الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لا يخاطب العقول.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2024 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا سألتني أنا عن رأيي بصراحة في الدين ،سأقول لك وبكل راحة ضمير أن الدين لا يخاطب العقول ولا يمكن أن يخاطب العقول،لانه لو فعل ذلك لترك الناس الدين ،لكونه لا يخالف العقل بل يتفق معه فهم اذن ليسوا بحاجة للدين لأن العقل يغني عنه، ولأن الدين بالأساس هو إيمان بالغيب يخاطب العواطف والأحاسيس مباشرةً، وفي كثير من الأحيان ينزل إلى مستوى أدنى في خطابه كما تخاطب الأم طفلها وهو يسألها تلك الأسئلة،فقطعا لا تجيب الأم أطفالها إلا بما يتماشى ويناسب عقولهم الصغيرة كما نقول وتناسب نفوسهم التواقة إلى معرفة الأشياء ..أستطيع أن أقول أن سر بقاء الدين واستمراره بالإضافة إلى ادعائهم أنه من الله أو من السماء فهو إذن مقدس لا يأتيه الباطل ولا يجوز الشك فيه ،أنه بكل بساطة يلتف حول تلك العواطف التواقة إلى معرفة الغيب ،وأين يجد الدين أفضل من هذا الوتر الحساس ! ولأننا كبشر أينما كنا في بقاع الأرض لا نستطيع في حياتنا الدنيوية أن نلمس الغيب والعالم الآخر بعد الموت ،دخل الدين وبقوة ونجح ومنذ العصور المبكرة في أن يملى تلك الفراغات واعطى نفسه الحق في الجواب على تلك الأسئلة ولكن ليس قبل أن يطعمها بهالة من الترهيب والترغيب،من حساب وعقاب من جنة ونار…فأما الإيمان والخلاص أو الكفر والهلاك ؟؟؟؟؟ …ولهذا يسأل تلاميذ المسيح عن ذلك الغيب وعن ملكوت الله، ويسأل الصحابة عن تلك الجنة ووصفها….لأننا نريد عالم آخر فيه خلود لا فناء .عالم نرتاح منه راحة أبدية (اكل ومرعى وقلة صنعة)،ولان الدين يخاطب مشاعرنا ليلا ونهارا بأن عالمنا هذا ماهو إلا بعالم عبثي ،كان لابد أن يتجه الإنسان بطبيعة الحال إلى الدين…وما دام الإنسان يشعر بالضعف وعدم القدرة على موازنة الأمور بعقله لا بعواطفه إذ يحاول أن يقنع نفسه بأن هناك قوة خارقة خلقت هذا الكون وهي تتحكم بحياته الدنيوية وهناك وسائل يمكنه من خلالها الاتصال بتلك القوة والحصول على الرضا………… ينجح الدين……… ويستمر.


تحياتي..
نعم للتنوير…لا للتخدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي