الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين كل شيء ولا شيء

خالد خالص

2024 / 2 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يمر العمر بين الرغبة في أن تكون كل شيء والخوف من أن تكون لا شيء.
إلا أن الرغبة في أن تكون كل شيء تصطدم مع وجود الآخر، حيث تتدخل جهة ما لتفرمل حريتك المطلقة ورغبتك في أن تكون كل شيء، حتى لا تلغي وجود الآخر : إنه القانون الذي يمنع الشيء ويبيح الآخر، لتفادي حرب الجميع ضد الجميع والذي لا تستقيم الحياة في المجتمع من دونه...
إلا أن القانون كمجموعة قواعد عامة ومجردة، بحاجة إلى من يبعث فيه الروح في حالة خرقه أو سوء استعماله، وفي هذا تتجسد ضرورة وجود قضاء ... قضاء كفؤ ونزيه ومستقل.. لا قضاء ضعيف أو قضاء تعليمات أو مصالح... حيث تسود إما الثقة وإما انعدام الثقة في المجتمع..
وبين نصوص تكبح جماح الرغبة في أن تكون كل شيء، وقضاء سيفه مسلط عليك طول عمرك إن أنت خرقتها، وبين خوفك أن تكون لا شيء.. تحضر لديك مشاعر الرغبة والخوف، ويحضر لديك الحب والكراهية ويحضر لديك الأمل واليأس...أحاسيس تتغير بتغير الزمان والمكان والمحيط..
وحينما أقول " تحضر لديك" فإنني لا استتني أحدا.. بل أتكلم عنك وعن نفسي أنا وعن الآخر.. وهنا تبدأ الحكاية ... حكاية الصراع للتعايش مع النفس وحكاية الصراع للتعايش مع الآخر...
فمهما بلغت جودة القوانين ونزاهة القضاء، ومهما كانت المجهودات التي تصبو الى جميل العيش المشترك، فإن الإنسان يصطدم على الدوام مع اختلاف الآخر الذي لن يكون لك أبدا صورة طبق الأصل.
فقد تكون أنت في وقت معين ومع شخص معين في حالة نفسية خاصة، تختلف عن حالتك النفسية التي كنت عليها مع شخص آخر، بالرغم من تشابه الظروف والأطراف، لأنك تبقى ذلكم الكائن الذي تطبعه المشاعر المتناقضة مع الآخر ما بين تنافس وتواطؤ.
إلا أن محاولتك لكي تكون كل شيء، محاولة ليس فقط مستحيلة بل وكثيرة المخاطر لأنها تجرك إلى كراهية الآخر، والى تجاوز هذه الكراهية أحيانا كشعور، الى ممارسة العنف كفعل..
وما يسري على الأفراد يسري على الجماعة، حيث الكراهية والعداوة والحروب أحيانا.
وما بين رغبتك في أن تكون كل شيء، وخوفك من أن تكون لا شيء، فإن صوت الحكمة يناديك بأن خير الأمور أوسطها... فتوسط !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ