الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قبّل أولا؟ علم الآثار لديه إجابة

ماجد علاوي

2024 / 2 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


من قبّل أولا؟ علم الآثار لديه إجابة.

قام زوجان من الباحثين "بوضع الأمور في نصابها الصحيح" بشأن التاريخ القديم للعناق.

بقلم فرانز ليدز/ نيويورك تايمس
ترجمة: ماجد علاوي
13 شباط 2024
هذه قصة حب: خلال ربيع عام 2008، قبل وقت طويل من تقديم دليل على أول قبلة مسجلة للبشرية، التقت في الليل، شفتي صوفي لوند راسموسن وترويلز بانك أربول في أول ليلة سعيدة لهما. التقيا قبل أسبوع في حانة بالقرب من جامعة كوبنهاغن، حيث كان كلاهما طالبين جامعيين. قالت الدكتورة راسموسن: "لقد سألت ابن عمي عما إذا كان يعرف أي رجل أعزب لطيف بشعر طويل ولحية طويلة". " قال: " بالتأكيد، سأعرفك على مثل هذا الشخص".
كان الدكتور أربول، بدوره، يبحث عن شريكة تشاركه اهتمامه بعلم الآشوريات، ودراسة لغات بلاد ما بين النهرين والمصادر المكتوبة فيها. قال لها: "لا يعرف الكثير من الناس ما يفعله عالم الآشوريات بالفعل".
"أنا أعرف"، أجابت الدكتورة راسموسن، التي درست بعض من نفس هذه المواضيع.
قال الدكتور أربول، وهو الآن أستاذ علم الآشوريات في الجامعة: "عندما سمعت ذلك، عرفت أنها كانت المقصودة".
بعد ثلاث سنوات تزوجا. الدكتورة راسموسن هي الآن عالمة بيئة في وحدة أبحاث الحفاظ على الحياة البرية بجامعة أكسفورد وجامعة ألبورغ في الدنمارك.
في إحدى الليالي على العشاء في عام 2022، ناقش الزوجان - كما يفعل علماء الحب - دراسة وراثية جديدة ربطت متغيرات الهربس الحديثة بالتقبيل من الفم إلى الفم في العصر البرونزي، حوالي 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد. وقد حدد بحث "تاريخ موجز للتقبيل" ورد في المواد التكميلية للدراسة، جنوب آسيا كمكان المنشأ للتقبيل، وتتبعت الدراسة أول أثر أدبي يعود إلى 1500 قبل الميلاد، عندما تم تدوين المخطوطات السنسكريتية الفيدية للتاريخ الذي كان يتداول شفهيا.
اقترح الباحث في جامعة كامبريدج، أن هذا التقليد - وهو سلف تقبيل الشفاه ويتضمن حك الأنوف والضغط عليها معا - تطور إلى العناق الشديد. وأشارت إلى أنه بحلول عام 300 قبل الميلاد - عندما تم نشر دليل كيفية ممارسة الجنس الهندي، كاما سوترا - انتشر التقبيل إلى البحر الأبيض المتوسط مع عودة قوات الإسكندر الأكبر من شمال الهند.
لكن الزوجين اعتقدا أن هذه لم تكن البداية للعناق. قال الدكتور أربول، الذي يتمتع بخبرة في الروايات القديمة للتشخيصات الطبية والوصفات الطبية وطقوس الشفاء: "أخبرت صوفي أنني أعرف روايات أقدم مكتوبة باللغتين السومرية والأكدية".
وقالت الدكتور راسموسن، المتخصصة في القنافذ "لذلك قمنا بالتحقق من ذلك بشكل مضاعف بعد العشاء"،.
لقد فحصا النصوص المسمارية على ألواح طينية من بلاد ما بين النهرين (العراق وسوريا الحديثة) ومصر للحصول على أمثلة واضحة عن التقبيل الحميم. ونتج عن تحقيقهم تقرير نشر مؤخرا في مجلة Science والذي أدى إلى إرجاع توثيق تاريخ أقدم للتقبيل بمقدار 1000 عام وقلب الفرضية القائلة بأن الأشخاص من منطقة معينة كانوا أول من قبلوا وأعلنوا ذلك.
ويؤكد الفريق الدنماركي للزوج والزوجة أنه منذ أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد على الأقل، كان التقبيل جزءا واسع الانتشار وراسخا من الرومانسية في الشرق الأوسط. وقال الدكتور أربول: "لم يكن التقبيل عادة ظهرت فجأة، ومنسأه نقطة محددة". "بدلا من ذلك، يبدو أنه كان شائعا عبر مجموعة من الثقافات."

محفور في الطين
اقترح الدكتور أربول والدكتورة راسموسن أن أقدم توثيق للتقبيل كان محفورا في أسطوانة بارتون، وهي لوح طيني يعود تاريخه إلى حوالي 2400 قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف القطعة في مدينة نيبور السومرية القديمة في عام 1899، وسميت على اسم جورج بارتون، أستاذ اللغات السامية في كلية برين ماور، الذي ترجمها بعد 19 عاما. وهي حاليا في متحف الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة بنسلفانيا، حيث قام الدكتور بارتون بتدريس اللغات السامية وتاريخ الدين هناك من عام 1922 إلى عام 1931.
تتضمن الكتابة الموجودة في القطعة الأثرية، أسطورة الخلق السومرية ومشاكل الإمدادات الغذائية في نيبور، العاصمة الدينية الأصلية لبابل ومقر عبادة إنليل، حاكم الكون. وفي العمود الثاني من النص، يمارس إله ذكر، ربما إنليل، الجنس مع الإلهة الأم نينهورساج، أخت إنليل، ثم يقبلها. وفي وسط هذا المرح الإلهي، يزرع الإله الذكر بذرة "سبعة توائم من الآلهة" في رحمها.
وقال غونزالو روبيو، عالم الآشوريات في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن الجزء الأكثر إقناعا في القصة هو تسلسل الأحداث. وقال: "في تصوير فعل التقبيل في الأدب السومري، يمارس الأشخاص الجماع أولا، وبعد ذلك فقط يقبلون". "إنه ما بعد الممارسة الجنسية من نوع ما، وليس مداعبة مسبقة."
على الرغم من أن وجود سجلات تقبيل في بلاد ما بين النهرين قد يمثل هزة أرضية لعلماء اللغة، الأكاديميين الذين يدرسون برصانة علم القبلة، إلا أنه خبر قديم بالنسبة لعلماء بلاد ما بين النهرين. تقول الدكتورة راسموسن: "هناك ميل للتركيز على الداخل وليس إلى الخارج في المجال الصغير للتخصص في علم الآشوريات"، "فبقدر ما يحب علماء الآشوريات النقاش فيما بينهم، إلا إنهم لا يتحدثون إلى أشخاص آخرين في الواقع."
أشاد الدكتور روبيو، الذي لم يشارك في المشروع، بالدكتور أربول والدكتورة راسموسن لإعادة كتابة تاريخ التقبيل بشكل فعال. وقال: "لقد هدفوا إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح وتوصلوا إلى تصحيح مثل هذا النهج الاختزالي للسلوك البشري".
هل كانت القبلة السومرية مجرد قبلة؟ يقول الدكتور أربول: في المقاطع الأولى، تم وصف التقبيل بالعلاقة مع أفعال الإثارة الجنسية، وكانت الشفاه هي موضع القبلة. وفي اللغة الأكدية، وهي لغة سامية مرتبطة بالعبرية والعربية اليوم، وجد هو والدكتورة راسموسن أن الإشارات إلى التقبيل تنقسم إلى فئتين تقريبا: قبلات "الوالدين الودودين" والقبلات "الرومانسية الجنسية".
الأول هو عرض للعاطفة العائلية أو الاحترام أو الخضوع، مثلا عندما يقبل الرعايا الملكيون أقدام الحاكم. وقال الدكتور أربول: "تحدث القبلة الجنسية الرومانسية لأجل فعل جنسي أو لعلاقة حب"، وعلى عكس القبلة من النوع الأبوي الودود، فهي ليست عالمية من الناحية الثقافية.
وأضافت الدكتورة راسموسن: "لوحظ تقبيل الشفاه في الشمبانزي والبونوبو، أقرب أقربائنا الأحياء". وفي حين أن قبلة الشمبانزي الأفلاطونية تحدد التوافق، فإن البونوبو يداعب من أجل الإثارة الجنسية - ويتراوح اتصالهم الجنسي من الجنس الفموي إلى التواء اللسان الشديد. وتقول الدكتورة راسموسن: "إن ممارسات التقبيل لهذه الرئيسيات تشير إلى شيء أساسي بعيد في تاريخ البشرية".

تلميح إلى الكيمياء
يعود التاريخ السومري المكتوب إلى القرن 27 قبل الميلاد وينتهي بشكل أو بآخر بعد ألف عام عندما انهارت الحضارة بعد غزو العيلاميين. وقد ترك الأمر للجمهوريين في روما القديمة، الذين كان التقبيل بالنسبة لهم علما وفنا رفيعا، لصياغة تراتبية القبلات وتسمية كل نوع منها باسم مناسب. كانت الأوسكالوم، قبلة عجلى عفيفة ولكن حنون على اليد أو الخد، كتحية. وكانت الباسيوم عبارة عن لقاء فمين مغلقين والشفة على الشفة بين الأصدقاء المقربين. وكانت السافيوم هو كل ما يقبل – وهو ما نسميه الآن قبلة فرنسية.
تقول الدكتورة راسموسن، في بلاد ما بين النهرين القديمة، كان التقبيل لا يشجع خارج الزواج. وقد صادفت نصا واحدا، من عام 1800 قبل الميلاد، يوضح بالتفصيل كيف إن امرأة متزوجة كادت أن تعتبر ضالة بسبب من قبلة مفردة من معجب ذكر. واعتبر العناق مع شخص، ولو لم يكن يكون نشطا جنسيا، جريمة على قدم المساواة مع الزنا. وقال الدكتور أربول: "كان يعتقد أن تقبيل الكاهنة سيحرم من قبلها من القدرة على الكلام".
بالنسبة للرومان في العصر الإمبراطوري، كان تقبيل الحبيب في الأماكن العامة يعتبر أيضا غير لائق. وقد يعتبر خطرا على الصحة أيضا. وفي القرن الأول الميلادي، حاول الإمبراطور تيبيريوس حظر التقبيل عند ممارسة وظائف الدولة، بسبب انتشار وباء قروح الزكام على الأرجح. وقد أشار الدكتور أربول إلى أن مجموعة كبيرة من الكتابات الطبية من بلاد ما بين النهرين ذكرت مرضا يسمى بو شانو، تشبه أعراضه أعراض عدوى الهربس البسيط. "يظهر المرض بشكل رئيسي في الفم والبلعوم وحولهما "، وقال الدكتور أربول إن "اسم هذا المرض مشتق من فعل يعني الرائحة الكريهة ".
تكتب شيريل كيرشنباوم عن كيمياء الانجذاب في كتابها "علم التقبيل: ما تخبرنا به شفاهنا"، كيف أن القبلة تشبك شخصين معا في تبادل الألوان والأذواق والملابس. وتعتقد الدكتورة راسموسن أن التقبيل تطور كطريقة لتقييم الشركاء المحتملين من خلال رائحتهم.
وقالت: "مع كل من البشر والقنافذ، إن الأمر كله يتعلق بالعثور على الشريك الأقوى والأكثر صحة لإنتاج النسل الأقوى والأكثر صحة". "لذلك تقوم لا شعوريا بتقييم مدى ملاءمة الشخص من خلال الإشارات الكيميائية مثل رائحة الفم الكريهة، والتي قد تشير إلى أسنان سيئة، وقد تشير ايضا إلى جينات سيئة."
لا تزال الدكتورة راسموسن تتذكر تلك القبلة الرقيقة الأولى مع الدكتور أربول، والتي حملت رائحة شاي الكركديه الذي أعدته للتو. ما هي القبلة؟ رددت في ذاكرتها سطرا من الشاعر روبرت هيريك: "الشيء المؤكد، إنها السمنت والغراء والكلس العذب للحب" [يبدو أن الشاعر كان خلفة بناء! م.ع].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي