الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلام مجاهدى خلق

شريف حتاتة

2024 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إسلام مجاهدي خلق
----------------------------------
أجلس في حديقة الفندق، وانتظر .. الفندق اسمه « دولفين سكوير» أي «مربع الدرافيل» والحديقة واسعة مربعة تحيط بها المباني المقامة بالطوب الأحمر المصقول . في منتصفها «فسقية» وتمثال من البرونز لثلاثة درافيل يمتطون بعضهم كالأطفال يلعبون «النطة » ... ويحملقون ناحيتي بنظرة ساخرة.
هل الأنثى هي الأصل؟
-------------------------
في «الفسقية» أسرة من البط.. الأب والأم ، وست بطات صغيرات ريشهم كالزغب الناعم كلما ابتعدت عنهم الأم صرخوا بصرخات رفيعة متتالية ، وسبحوا بسرعة وراءها . أحيانا يلتفون حولها ، ويدفنون أنفسهم . في ريشها ، فتبسط جناحيها حولهم أحس بها ترمقهم طوال الوقت بعين حارسة . أما البط الذكر، أب الأسرة ، فهو يظل بعيدا كأنه لا علاقة له بها .. ولا يهمه أمر أفرادها ، مترفع عن الاهتمام بشئونها . إذا اقترب تظهر علامات الذعر على البطات الصغيرات وتندفع سابحة إلى ركن بعيد. لكنه أغلب الوقت مشغول بنفسه، ولا يعيرهم أي اهتمام . يسبح وحده ، ، أو يرقد في الشمس ليجفف ريشه أو يتشقلب» فى الماء بحركات بهلوانية كأنه يريد أن يجذب الانتباه إليه أن يشهد أفراد أسرته ، ويشهد الناس الذين يتوقفون عند «الفسقية» على قدراته العجيبة. لكن لا أحد يهتم به . فالجميع أطفال، وكبار ، رجال ونساء ينظرون بتعاطف وإعجاب شديدين إلى العلاقة الجميلة القائمة بين البطة الأم، والبطات الصغيرات.
وصلت إلى لندن في الصباح بدعوة من اللجنة الوطنية للمقاومة الايرانية. جلست فى الحديقة انتظر . مرافقی حسین» «مدنی» شاب إيراني نحيل الجسم عيناه الواسعان ، السوداوان تشعان بالدف عندما سألته عن اسرته قال في إيران قلت وزوجتك ؟ قال : على الحدود بين العراق وإيران ... تحمل السلاح مع المجاهدين».
اندهشت .. ولكن فيما بعد كلما سألت رجلا منهم جاءتني الإجابة نفسها زوجتى تحمل السلاح مع المجاهدين » ثم يضيفون : «النساء يشكلن نصف قواتنا المسلحة حاربن فى عدة معارك ، ودورهن ليس متعلقا بالأعمال المساعدة وإنما بالقتال . القيادة العامة لجيش التحرير الايراني مكونة اغلبها من النساء . أثناء المعارك ابتكرن خططا للقتال تقلل الخسائر على الجانبيين. فالمرأة تميل إلى الحفاظ على الحياة البرلمان الذى كوناه في المنفى مكون من ٥٣٢ عضوا أكثر من نصفهم من النساء . أغلبية مجلس المجاهدين القيادي من النساء. المرأة تشارك على قدم المساواة في جميع مجالات النشاط السياسي والفني والادارى وفى جميع المستويات التنظيمية الخاصة «بحزب مجاهدي خلق» أي «مجاهدى الشعب». فتحرير النساء لابد أن يتم بيد النساء. وتحرير الوطن لا يتم إلا بجهود الرجال والنساء فلا يوجد وطن حر في مجتمع يستعبد النساء».
عندما حضر «حسين مدنى» ليستقبلنا أنا ونوال السعداوى ومنى حلمى في مطار هيثرو » كانت معه امرأة اسمها «مهرافروز» ظلت معنا طوال الأسبوع الذي قضيناه في «لندن» .عمرها خمس وثلاثون سنة ، عيناها سودوان كالفحم نفس العيون ونفس البريق والحواجب السود ، والأنف البارز قليلا . نفس الملامح الإيرانية لها جاذبية خاصة ، والحماس للحركة التي تنتمى إليها وتعمل في سبيلها طوال النهار وإلى ساعة متأخرة من الليل. ألمحها أحيانا وهى تغالب هبوط جفنيها فوق العينين من شدة التعب. تحس بنظراتي على وجهها فتفتح عينيها ، وتبتسم بهدوء ثم تستأنف الحديث عن أهداف «مجاهدي خلق» عن نظام الملالي في إيران ، وقسوته على الشعب ، عن ضرورة التخلص منه عن القوى العالمية التي تتربص بالمجاهدين» تريد أن تستخدمهم للضغط على الحكم في إيران، ولكنها يمكن أن تنقض عليهم في أي لحظة .. حول رأسها ترتدى الحجاب مثل كل زميلاتها ومثل قائدتها مريم رجوى » رئيسة حكومتهم في المنفى.
الاسلام وتجديد الفكر
------------------------
وقفنا أمام السيارة التي جاءت تنقلنا الحضور الاجتماع السياسي الذي دعينا إليه . فتح السائق باب المينيباس الحديث وقال «السلام عليكم . إنها التحية الدائمة التي سمعتها منهم فى التليفون، وعندما هبطنا في المطار، أو عندما يدخلون علينا فى أى مكان ، أو يلتقون بنا في بهو الفندق في مكتبهم، أو عندما يودعونني على الباب قرب منتصف الليل بعضهم يجيدون اللغة العربية وتتردد الآيات القرآنية في حديثهم . لغتهم هي الفصحى فأرد عليهم بها حتى يفهموا ما أقوله . فاللغة الدارجة يصعب عليهم فهمها .
السائق عيناه زروقاوان . ولد في كردستان في مناطق الشمال . بشرته قمحية اللون كأنه عاش فى الهواء الطلق . أسأله عن مهنته . يقول عندى دكتوراه في الهندسة من جامعة لندن». أشفق عليه من الانتظار . أسأله: وتعمل «سائق» ؟. يقول : عملى مهم. التقى بالزوار الأجانب وأتحدث معهم عن حركتنا .نشأت في أسرة غنية كان أبى من أكبر تجار «البازار» كنت أهوى سيارات السباق والرقص فى البارات حتى الفجر . ولكن جاء اليوم الذي أحسست فيه أن حياتى خاوية . وفى هذه الفترة قرأت شهادة كتبها خمسة مجاهدين قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم. بعدها قرأت كتابا ألفه قائدنا «مسعود رجوی» ربط فيه بين الإنسان والكون ، والبيئة التي تحيط بحياتنا بين الفن والعلم وبين السياسة والفكر ، بين الله ومسئولية البشر في خلق مجتمع يرضى عنه ، وحقهم في إعمال العقل فأنضممت إلى «مجاهدي خلق» وصرت منهم ...
استمع إليه وأتذكر أيام النضال الحزبى .. كنت شابا مستعدا لفعل أي شئ مهما كان متواضعا طالما أن الحركة تطلبه منى ، لكني لم أعد أشاركه رأيه الآن. ترى من فينا على حق؟ أم أن الحق يخــتلف من ظرف إلى ظرف، ويظل كل شئ منسوباً إليه ؟ .
كلما سألت أحدهم يتضح أنه حامل شهادة عليا في الهندسة ، أو الكيمياء ، أو الزراعة ، أو علم الأحياء ، أو الالكترونيات ، أو الفيزياء، أو الأدب ، أو الطب ،«فسعيد» السائق ليس استثناء بينهم . يتأمل أسئلتي قبل أن يرد . عيناه على الطريق ، ويده تمسح فوق جبهته يقول : «نظام الملالي انحرف بثورتنا». يقهر الشعب الإيراني بكل فئاته وعلى الأخص النساء. يجلدهن إذا سرن فى الشارع بلا حجاب . والحجاب يجب أن يعبر عن اختيارهن . إن أرادت المرأة فلترتديه، وإن خلعته فلتخلعه ولا إكراه في الدين، ولا قهر ، النساء قوة تحرير عظيمة. رأيت قدراتهن عندما أتيحت لهن الفرص فأيقنت ألا حركة وطنية يمكن أن تحقق أهدافها ، وأن تؤدى إلى تغيير مجتمعنا ، إلا بوعى النساء ونضالهن ، ومشاركتهن المتساوية مع الرجل في الفكر ، والجهد. سيدنا محمد جاء لتحرير البشر وليس لاستعبادهم يستوى ذلك الذكور والإناث وكل إنسان مهما كان ما لم يستطع هو تحقيقه بحكم الظروف التاريخية التي أحاطت به علينا نحن في هذا العصر أن نكمله، وأن تمهد لما سيأتي من بعد»..
التنبه للشئ الذي يولد
----------------------------
منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى مطار هيثرو » وصرت أتحدث معهم . وأنا أتذكر سنين الشباب والنضال ضد الاستعمار في عهد الملك، وجمال عبد الناصر هكذا أعاد إلى الأسبوع الذي قضيته مع «مجاهدي خلق» روح الشباب وأمدنى بشحنة متجددة كثيرا ما افتقدتها في الجو الذي أحاط بنا منذ سنين.
لم أكن أعرف الكثير عن «مجاهدي خلق» قبل هذه الرحلة إلى لندن ،وما زلت فى حاجة إلى معرفة المزيد عنهم عندما قامت الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه في أواخر سنة ۱۹۷۹ ، قرأت عنهم في الصحف أخبارا متفرقة لم تصل بي إلى شئ مهم . ثم وقع فى يدى كتيب عنهم ، وعرفت أنهم كانوا جزءا من الحركة الواسعة التي أطاحت بحكم الشاه ، والتي امتطاها الخوميني آخر الأمر ليصبح رئيسا لدولتهم. لكنى لم أتنبه إليهم . لم أدرك أن لهم قوتهم ، أنهم بعد انتفاضة ٢٠ يونيو سنة ۱۹۸٦ اتخذوا موقفا معارضا صلبا ضد نظام الملالي في بلادهم. إنه في الانتخابات التي جرت بعد الثورة لاختيار رئيس الدولة حصل مسعود رجوى قائدهم على أكثر من ثلاثة ملايين صوت. ومع ذلك لم يصبح عضوا في البرلمان. إن آلاف المجاهدين والمجاهدات دخلوا السجون وتعرضوا للتعذيب حتى الموت. إنهم فقدوا مائة ألف شهيد في المعارك ضد هذا النظام، وأنه تكاد لا توجد أسرة إلا وفقدت أحد أبنائها أو بناتها أو تشردت في المنفى أو في السجن . أن لهم جيشا على الحدود بين العراق وإيران . لم أكن أعرف أن النساء تلعين هذا الدور القيادي والنضالي البارز في حركتهم ، وهى ظاهرة لم يسبق لها مثيل في أي حركة من حركات التحرير حتى فى الغرب ، وعلى الأخص في حركة ترفع راية الإسلام.
فهناك ظواهر لا تتنبه إليها بسبب الجهل ، أو قلة المعلومات في نظام عالمى يعطينا منها ما يريد، ويحجب عنا ما لا يخدم مصالحه ، أو بسبب الانشغال بالقضايا اليومية المحدودة، أو عدم تخطى الحدود الخاصة بالوطن بينما الوطنية المحدودة لم تعد تنفع وحدها في هذا العصر ، أو لأن عيوننا مثبتة على الغرب ولا نرى الشرق أو الجنوب الذي ننتمي إليه.
جاءتني كل هذه الأحاسيس وأنا أشهد ما شهدته . أدركت أننى كثيرا ما لا أتنبه للجديد ، إنه يحجب عنى مع أن الجديد هو الذي ينبئ بالغد. يبدأ صغيرا محدود النطاق ثم يتسع ويتسع ليحدث تغييرات عميقة في مجتمعاتنا . وظاهرة مجاهدي خلق يجب ألا تمر كمسألة عادية يمكن الانصراف عنها وإهمالها.
حركة إسلامية جديدة ؟.
-------------------------------
هبطت من السيارة التي أقلتنا إلى صالة آرينا » في حي کاناری رو » حی مینا، جنوب لندن ، فوجئت بالاف الناس ينتظرون خارج الباب دون أن يكون هناك أدنى مظهر للفوضى ، أو الارتباك، ودون ما يوحى بتوتر في الجو رغم المخاطر التي تحيط بأى اجتماع للحركة السياسية المسلحة المعارضة للنظام في إيران ، ، ودون أوامر تلقى بصوت عال، أو تشنج في الحركات ، أو دق بالكعوب على الاسفلت أو البلاط . الوجوه الايرانية كلها تحيينا بود وابتسام، ترحب بنا، تفسح لنا الطريق، تعامل الضيوف ببساطة ، وبتهذيب راق ، بلا هرولة ، ولكن بدف يجعلنا نشعر بأننا بين أصدقاء.
الصالة المزدحمة بخمسة وعشرين ألف من الرجال والنساء يجلسون صفا وراء صف في انتظار بداية الاجتماع . المنصة الضخمة مزدانة بالاعلام والزهور وعلى كل جانب منها ، في مواجهة الحاضرين شاشة كبيرة صعدت فوقها السيدة مريم رجوى رئيس الحكومة الايرانية في المنفى ودوت الصالة بالتصفيق والهتاف من عشرات الألوف من الإيرانيين المنفيين عن بلادهم. وعندما بدأت تتحدث استقبلت كلمتها بمظاهر الحماس والحب ، ورأيت الدموع تسيل على كثير من الوجوه.

كان مستوى التنظيم رفيعا في جميع المراحل . جرت الترتيبات بأسلوب عصرى ، وبالاستفادة من أحدث تكنولوجيا للإعلام . فعلى الشاشتين الكبيرتين اللتين كانتا تطلان علينا من أعلى نقل إلينا بالقمر الصناعي وقائع الاحتفال التوأم بانتفاضة ٢٠ يونيو سنة ١٩٨٦ ضد نظام الملالي في إيران. هكذا أمكننا أن نشاهد «مسعود رجوی قائد المجاهدين وهو يلقى كلمته على المقاتلين والمقاتلات . رأيناه يتبادل التحيات مع جنوده ، ويرسل سلاماته إلي زوجته مریم رجوی ، ويحيى الايرانيين المنفيين المجتمعين في صالة «ارینا» التي كنا فيها . سمعناه وهو يحيى منى حلمى على مقالها الذي نشرته تحت عنوان «الثورة تجعل الإنسان جميلا ويقول إن هذا المقال غير فيه، وأنه وزع على كل المقاتلين والمقاتلات ، وأنهم سيستخدمونه لعمل فيلم قصير.
في الوقت نفسه عن طريق البث المعاكس شهد المحتفلون على الحدود الإيرانية وقائع الاحتفال الذي كنا فيه . شهدوا «مريم رجوى» وهي تتحدث إلينا ، وصفوف المجتمعين فى الصالة ، والحماس، والحب والحرارة التي حيوا بها المجاهدين المعسكرين على الحدود الإيرانية . هكذا أحس الفريقان بأنهم جزء من شئ واحد، أن قوة كل منهما تصب في الآخر، أن التحرير يتم بالتعاون بين قوة السلاح وقوة السياسة طالما أن الهدف واحد . وهكذا شارك الجنود على الحدود والمنفيون عن بلادهم في احتفال واحد رغم البحار والجبال وآلاف الكيلومترات التي تفصل الواحد منهم عن الآخر.
لكن ربما أهم من كل ذلك هو السؤال الذى خطر في بالي أثناء الأسبوع الذي قضيناه مع حركة مجاهدي خلق وجناحهم السياسي. هذه الحركة التي تناضل تحت راية الاسلام ضد نظام الملالي السلفى في إيران والتي تستمد أصولها من ثورة مصدق الوطنية ضد الاستعمار والقهر ، ذلك الزعيم الذي فقد حياته دفاعا عن الوطن وثرواته والتى تزامنت مع ثورة يوليو بقيادة عبد الناصر . هذه الحركة التي يرتدى فيها النساء الحجاب ، والتي تتخاطب بآيات القرآن ضد الظلم بمختلف أشكاله ، والتى تجتهد فى تفسير الإسلام إلى درجة المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق وفي مختلف مجالات العمل والحياة ، وتضع تحريرها في صدارة أهدافها ، والتي تحتل فيها النساء مواقع القيادة جنبا إلى جنب مع الرجال، هذه الحركة التي تتحدث بلغة العصر . والعلم والتكنولوجيا والفن والشعر ، والحب والسلاح والشهادة ، هذه الحركة التى يغازلها الغرب ، ويحاول الاستفادة منها للضغط على نظام الملالي ، وفى الوقت نفسه يخشاها ويمكن أن ينقض عليها إذا دعته إلى ذلك مصالحه في بقعة من أهم بقاع العالم هل يمكن أن تكون بداية حركة ثورية جديدة في الإسلام؟.
إن الإجابة على هذا السؤال مسألة مهمة. إن كانت بداية بالفعل فمعنى هذا هو فتح آفاق لا نهاية لها للتغيير في كل بلاد المنطقة التي نحن جزء منها، من المشرق إلى المغرب، ومن المحيط الهندى إلى المحيط الأطلسي . فمنذ أن نشر النبي محمد دعوته كان الاسلام دائما عقيدة دار حولها صراع بين الحكام والأغنياء الذين أرادوا استغلاله كستار لتنفيذ مآربهم وبين المضطهدين والثوار الذين أرادوا أن يحرروا الشعوب من قيودها وتغيير حياتهم إلى الأفضل . أن التحرير باسم الإسلام طريق يمكن أن تنجذب إليه الجماهير الواسعة في بلادنا يحكم التاريخ والتراث ودور العقيدة ولكن التاريخ أثبت أيضا أنه طريق ملئ بالمزالق.
هل «مجاهدی خلق» قادرون على تخطى هذه المزالق ؟ وهل يمثلون حركة تجديد عميقة في الإسلام؟ أن هناك مؤشرات تشير إلى ذلك مؤشرات لمستها في الأسبوع الذي قضيته بينهم والتي نمت فيها علاقات فيها احترام وتقدير متبادل، وعواطف من الود نحو الافراد الذين عرفناهم . إنها أسئلة ليست لى إجابة قاطعة عليها .
------------------------------------------------------
من كتاب : العولمة والاسلام السياسى 2008
-----------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah