الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستعلام الأمنى والتخلف الأممي

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

2024 / 2 / 17
المجتمع المدني


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد؛

من سمات التخلف والرجعية في دول العالم الثالث ما يعرف بالاستعلام الأمني سواء في الترقيات للوظائف القيادية
والمستحدث هو الاستعلام عند الرغبة في إنشاء المشروعات المتنوعة كبيرها وصغيرها.

ورغم أن ذلك يمثل اهانة كبيرة للمواطنين بل وللدولة بأثرها بتخوين مواطنيها ولا ينطبق ذلك على المستثمر الأجنبي
بالإضافة إلى الجهد المبذول للاستعلام عن كل من يرغب في إنشاء مشروع، جهد يرهق تلك الأجهزة في عمل لا طائل
من وراءه سوى فى فتح أبواب الفساد الإداري والتخلف الاقتصادى.

والعجيب أنهم لا يعترفون بالسجل الجنائي - Criminal Record - او صحيفة الحالة الجنائية رغم انها تصدر من
نفس المصدر، وحتى تلك الصحيفة الجنائية وان كان بها جرائم تم أداء عقوباتها فإنها تصير كالعدم ومن ابسط حقوق
المواطن ان يندرج في عمل مشروع ليكون مواطنا صالحا.

واعرض هذا الموقف الذى حدث أمامي منذ عدة سنوات ويدلل على كيف سبقتنا دول الغرب علميا وسياسيا واقتصاديا؛
وكيف ان مواطنيها يحترمون بعضهم البعض ويحترمون جنسيتهم.

اشترطت احدى الشركات الأوروبية الراغبة في تسويق منتجاتها الدوائية محليا أن يسافر احد الشركاء المستوردون
لرؤية المصنع على الطبيعة وكيف أنهم يتبعون قواعد التصنيع الجيد GMP بالإضافة إلى معايير الجودة العالمية كالايزو وغيرها.

ذهب أحد الشركاء الى القنصلية للحصول على تأشيرة الدخول -الفيزا- فوجد العشرات من الشباب سبقوه فى طابور طويل
انتظارا؛ فما كان منه الا ان اتصل بمدير التسويق في الشركة الأوروبية فطلب منه إعطاء الهاتف لأي مسؤول من جنسيته
ليتحدث معه طبعا دون سابق معرفة وفي دقائق تغيرت المعاملة الى معاملة ملوك وأنهى ما يريده في دقائق.

هذا نهج من يريد التقدم وديدن من يريد جذب الاستثمارات وتشجيع المستثمرين احترام المواطن وعدم تخوينه.

ورغم ان رجال الامن في غاية الاحترام ولكنها الاوامر؛ فرجل الامن درس قانون وفرق حقوق انسان وغيرها الا انه يتلقى
تعليمات واوامر ويقف حائرا بين ما تعلمه وما هو مطلوب منه.

ان ما يصرف على اجهزة الاستخبارات في دول العالم الثالث يكفي في سنوات قليلة لسد ديون تلك الدول؛ مصاريف بلا طائل اريد
من تلك الاجهزة منذ نشأتها وحتى اليوم ان تخبرنا؛ كم جاسوسا نجحت في الايقاع به مقابل كل تلك المليارات التى تنفق؟
بل وما قيمة ما قاموا بنقله من معلومات؟
ولما اختاروا هذا الطريق اصلا؟.

ان دمج تلك الأجهزة سيكون مفيدا لمحاربة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والدعارة الدولية وتجارة الرقيق الأبيض
والخطف وسرقة الأعضاء وغيرها من الجرائم والتهريب وغسيل الاموال وغيرها من الجرائم التى تهدد بالفعل أمن الاوطان.

منظر يثير السخرية من رجل او رجال امن يمسكون ورقة بها بعض اسماء راغبي العمل او راغبي انشاء مشروع، ويجوب
الشوارع يسأل ويتحرى عنهم في مشهد كلاسيكى يصلح لافلام الابيض والاسود او السينما الصامتة؛ أليس هناك اهم من ذلك بما يليق
بقيمة رجل الامن وقامته في النفوس؟

من يتحمل نتيجة اعاقة العمل نتيجة تلك الاجراءات العقيمة والتى تتنافى مع الديموقراطية ومع ابسط مبادئ حقوق الانسان
بأن يجد له عملا او ينشأه له ولغيره.

ومن يتحمل ان يحنث الموظف بقسمه او يسرق مستندات حتى يعرقل العمل وينفذ التعليمات الشفهية؛ ومن ومن ومن؟
ان تصاريح إقامة مشروعات تتم في الخارج بل في الدول العربية في يوم عمل واحد؛ هكذا سبقت الدول العربية
التى بدأت حديثا؛ وما زال التفكير بعقلية الخمسينات من القرن الماضى وطالما استمرت تلك العقلية
فلن نتقدم أبدا.
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية


.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق




.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري