الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درسُ من حاضرنا وآخر من ماضينا!

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدرس الأول: شاخصة للعيان نتائج الحراكات الشعبية في عدد من الدول العربية، التي قدحت شرارتها مطلع سنة 2011، والمعروفة بإسم "الربيع العربي". لم نستغرب هذه النهايات، لأكثر من سبب، أهمها برأينا واجتهادنا أنها لم تكن مسبوقة بثورة عقلية. يعلمنا التاريخ، أن الحراك الجماهيري على أهميته غالباً ما ينتهي إلى الفوضى، إذا لم تسبقه ثورة فكرية تنويرية تواكب تحولات عصره وتحاكي شروطه وتنسجم مع معاييره.
بالمناسبة، الحراكات موضوع الحديث، هي موجة أولى سوف تتلوها موجات، في إطار مرحلة تاريخية جديدة بدأت في التاريخ العربي المعاصر، ستفضي لا محالة إلى ما تقدم به غيرنا ولا خيار سواه إلا الخروج من التاريخ، ونعني الديمقراطية الحقيقية وبناء دول مدنية حديثة لكل مواطنيها. دول، الكلمة الأولى فيها للعقل وتحيل النقل إلى متاحف التاريخ، مكانه الطبيعي الصحيح.
الدرس الثاني: فرقة المعتزلة، اشتهرت في التاريخ العربي بعد الإسلام برفع شعار أولوية العقل على النقل. وقد كلفها فكرها هذا كثيراً، وخاصة من قِبَل السلطة الأموية. فقد قال المعتزلة بتنزيه الذات الإلهية عن الأمر بالفحشاء، وبالتالي، فإن الإنسان مسؤول عن أفعاله. هذا المرتكز الرئيس في الفكر المعتزلي، استفز السلطة الأموية القائلة ب"الجبر"، ومفاده على الصعيد السياسي بخاصة، أن كل ما فعله الأمويون قضاءٌ وقدر، وهم بذلك ليسوا مسؤولين عن أفعالهم وممارساتهم. لذا، وفي سبيل تجنب بطش السلطة الأموية وغيرها من القوى الرافضة للفكر المعتزلي كالخوارج، اختار المعتزلة مبدأ "المنزلة بين المنزلتين" أو ما يمكن تسميته الطريق الوسط.
مُذّاك وحتى يوم الناس هذا، ما يزال طريق المنزلة بين المنزلتين مفروضاً على أي فكر تجديدي تحديثي تنويري في الواقع العربي. ومع ذلك، فإن هذا الطريق لم يكن آمناً دائماً في الماضي، وليس مضمون العواقب في الحاضر أيضاً، كما يخبرنا التاريخ عن مصير فِرقة المعتزلة ذاتها، على سبيل المثال لا الحصر. فقد تبنت الدولة العباسية فكرهم في عهود ثلاثة خلفاء عباسيين، هم: المأمون والمعتصم والواثق. بعد الأخير، آلت الخلافة إلى المتوكل، الذي لم يلبث أن انقلب على المعتزلة وبطش بهم.
أما في الحاضر، فإن أيَّ اجتهادٍ "خارج النص" أو تغريدٍ خارج التسبيح بحمد "أولياء النِّعَم"، غالباً ما يُواجهان إما ب"التكفير" و"الزندقة" وغيرهما من مصطلحات القرون الوسطى، أو ب"التآمر" و "خيانة الوطن" !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah