نراه يكون مطبقا لقوانين العشيرة بالسياسة وهذه طامة كبرى وعندما يكون رجل الدين سياسيا نراه يطبق الدين على السياسة أي: الثابت على المتغير فتنتج امراض سياسية كبرى كالطائفية السياسية ، وعندما يكون رجل العشيرة رجل دين فتتداخل قوانين العشيرة والدين.
ان هذا التداخل المسبب لمشاكل جمة في مجتمعنا يعطي اشارة واضحة للتخلف الصريح لانه تداخل هجين سيء ومقيت سبب ازمات واضحة المعالم في السياسة والمجتمع في العراق اليوم، ان التحالف الاستراتيجي بين هؤلاء الثلاثة اليوم على الساحة المجتمعية يسبب اغلب ازماتنا الراهنة ، فنرى رجل الدين والسياسة يصرح تصريحات طائفية في حين لو كان رجل الدين غير مسموح له ان يكون سياسيا لاصبحت تصريحاته في مزابل التاريخ ونرى رجل العشيرة يعاضد رجل الدين بكل اشكالياته وسلبياته صانعا من العشيرة مرتعا خصبا للافكار الدينية المتطرفة ، وقد يتساءل سائل ويقول كيف الحل لهذه المعادلة الاشكالية الكبرى وللاجابة اقول يكمن الحل في تفكيك هذه المنظومة وعزل رجل الدين عن السياسة ورجل العشيرة عنها كذلك وعزل رجل الدين عن رجل العشيرة وان كان هذا امرا مستحيلا في مجتمع تتعاضد فيه هذه الاشكال صانعة مجالا اقتصاديا واجتماعيا وحشدا في نظر المجتمع هو حشد مهيب لهؤلاء لذلك علينا صنع الوعي المجتمعي في ضرورة تفكيك هذه المنظومة السلبية الغائية الفاسدة بكل صورها واشكالها وهذا التفكيك سيقود لوعي تنويري مجتمعي ويقع عندما نرى اشراقة مجتمعية هامة تصلح لادامة بنية مجتمعية حقيقية اما عندما نرى مجاميع كبيرة من الشباب غير الواعي تسير خلف رجل العشيرة وخلف السياسي ورجل الدين فهذه طامة كبرى لانها تعتبر مجاميع مسيرة خارج الوعي بالذات والهوية الحضارية والنهضة المعرفية وغيرها من مفاهيم اعمارية للقيم البنائية الجادة ، كذلك فان المجتمع الذي يتحكم به رجل العشيرة ورجل الدين هو : مجتمع منغلق تماما وليس منفتح ومن هنا يتطلب ان يقرأ هذا المجتمع بطريقة مثالية وجيدة لوضع النقاط الحقيقية لانفتاحه على المجتمعات البقية شيئا فشيئا .
كما علينا ان نعي ان اختلاف انماط المجتمعات يستتبع اختلاف العقليات كما يقول (ليفي برول) فهنالك العقلية الدينية والعشائرية والحزبية والبيروقراطية ....والعقلية ذات مفهوم علمي توسعت مفاهيمها في مطلع القرن العشرين من قبل علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي ومعناها يتلخص :بانها جملة الاستعدادات والمواقف والعادات والتوجهات العقلية والاخلاقية والمعرفية والوجدانية التي تكون مشتركة بين اعضاء جماعة بعينها لذلك فان عقلية مجتمعنا اليوم هي عقلية دينية عشائرية يتكلم فيها رجلان هما : رجل الدين والعشيرة فبالتالي :فان الاخلاق والمعارف والتوجهات داخل اعضاء الجماعات المنتمية لمجتمعنا هي: اخلاق ومعارف رجل الدين ورجل العشيرة ، ولاحداث التنوير ينبغي احداث تعرية حقيقية لهؤلاء الشخصيات اللامعرفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ