الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية المفترى عليها فى الشرق الاوسط

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2024 / 2 / 18
المجتمع المدني


تنقسم دول العالم الى ثلاثة انواع رئيسية فى نظامها وقوانينها ودستورها فهناك دول دينية ودول ملحدة ودول علمانية
فالدول الدينية التى ينص دستورها ومعظم قوانين الدولة الى تعاليم الدين ومن امثلتها مصر والسعودية وايران وافغانستان والصومال وباكستان وليبيا والسودان والجزائر والمغرب والبحرين والكويت والاردن وقطر والبحرين , وبالنسبة الى مصر فقوانيين الاحوال الشخصية من حيث الزواج والطلاق والمواريث يتبع الشريعه الاسلامية اما القانون المدنى والجنائى فيتبع معظمة للقانون الفرنسى .
اما بالنسبة للدول الملحدة فتعتبر كوريا الشمالية هى اشهر دولة ملحدة فى الوقت الحاضر حيث لا تسمح الدولة لمواطنيها باعتناق اى ديانة او ممارسة اى طقوس دينية .وفى الماضى كان الاتحاد السوفيتى والبانيا دول ملحدة تمنع الدين , ثم بعد تفكك الاتحاد السوفيتى اصبحا روسيا علمانية
اما الدول العلمانية فهى على سبيل المثال لا الحصر كل دول الاتحاد الاوربى وامريكا وكندا وروسيا واستراليا واليابان .حيث ان تعريف العلمانية ببساطة شديدة هى ان يكون الدستور والقانون طبقا لقوانين تساوى الحقوق والواجبات لكل افراد المجتمع بالتغاضى عن عرقه ودينه وان كل انسان حر فى اختيار ما يعتنقة ولا سلطان دينى لاى معتقد على قوانيين الدولة .
اى ان المعتقد الدينى حرية شخصية ولكن لا تفرضه على غيرك .هذا التعريف لم يعجب بعض رجال الدين فى الشرق الاوسط فهاجموا العلمانية بكل ما اتوا من قوة واعتبروها كفرا والحادا لسبب بسيط وهى ان العلمانية تقوض مكاسبهم وسلطانهم فى المجتمع وجعلوها تساوى الالحاد حتى ينفر المتدين البسيط منها رغم ان العلمانية لا تدعوا بتاتا للالحاد وانما تعترف بحرية المعتقد .
ونظرا لان معظم مواطنى دول الشرق الاوسط لا يقرأون كثيرا فى الثقافة العامة ( معظمهم وليس كلهم ) وياخذون معلوماتهم من رجال الدين فقد نجحوا ببراعة تامة فى شيطنة العلمانية واعتبارها رجس من الشيطان وضد الدين ومرادفة للكفر والالحاد وتشويهها تماما .
ومن هذا المنبثق يتضح لنا اهمية ودور الاعلام فى دول الشرق الاوسط لشرح معنى العلمانية الصحيح لرجل الشارع لان وجود العلمانية يمنع الصراعات الدينية والطائفية
فاوربا شهدت فى العصور الماضية صراعات دامية شديدة بين الكاثوليك والبروستنانت سقط فيها مئات الاف بين قتلى وجرحى وامتدت سنوات طويلة وكانت فى منتهى الشراسة
وجائت العلمانية لتضع الامور فى نصابها الصحيح وتضع المعتقد الدينى فى مكانه الصحيح كحرية شخصية ولا يفرض بالقوة او القانون .
ومعظمنا قد يعرف الكاتب د. علاء الاسوانى والذى يختم كل مقالاته وندواته بجمله الديمقراطية هى الحل . ولكن الديمقراطية فى مجتمع غير علمانى لن تكون الحل لان الديمقراطية قد جلبت فى يوم من الايام امثال الخمينى بايران .
اما فى المجتمعات العلمانية فان الديمقراطية فعلا من الممكن ان تحضر الافضل .
على هذه المجتمعات اصلاح ما افسده بعض رجال الدين بتشوية العلمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة