الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوراة والتلمود والمدراش - مقتطفات من الطبعة الثانية من أساطير الدين والسياسة

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2024 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وفى سنة 358 ق.م أرسل الملك أرتكزكيس الثالث عزرا الكاهن ، الذى إشتهر فيما بعد بعزرا الكاتب ، لإتمام المهمة الحاسمة والأخيرة بإكمال تأسيس المعبد وتثبيت شريعة إسرائيل وإعادة تأسيس دولة اليهود حليفاً مستقلاً لإمبراطورية الفرس ، وبالفعل عاد عزرا ومعه حاشية كبيرة وقدر من المال تبرع به الملك الفارسى ، وأتم تأسيس المعبد ونجح فى إعادة أورشليم قبلة اليهود الدينية وخاصة قبائل الجنوب ، يهوذا وبنيامين ، بينما إنفصلت السامرة بحياتها وتقاليدها حتى أقامت لها معبداً منفصلاً عن أورشليم على جبل جرزيم بالقرب من شكيم ، (نابلس الحالية) فى العصر السلوقى زمن انتيوخس الرابع أبيفانس المجنون ،،،
شرع عزرا فى كتابة التوراة ، أسفار موسى الخمسة ، من واقع السجلات والوثائق التاريخية التى أحضرها معه من بابل ، ومن واقع التأثير بنموذج الحضارة البابلية التى عاش فيها اليهود خلال فترة السبى البابلى والتى تتضح بشكل خاص فى أساطير الخلق والفردوس وقوانين حمورابى وغيرها من مؤثرات ، ومن المرجح أن عزرا الكاهن هو الذى كتب باقى أسفار التناخ وهى التسمية العبرية للكتاب المقدس العبرى، وتشمل أسفار الأنبياء المتقدمين وهى سفر يشوع والقضاة وصموئيل الأول والثانى والملوك الأول والثانى ، وكذلك أسفار الأنبياء المتأخرين أشعيا وأرميا وحزقيال ، والأنبياء الصغار الإثنى عشر ، هوشع ويوئيل وعاموس وعوبديا ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحجى وزكريا وملاخى ، وقد أصبحت أسفار الأنبياء تمثل الجزء الثانى من الكتاب المقدس العبرى ، الذى يعبر عن التاريخ السياسى والدينى لشعب إسرائيل ، وإنقسم رسمياً إلى ثلاثة أجزاء ، الشريعة أو التوراة ، والأنبياء ، ثم الكتابات ( توراة ، نبؤيم ، كتوبيم ) وبالنسبة لأسفارالكتابات ، والتى تمثل الجزء الثالث والأخير من التناخ فقد ، شملت المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الإنشاد وراعوث والمراثى(مراثى أرميا) والجامعة وإستر ودانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام الأول والثانى اللذان لخصا تاريخ إسرائيل حتى عصر السبى البابلى ، وقد جمعت هذه الأسفار وصنفت وأصبحت تحتل الجزء الثالث من التناخ على أنها نوع من أدب الحكمة ومن التاريخ أيضاً ، وقد إتضحت فيها مؤثرات شرق أوسطية متنوعة وليست بابلية فقط ، ففى سفر أيوب مثلاً يأتى ذكر المقابر والأهرامات وإبل الصحارى العربية وهذا يدل على قدمه وتأثره بمصر القديمة وبأجواء الجزيرة العربية ، أما فى المزامير فيكاد يكون المزمور رقم 104 هو نسخة منقولة حرفياً من أناشيد إخناتون المصرية ،وقد جاءت نسخة التناخ الأصلية فى 24 كتاباً وليس فى 39 ، حيث دمج فيها بعض الكتابات معاً فمثلاُ سفر صموئيل الأول والثانى جاءا فى سفر واحد والملوك الأول والثانى جاءا فى سفر واحد والأنبياء الصغار الإثنى عشر جاءا فى سفر واحد وهكذا ، ولكن بتفكيك هذه الأسفار أصبحت تسعة وثلاثين سفراً تماماً مثل نسخة العهد القديم المسيحية البروتستنانية ، وقد إعتمد عزرا ونحميا والكهنة فى كتابة التناخ على أربعة مصادر رئيسية صنفها العلماء بأسماء المصدر الإيلوهيمى نسبة إلى إسم الله إيلوهيم ويرجع هذا المصدر إلى مملكة إسرائيل الشمالية التى سقطت أمام آشور سنة 720 قم ، ثم المصدر اليهوى نسبة إلى إسم الخالق يهوه والذى يرجع إلى مملكة يهوذا التى سقطت أمام بابل سنة 586 قم ، ثم المصدر التثنوى والذى ينسب إلى حركة الإصلاح الدينى التى قادها يوشيا ملك يهوذا سنة 622 ق م ، أما المصدر الكهنوتى الرابع والأخير فهو المصدر الأحدث وهو عبارة عن الحواشى والإضافات التى أضافها عزرا ونحميا قبل تسجيل التناخ فى شكله الأخير،،،
وقد ترجمت التوراة أو التناخ ، الكتاب المقدس العبرى، إلى معظم لغات العالم القديم لينتفع بها يهود الشتات الذين لم يتقنوا العبرية ، وكانت الترجمة السبعينية اليونانية السكندرية التى أمر بها الملك البطلمى المثقف بطليموس الثانى فيلادلفوس (284-246قم) أهم تلك الترجمات ، والتى لم يصلنا نصها الأصلى مع الأسف ، بل جمعت من مصادر يونانية متفرقة ، حيث إعتمد عليها كتاب العهد القديم المسيحى فى العصر اليونانى الرومانى، ولم يعتمدوا على نسخة التناخ العبرى الأصلية المكونة من 24 كتاباً ، حيث لم يكونوا يعرفون لغته ، ومن الترجمة السبعينية خرجت نسخة العهد القديم البروتستينية فى تسعة وثلاثين سفراً ينتهى بسفر ملاخى ، ثم أضافت إليها النسخة الكاثوليكية سبعة أسفار إعتبرها البروتستانت إبوكريفا أى غير قانونية ، لإنها لم ترد فى النص القديم للتناخ ولا فى الترجمة السبعينية المبكرة ، بينما إعتبرها الكاثوليك والأرثوذكس قانونية حيث كانت قد أضيفت إلى الترجمة السبعينية فى فترة مابين العهدين ، أى العهد القديم و العهد الجديد ، وكانت فى 14 عشر كتاباً ، أضيف منها إلى النسخة الكاثوليكية سبعة فقط ، وهى أسفار ، طوبيت ، يهوديت ، الحكمة ، يسوع بن سيراخ ، نبوءة باروك، المكابين الأول ، المكابين الثانى ، وهكذا وصلت بالعهد القديم إلى العصر الرومانى حيث ينتهى تاريخ اليهود القديم ، ومن ذلك يتضح أن التوراة لم تكن فى النهاية سوى تاريخ إسرائيل ، كما قال سبينوزا ، بلا أى مقدسات أو علاقة مزعومة مع الإله ،،،
لم تكن تلك نهاية قصة التوراة ، فمن التوراة خرج التلمود والمدراش ، وهى كتب ملحقة أثقلت كاهل البشرية بمزيد من الخرافات اليهودية ، وكان لها تأثيرسلبى على مسيرة الإنسان وخاصة على الإسلام فقد كان يهود الحجاز مدراشيين ، ومنهم تعلم محمد الدين ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في