الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امن الاستثمار ضرورة وطنية

رياض هاني بهار

2024 / 2 / 14
المجتمع المدني


هناك علاقة قوية متنامية مابين الأمن كمنظومة للوقاية والحماية ، ومابين الاستثمار كأحد عناصر التنمية الشاملة المستدامة ، وهي علاقات لا تحكمها فقط فواعل الربح والمردود والعائد ، بل تضبطها وتتفاعل معها أيضاً وبها وفيها عوامل الاستقرار ، السياسي ، والاقتصادي ، والتشريعي ، وهي عوامل حاكمة ومتحكمة في جذب المستثمرين ، وفي تحسين بيئة ومناخ الاستثمار ، وهي أيضاً عوامل تسهم إسهاماً إيجابياً في عمليات توطين وترسيخ الاستثمارات داخل الاقتصاد الوطني ، وفي الوقت ذاته تساهم في حسن اختيار أنشطة المشروعات الاستثمارية ، وفي حسن ممارسة الأعمال والأنشطة المتكاملة
تتعدد وتتنوع مجالات أمن الاستثمار وتختلف من مكان إلى آخر ، ومن فترة زمنية إلى أخرى في ذات المكان ، ويرجع ذلك إلى اختلاف مصادر الخطر ومكامن التهديد ، وما يطرأ على أدوات الجريمة وعصابات الإجرام من تغيير وتطوير ، خاصة أن الإجرام لم يعد قاصراً على عصابات معينة بذاتها ، بل امتد ليشمل أجهزة دول ونظم وحكم فاسدة ... وعصابات متعددة الجنسيات ذات شبكات عالمية ، ولها مناطق نفوذ وحماية تكاد تكون أقوى من بعض الدول ، أو ذات سيطرة على بعض الدول
ومن أهم المجالات التي يعالجها أمن الاستثمار ما يلي :
- حماية المستثمر من ضغوط أصحاب المصالح وتجار النفوذ واضطراره إلى دفع رشاوي وأتاوات وعمولات غير قانونية من أجل الحفاظ على مصالحه ، أو الحصول على موافقات وتصاريح وتراخيص إدارية ، أم لإتمام عمليات التسجيل لحقوقه وحماية هذه الحقوق وصيانتها من أي اعتداء قد يحدث في الوقت الحاضر ، أو من أي اعتداء يحتمل وقوعه في المستقبل .
- حماية المستثمر ورجال الأعمال من عمليات النصب وضياع أمواله نتيجة لذلك أو نتيجة للخداع والمؤامرات التي يمكن تدبيرها لها ، سواء لاصطياده هو شخصياً . أو للسطو على أمواله ، أو تعطيل مشروعه تبعاً لذلك .
- حماية المستثمر من الشركات الوهمية التي قد تبتلع أمواله ، خاصة تلك التي يؤسسها مجرمون دوليون ، حيث أن لديهم مهارات فائقة ، خاصة في التخفي والنشر ، ولديهم إمكانيات خاصة في الإقناع وفي الحصول على الأموال والهروب بها إلى الخارج ، وإلى دول يصعب القبض عليهم فيها ، أو تقديمهم للعدالة والمحاكمة .
- حماية المستثمر من عمليات الإبتزاز وعوامل التهديد والايقاع في مصائد الابتزاز خاصة تلك التي تستخدم أساليب الغواية والإغراء ، وكذلك أساليب الإكراه المادي والمعنوي ، ليس فقط لأحكام السيطرة على رجل الأعمال المستثمر ، ولكن أيضاً لتوجيهه وفقاً لأغراض إجرامية
- حماية المستثمر من عصابات الجريمة المنظمة المتخصصة في عمليات غسل الأموال ، والتي تقوم بعمليات تبييض لأمواله ، وإضفاء الشرعية على العوائد غير المشروعة . وإيجاد مصدر يبدو شرعياً لها ، وخداع القائمين على حماية القانون والمجتمع ، والتستر على مجرم أثيم ضائع في الإجرام .
- حماية المستثمرين من عمليات الاختطاف ،أوأحد المقربين منه ، والتي قد تستخدم هذه العمليات من أجل تهديد رجال الأعمال وإبتزازه ، أو إجباره على الخروج من الدولة ، وعدم الاستثمار فيها أو العودة إليها مرة أخرى
الخلاصة
لما عرض من أهمية لأمن الاستثمار من حيث كون تواجده يحقق عناصر الاستقرار ، وعناصر الطمأنينة سواء للمستثمر أو للبلد المضيف للاستثمار ، يوضح له كافة حقوقه وكافة التزاماته ، ويصون ويحمي هذه الحقوق ، أما إذا لم يكن أمن الاستثمار متوافراً ،فأن عوامل القلق والتوتر والخوف تدفع المستثمر إلى الهرب خشية تعرضه لهذا الخطر ، فان هلاك حقوق المستثمر وتعرضه ومشروعه للتهديدات والمخاطر المختلفة تدفعه إلى عدم الاستثمار في هذه الدولة ، والتي تصبح طاردة للمستثمرين فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص


.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة




.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر


.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ




.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا