الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور اللغة العربية؛ تصحيح قراءة الإله المصري (الوطيد) بدلاً من (وادجيت).

ابرام لويس حنا

2024 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يُطلق على الإله المصري القديم حامل الشمس بـ (واجيت) لكنه في الحقيقة يُطلق (وطيد/ واطيد wꜢḏyt) أي (الواطد أي المُنزل بالشىء) مِن (وطى/ ود wꜢḏ) مثل النبات الذي يحوي الحياة الخارج من ظُلمة الأرض و كالشمس الخارجة من ظلام الليل وكالثعبان الأخضر الذي يخرج من الأرض السوداء ليبث بالنار، ونقول في لغتنا العامية المصرية (ودي أو وط) أي إنزل بالشىء، وبالفصحى (وطأ) وجذره (وَطَّ) ومنه (الواط) وبالفصحي هو (الوطاء) وهو كل ما انخفضَ من الأَرض بين النِّشاز والأَشراف (المعجم الوسيط، الوَطَاءُ)، فالواط هو (الواد) الذي نجده بالفصحي (الوادِ أو الوادي)، ومن (وطيد/ واطيد (wꜢḏyt اشتق (وطد) بالفصحي أي (ترسَّخ ونزل)، ومنه اللفظ السومري (ود ud ) الذي يعني (شمس، يوم، صيف، حرارة).
وإن حُذفت الواو في (وطي/ ودي) العامية تصبح (إدي أو يدي)، حيث تُنطق القصبة المُصورة في اللفظ المصري في) wꜢḏyt إ أو أ)، وبحذف الواو يُنطق (إدي أو يدي) وهي مازلت مُستخدمة في العامية المصرية للتعبير عن الإعطاء وبالفصحي (يعط و أعط)، لذا الذات الحاملة الواهبة هي (ِيد) كالواهب في السومرية (إد أو عطِ id )، والفاتح في السومرية هو (إدو أو عطو idu ).
وبقلب (الدال إلى جيم) أي مِن (إدي إلى إجي) (راجع الإبدال بين الجيم و التاء في أبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي، الإبدال، م. 1، ص. 216- 19، وفي إبدال بين الجيم والطاء أبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي، المرجع السابق، ص. 233- 34) فإننا نجد الألفاظ القديمة تحمل معنى الإرتفاع مثل قولنا في العامية (أجي) أي (أذهب) وبالفصحى (جاء ويجىء) وهو ما تشهد عليه كذلك السومرية، فالعين (تحمل نور الحياة) وهي (igi) وأكادياً (igû)، والوجه والأول والأمام هوigi) وكلهم يَحملا معنى (الإرتفاع) ، لذا الحامل هو كذلك (igi) لذا فإننا نجد إننا إن قلبنا الطاء في الجذر المصري (وطى/ ودwꜢḏ ) إلى جيم فإن اللفظ يُنطق (وَجَهَ) و (الأوْجٌ) هو المُرتفع المتألق، لذا فإن النور والنبات في السومرية هما (أوج ug) والناس (أوج uĝ) والمرعى (أجو ugu).
كل تلك المعاني تحمل الجذر الأصلي لهم وهو الأصل المصري القديم الذي يعني (حامل النور وواجده ومُعطيه ورافعه)، لذا بقلب الطاء في (وطيد wꜢḏyt) جيماً، فإن اللفظ يشهد على نفسه إذ يُصبح (واجيد) أي (الواجد أو الموجد) ومنه الفعل (وَجد) أي نزل بالشىء.

وبإقتضاب
-----------
وطي wꜢḏ بالعامية ==> له نُسب (الوطاء) بالفصحى، وطي و وَدي wꜢḏ بالعامية ==> له نُسب (الوادي) بالفصحى، والوادي والوطاء هما واحد.
وطى wꜢḏ بالعامية ==> ودي، وبحذف الواو تصبح (أدي) كما هو في العامية ومنه ==> (إعط) بالفصحى وهو يعني إنزل بالشىء، و (يدي) بالعامية ==> أي (يِعط) و (يِد) بالفصحى.
وطى wꜢḏ بالعامية ==> (وط) كفعل أمر ==> ومنه وطأ أي نزل.
وطي wꜢḏ بالعامية ==> بقلب الطاء جيم تصبح (وجى أو وجه) بالفصحى، (لذا) وطيد wꜢḏyt بالعامية ==> إن قلبت طاءها جيمًا تُصبح (وجيد) أي (الواجد) بالفصحى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران