الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصور الأصلي لخلق الإنسان (آدم وحواء) وقصة سقوطهما

ابرام لويس حنا

2024 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في البدء يجب علينا ذكر التصور القديم عن أصل البشرية حسب التوراة، حيث كان يُصور المرء كأنه نجماً حي في السماء كقوله اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ (تث 1: 10)، سَبْعِينَ نَفْسًا نَزَلَ آبَاؤُكَ إِلَى مِصْرَ، وَالآنَ قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ (تث 10: 22)، كما تَصور الفكر القديم وجود (نور/ روح) داخل أجساد المخلوقات؛ فعند الموت يرجع المرء كما كان تراباً، ولهذا كان السؤال دوماً ما الذي يجعل هذا التراب حي؟! وكانت الإجابة هي أن الله ألقي بداخله نوراً، كقوله وَجَبَل الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا עָפָר مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ، فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً (تك 2: 7)، وعُبر عن الجسد بالعَفر/ التراب لإشتراكهما في اللون ولإستحالة الجسد بعد الوفاة للعفر أي التراب الذي يُطابق لونه اللون الأسود في الليل وهو لون الظلمة التي تحيط بالنجم مِن ظلمة في السماء، وهو كذلك اللون الأبيض وهو لون جَلد السماء المُحيط بالشمس، فآدم هو (حامل نور الإله) كالنجم أو الشمس، وحين يقل الكتاب فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا (تك 2: 21) فهو يُشبه اِستَلقَاء النجم كأن الظلام مَد يدُه عليه ليأخذ نوره ويوجد بها (نورًا) جديداً أي حواء أو كأن الظلمة مدت يداها على الشمس لحظة الغروب لتأخذ نورها أثناء إستلقاءها لتولد بها نوراً جديداً كقوله فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ/ يهوه إيلوهيم/ الآلهة יְהוָ֙ה אֱלֹהִ֧ים سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا (تك 2: 21)، والمُلاحظ هنا أن التصوير يُصور الظلمة بكونها إيلوهيم وهو ما يوثق إرتباط إيلوهيم بكونه (حاملاً وحاويا للنوروالظلمة)، لذا سُميت المرأة (بحواء) لإحتواءها نور الرجل كقوله وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ חַוָּ֑ה» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ (تك 3: 20) وبالتالي المراة تُعتبر جزء من نور آدم لذا قال آدم هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي (تك 2: 23)، ولانهما نورين أمر الإله إياهما قائلاً مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ (تك 2: 16- 17)، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا (تك 3 : 2- 3)، حيث قًصد بالشجر هنا النور كنور النجوم، فالنجوم تحمل النور كالشجر الذي يحمل الحياة بداخله وتتفرع من الغصون وتسقط منه الثمار الحية وكالإنسان الذي يُشبه الشجر والنجوم إذ يحوي النور بداخله ويحمل ويرفع الحياة ويهبها كذلك لمن يُريد، فالله أمرهما بالاندماج بالنور في حين منع الإرتباط بالشجرة التي في وسط الجنة المعروفة بلقب شجرة (الموت والحياة أو الخير والشر)، تلك الشجرة (الأم) التي نتجت لإتحاد النور بالظلمة أو ببثق نور الإله داخل الظلمة (الفوضى) ثم تولدت عنها بقية الأشجار إلا أن بقية الأشجار فضلت النزول (التواضع) والإرتباط بالنور عن الظلمة، فالعمق (الوسط) يحمل كل الظلمة، وبالتالي حذرهما الله بالإتجاة نحو الظلام الدامس، إلا انهم فضلوا (التكبر) والإبتعاد عن نور الإله وأنواره في الطبيعة كالنجوم والشمس، وفضلوا ثمرة التكبر والعلو إلى أن أختفى نورهما وأحاطت بهم الظلمة من كل جانب، وكان هذا نتيجة للإبتعاد عن أصل النور وهو (الله) كأنهم أرادوا أن يرتقوا لمكانة الآلهة (إيلوهيم) لذا يقل الكتاب وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ (تك 3: 5)، فأختفى نورهما وظهرت سوآتهما ، لذا خاطا لأنفسهم (ورق أسود) كقوله فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ (تك 3: 7)، فلون ورق الشجر في الليل هو أسود قاتم، واختفيا عن نور الإله متوشحين بالظلمة من كل جانب لذا يقل الله فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» (تك 3: 9)، فنورهما قد زال وأصبحا كالظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج