الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمكن الصعود إلى الأعلى على أنقاض الماضي

عزالدين مبارك

2024 / 2 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على المؤمنين أن يفهموا أن المنظومة الدينية انتهت صلاحيتها ولم تعد قوانينها وفتاويها البالية تتماشى مع عصرنا الحديث وأصبحت عبئا ثقيلا على المجتمعات العربية لأنها تصنع في الصراعات والكراهية والتكفير والعبث الأيديولوجي وتخلق بشرا متوترا ومهزوزا وحاقدا غير منسجم مع حاضره متطلعا لماضي قديم وبائس لن يعود أبدا عوض النظر للمستقبل وصنع واقع جديد بنفسه متسلحا بالعلم والعمل والإبداع. فقد انتهى زمن التمعش من الكتب الصفراء وتقديس السلف والعيش في جلباب الموتى والشيوح والفقه والإعتماد على الدجل والفكر الغيبي ومعجزات السماء وخرافات البغل الطائر وانشقاق القمر والنجوم التي ترجم الشياطين. لقد أصبح العرب بتشبثهم بهذه المنظومة الدينية البالية أضحوكة العالم الذي ينتج علماء الذرة والصواريخ العابرة المجنحة والأدوية وفكرا خلاقا ويكتشف المجرات وأسرار الحياة والكون ونحن ننتج كتب السحر والأرض المنبسطة ونتجادل حول جنس الملائكة والسماء سقف أم فضاء وننقب في القرآن والحديث عن معجزات ربانية لا وجود لها وما نصيب المرأة من رجال في الجنة وما نصيب الرجال من الحوريات الفاتنات وهل هناك غلمان كما كان في زمن خلفاء الإسلام وهارون الرشيد وكم تدوم المتعة الجنسية في تلك الديار وهل سنسكن في قصور كقصر ترمب في نيويورك أو قصر كسرى أنوشروان و قصور أمراء الأندلس أو في خيام بها كهرباء ومبردات وسواقي من العسل والخمر المعتق مجلوب من زمن الفراعنة.هذه المنظومة البالية والتي انتهى زمنها بحلوه ومره أصابت المجتمع العربي بسكتة دماغية فغدا مخدرا ومغيبا وعاجزا عن التفكير والإبداع وما على النخب الحقيقية إلا القيام بثورة فكرية وعقلية تخلخل السائد والراكد والنائم ليستيقظ من سباته الطويل وينهض بحاله ويقطع مع عالم الخرافة والأساطير والخزعبلات المضحكة ودون ذلك فستمر بجانبنا آخر عربة من التاريخ وتتركنا في وحل الخرافات البالية غارقين نستجدي الخروج ونبحث عن قشة للنجاة فهل نستطيع اللحاق بها أم قضي الأمر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي