الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع جثّة فظّة

إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)

2024 / 2 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إهانة رجل ميت يغطيّ نفسه بالذّلّ ترسم على وجه القدّيسة ماري أنياس الخوف المتأمّل لقلب منهك يلجأ إلى درع النّقاء التّأمّليّ، روح مسافرة تكتب في صمت الجيفة القبيح طبيعة الأجساد والموادّ العائمة على جحيم الأمواج.
من الظّلام، ليل يكتنز رؤى نبويّة حقيقيّة تشهد على فجر الشّعر فوق أمواج الأشجار الريّحيّة الّتي كانت الطّفلة تتأمّل في وسطها رعب غروب الشمس المتجلِّي في الظّلال الغريبة .
عروق المرمر الّتي تجوّلت على الجدران البيضاء ثبّتت المصير القديم لجثّة مجرّدة من الرّوح تواجه البرد الجليديّ للقبر الذي لا طعم له، والذي يحمل كتابته الثّقيلة لحصاد عنب الشّرّ، مادّة فحميّة بلا روح، هيولى جسم غريب أدنى باد في مكان مؤقّت ليتبخّر في الجحيم القديم اللاّمتناهي حيث تحتفل السّماء بالموت الأبديّ للأشياء دون قمّة الرّوح، الظّلال السّجّانة الأبديّة لكتل الظّلام.
بصراحة طفوليّة وعبقريّة حارقة ، شتّتت ماري أنياس أشباح العدم لتدعو القمر والنّجوم والسّحب إلى عيد قصائدها المهيبة، جاعلةً من الاحتفال المهيب بوجود روحها المقدّسة طقوسًا شعريّة سماويّة تخلق إيمانها البتول والمستقبليّ. والعينان الشفّافتان اللّتان تسمحان لنور روح السّماء أن يتكلّم في قلبها قلعة الصّور المجازية الفريدة والحميمة تذكّر بليلة الزّمن التي اختبرت فيها القدرة على الكشف عن طبيعة المادّة والأجساد التي انهارت في وهم الوجود. وجود محتمل بلا روح، يجدون أنفسهم دائمًا في مواجهة حقيقة الطّبيعة الإجراميّة للاحتفالات الدّينيّة، والأشواك التي لا شجر لها في الظّهر، والأموات المدمَّرون الّذين يجوعون إلى الجنّة ولكن بلا أرواح، وأشياء حجريّة وتافهة لا تستطيع حتى الاستمتاع بها: بقيّة الحلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس