الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية الإنسان : الأبعاد المتعددة

عائشة التاج

2024 / 2 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


وية الإنسان :

وفق معاييرنا المتداولة ، نتعرف على الإنسان من خلال "وظيفته " أو بالأحرى "مركزه الاجتماعي "
أول سؤال يطرح : ماهو شغلك ؟ ماذا تعمل ّ
وهذا ما يمنحه مكانة بحجم قيمة المهنة أو المركز الاجتماعي وفق المعايير المتداولة ,,,وفق المنظور العام للإنسان كقوة عمل وآلة للإنتاج ضمن سيرورة الإنتاج وترساناتها الرأسمالية ,,,,
قبل هذا العصر ،كانت هوية الإنسان تتحدد من خلال قيمة عائلته الاجتماعية أو قبيلته أو عشيرته وهلم جرا ,,,,
ابن من أنت ؟ وصيغت حول ذلك تراتبيات عجيبة ،تصنف العائلات حسب أملاكها وحسبها ونسبها ,,ولا زلنا لحد الآن نصف هذا أو ذاك بأنه : ابن عائلة
وكأن ما تبقى من غير الأعيان والمشاهير والمعترف بهم اجتماعيا جاءوا من فراغ ,,فكلمة عائلة تثبت للأغنياء ماديا أو رمزيا ،ومن ثمت تهافت الجميع على اكتساب شجرة عائلية حقيقية أو حتى مفترضة ليحصل على المكانة الرمزية التي ستدعم أيضا مكانته الاجتماعية ,,,,ولم تسلم حتى الجنازات من هكذا معايير رغم بهارات الدين التي يتم دمجها الى هذا الحد او ذاك

قد نسترسل في سرد العناصر الخارجية التي تحدد الهوية الاجتماعية للإنسان في مجتمعاتنا ,,,وهي في العمق جد سطحية وتختزل "هويته إلى أبعد حد ,,,
الإنسان ليس فقط ابن فلان أو علان ،ولا أسمه ولا حتى جسده الذي ينطفيء مع الموت ,,,,الانسان ليس منجزاته المادية او المعنوية على اهميتها طبعا
فالحياة الدنيوية تتطلب منا استثمارا بحجم كفاءتنا ولا ضير في ذلك ،جئنا للننعم بالحياة ،لكن ليس فقط في جانبها المادي الملموس ,,,,,
كل هذه العناصرالخارجية مجرد عناصر ،تساعدنا على التموقع في الحياة و ضمن النسيج المجتمعي وفق معايير المجتمع هنا والآن ,,,,وستنتهي بانتهاء حياتنا الجسدية ,,,,
الإنسان أكبر من كل هذا وذاك ،هو روح خالدة ، هي نفحة من الروح الألهية ، وهي دائمة الاتصال بباقي مكونات الروح الكبرى ,,,,,لا تعرف الفناء أبدا
أما الجسد فهو مجرد لباس ،يصاحبها خلال فترة زمنية تبدو جد قصيرة وفق المنظور الزمني الكلي ,,,
يموت الإنسان جسديا ، وخلال دفنه أو حتى جنازته لا أحد يذكر ممتلكاته وإنجازاته المادية ,,,سيتكلمون فقط عن أثره الرمزي ،عن أفعاله وما خلفه من ذكريات وراءه ،تذكر بمروره من هذه الرحلة الحياتية ,,واكرر بان الانجازات المادية مهمة عكس ما هو متداول ،يمنح الله نعمة المال لمن يحبهم والشرط الأهم أن يكون مصدره حلالا وغير مشبوه , المال طاقة جبارة إن أحسنا استعماله ,
وعودة لهوية الإنسان ،علينا إعادة النظر في تمثلنا لهوية الإنسان ،وأخذ مسافة مع المعايير المتداولة في تصنيف البشر ،فأكثرها مجرد فقاعات تنطفيء في رمشة عين ,,,,
لا شك أن معايير التقدير والاحترام ،لن تكون حقيقية إو أقرب إلى الحقيقية إلا
بتمثلنا للإنسان وفق هويته الشمولية بكل مكوناتها بما في ذلك تلك العصية عن الإدراك ,,,,
والمطلوب هو الاجتهاد في توسيع هذا الإدراك وفق وعي جديد ينفلت من كل آليات تشييء الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي